انبثقت فكرة تأسيس الجمعية في "حماه" عن المجاهد "سعيد العاص" وتشكلت أول لجنة في شباط /1920/ برئاسة مفتي "حماه" الشيخ "سعيد النعسان" وضمت عند تأسيسها 10 أيتام وفي عام /1922/ أصبح العدد (22) يتيما.

ثم تولى رئاسة اللجنة الشيخ "مصطفى جابر" الذي كان له الفضل الأكبر في إرسال قواعد الجمعية وقد أطلق عليها (جمعية ملجأ الأيتام الإسلامي بحماه) ثم تولى رئاسة اللجنة نائب "حماه" "نجيب البرازي" من عام /1926/ إلى عام /1958/ وقد ضمت اللجنة الحاج "حمدو جابر" و"محمود جمال الدين" و"عبد الحسيب الرمال" و"عبد الرحمن المط" و"عبد الرحمن زكية" و"عمر العسلي" و"محمد جمال الدين" والشهيد "مصطفى عاشور" و"محمد خيرالعبيسي" و"عبد الرحيم الغزي" الذي تولى إدارة الجمعية حتى وفاته عام /1946/.

حازت المؤسسة مؤخرا على شهادة الآيزو الدولية للجودة في الجهاز الإداري وتقديم الخدمات

وفي عام /1936/ تمكنت الجمعية من حق الإنتفاع في خان "رستم باشا" الذي ضم مدرسة ابتدائية وحديقة للأطفال ومهاجع للمبيت. وفي عام /1940/ بلغ العدد (35) يتيما وفي عام /1944/ بلغ العدد ما بين (75) إلى (80) يتيما.

السيد صلاح فاخوري

وفي الخمسينيات من القرن الماضي تمت إشادة الطابق الثاني من خان "رستم باشا"

وفي عام /2005/ تم تدشين المقر الحالي للجمعية وقد بلغت كلفة هذا المقر (160) مليون ليرة من غير ثمن الأرض التي قدمها مجلس "حماه". هذا المقر الذي يحوي على مدارس للتعليم الأساسي والثانوي وصالات للرسم والموسيقا والمخبر وقاعات التعليم المهني للبنين والبنات وقسم داخلي يستوعب (230) من الأيتام والفقراء يتضمن غرفا للنوم ومطعم واستراحات وغرف صف مسائي ويسكنه حاليا ما يقارب (110) من المستفيدين من خدمات الجمعية وبذلك تطورت مدارس الجمعية بحيث أصبحت تضم مختلف الفئات العمرية من عمر (3-18) سنة.

موقع eHama زار مقر "الجمعية الإسلامية لرعاية الأيتام" في "حماه" بتاريخ 10/10/2008 والتقى الأستاذ "صلاح الدين فاخوري" مدير الجمعية والذي حدثنا بالقول: «إن هذه المنشأة صرح حضاري ضخم تتحقق من خلاله أسمى معاني البر والإحسان حيث تعمل الجمعية على عدم التفريق بين اليتيم أوالفقير والطالب المسجل لديها خلال العام الدراسي ونؤمن كافة وسائل الراحة والأمن إضافة إلى الوسائل المثلى للتعليم المهني والمدرسي في كافة المراحل العمرية وتأمين المأكل والملبس والمشرب لمن ليس لهم معيل».

وقد أشاد السيد "فاخوري" إلى الاهتمام الكبير الذي توليه غرفة التجارة والصناعة في "حماه" والخطط المستقبلية لوجود المؤسسات الخيرية مثل رعاية المسنين ورعاية العجزة والمعوقين ورعاية الأسر الفقيرة والأرامل.

السيدة رجاء غندور

وأضاف: «حازت المؤسسة مؤخرا على شهادة الآيزو الدولية للجودة في الجهاز الإداري وتقديم الخدمات».

كما التقينا السيدة "وردة برازي" التي حدثتنا عن عملها وكيفية اختيار المشرفين بالقول: «نختار المشرفين من خلال فحص تجريه لجنة الإشراف على الدار وهي مؤلفة من بعض أعضاء مجلس الإدارة كالدكتور "بدر كيلاني" والدكتورة "مخلصة مغربل" والدكتور "أيمن ملقي" والسيدة "حنان طيفور"، حيث تجتمع اللجنة كل أسبوع لمناقشة أمور الدار أو دراسة المستجدات الجديدة في القسم الداخلي "الميتم"، ويعمل المشرفون على قسمين صباحي ومسائي».

كما التقينا السيد "عمر الخليل" مرشد اجتماعي والذي تحدث لنا عن طبيعة عمله وما هي المهام التي يقوم بها فقال: «اخترت هذا العمل لأنه ضمن اختصاصي الدراسي ولأنني أحس بأنني أتعامل مع شريحة معينة من المجتمع ربما أستطيع تقديم المساعدة أو العطف الذي يحتاجونه. وحديثا أنشأنا مكتب التواصل الأسري وهو خاص بالقسم الداخلي وبهذا أصبحت علاقتي مع ذوي الأيتام على أن تكون الأسرة على تواصل مع اليتيم من خلال الزيارات أو الاتصال الهاتفي بحيث لا يشعر اليتيم بأنه انفصل بشكل نهائي عن أقربائه».

ويضيف: «عملي المكتبي هو تدوين أسماء الطلاب من حيث السن وتاريخ الدخول والخروج من الميتم وتوعية ذوي الأيتام وهذا هو دمج العلاقة بين الأهل والطالب لدى الجمعية وصلة وصل بيني وبين المشرفات المسائيات وطريقة عملهم وإرشادهم.

ومهمتي الثانية هي الإشراف المسائي وهي من الساعة الرابعة مساء حتى الثامنة صباحا ويتخلل هذه الفترة عدة نشاطات كالاهتمام بكتابة الوظائف والواجبات المدرسية وبعدها استراحة في الحديقة ثم وجبة العشاء لمدة نصف ساعة ثم درس التوعية والسلوك كآداب الطعام والتكلم والحديث مع الآخرين ثم تأتي الإستراحة وهي مشاهدة التلفاز وبعدها يخلدون للنوم. ونحن الآن بصدد إعداد صف التأهيل المدرسي أي إذا كان لدينا طالب بعمر عشر سنوات وهو أمي فنعمل على تأهيله لنضعه بالصف المناسب له وهذه الفكرة موجودة لدى مدارس الدولة ولكنها لم تطبق حتى الآن».

الحديث السابق كان في القسم الداخلي وبعد انتقالي إلى القسم الخارجي أي المدرسة وقد سميت (مدارس كريم رضا سعيد) وهذا الاسم نسبة إلى الطفل "كريم" الذي توفي غرقا فتبرع والده بنسبة (40%) من تكلفة البناء التي تجاوزت (160) مليون سوري.

تدير هذا القسم الضخم السيدة "رجاء غندور" خريجة كلية الآداب قسم الجغرافيا والتي سألناها عن كيفية إدارتها للمدرسة والتعامل مع الطلاب من القسمين الداخلي "الميتم " والخارجي "الطلاب الذين يدفعون الأقساط التي يتم من خلالها تغطية بعض النفقات للميتم" فأجابت بالقول: «تعاملت مع شرائح واسعة من المجتمع وذلك من خلال خبرتي لمدة خمس سنوات في دار المعلمات وعملي في المدارس الخاصة في المملكة العربية السعودية وأنا عضو في الجمعية الإسلامية لرعاية الأيتام وأعمال البر والإحسان والطلاب لدينا يعاملون بنفس المستوى بل على العكس إننا نسلط الضوء على الطلاب الداخلي والذي لأجلهم أقيمت هذه المنشأة».

وتتابع بالقول: «وقد توسعت بافتتاح مدرسة "كريم رضا سعيد" قسم البنين من الصف السابع وحتى الشهادة الثانوية في مقر الجمعية القديم في المرابط ، وفي هذا العام ولأول مرة يتخرج طلاب من الصف التاسع متميزون ومبدعون وهذا كله بفضل الاهتمام من قبل المدرسات اللواتي يتم اختيارهن من قبل لجنة تطرح عليهم الأسئلة إما بشكل نظري أوعملي وكل بحسب الاختصاص وتبقى الآنسة تحت التجربة لمدة شهرين ومعظم من في المدرسة حائز على شهادة جامعية من أهداف مدرستنا خلق جيل مبدع ومساير للتطورات العلمية والتقنية العالمية إضافة إلى تلبية متطلبات الطلاب وذويهم العلمية والتربوية في إطار الأنظمة والقوانين والالتزام بتطبيق نظام إدارة الجودة».

وتضيف أخيراً: «كما نقوم بالرحلات الأسبوعية والرحلات المشجعة للطلاب المتميزين والحفلات الخيرية في كل عام لجمع التبرعات وعرض ميّزات المبدعين من القسم الداخلي (الميتم)»