استمرارا لدورها الرائد في تمكين الشباب وتطوير أدواته لدخول عالم الأعمال، نظمت مبادرة /ارتقاء.. شباب بكرا أمانة بأيدينا/ من المتطوعين الشباب في الأمانة السورية للتنمية، ملتقى الشباب ومتغيرات سوق العمل في ظل المرحلة الراهنة في مركز رضا سعيد  للمؤتمرات بمشاركة نحو 150 شاباً وشابة من طلبة الجامعات والمعاهد في مختلف الاختصاصات.

"نيكولا سلوم" خبير تأهيل وتدريب تحدث عن المهارات التي يحتاجها الشباب لدخول سوق العمل وكيفية اكتسابها سواء المهارات التقنية أو السلوكية وأبرزها مهارات التفكير تحت الضغط والتواصل والتفاوض والقدرة على العمل ضمن الفريق، مشيراً إلى أن مفاهيم إيجاد فرصة عمل ما زالت كما هي لكن تغيرت الأدوات التي يجب أن تتلاءم مع الظروف الحالية.
ودعا "سلوم" الشباب إلى التفكير الإيجابي الواقعي وتحديد أهدافهم ومعرفة المهارات التي يحتاجونها لأن السوق السورية فيها مجالات واسعة للعمل وقادرة على استيعاب الشباب خاصة في المرحلة المقبلة.
الدكتور "كنان البهنسي" مدير المشروع الوطني لسوق العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تناول في حديثه الريادة المجتمعية كمفهوم جديد في مجتمعنا، والذي يتمحور حول كيفية إيجاد الشاب فكرة معينة تقوم على خدمة المجتمع وتحقق بالوقت نفسه استمرارية مادية، معتبراً أن هذه النوعية من المشاريع تنعكس بصورة إيجابية على مستوى التنمية الاقتصادية..
مبيناً أن التركيز في "الأزمات" يكون على الأفكار والمبادرات الخلاقة لتحويل الأزمات إلى فرص عمل جديدة وتمكين الفئات العاطلة عن العمل والفقيرة اقتصادياً واجتماعياً، داعياً الشباب لإطلاق مبادرات تستطيع تغيير الواقع السلبي وحشد وجهات النظر الإيجابية لتشكيل قوة ضاغطة على جهات إعلامية وحكومية ومجتمع مدني لتحقيق مطالبهم ورغباتهم بمستقبل أفضل لسورية مؤكداً ضرورة التخلي عن النظرة السلبية للمجتمع المحيط بهم والتيقن أنه كلما كثرت السلبيات زادت الفرص بإيجاد بدائل أفضل.

الشاب "سيف الدين عياش" طالب سنة أولى ماجستير اقتصاد وتجارة قال: "إن الشباب بحاجة ماسة إلى مثل هذه الملتقيات، فهي تجيب على كثير من تساؤلاتهم المتعلقة بالأدوات التي يحتاجونها للدخول بقوة إلى سوق العمل، خاصة أن الشركات والمؤسسات لم تعد تكتفي بالشهادة وتشترط في المتقدمين للعمل لديها التدريب والتأهيل وما تعلمناه اليوم من الملتقى هو التعرف على أبرز المهارات التقنية والسلوكية التي تضمن لنا النجاح في مسيرة عملنا، بالإضافة إلى أن هذا النوع من المبادرات يتيح لنا فرصة للتعرف على شباب لديه العديد من الرؤى والأفكار التي من الممكن أن نتشارك فيها معاً ليضيف إليها كل شاب من خبرته واختصاصه"..
ويشكل الملتقى الخطوة الأولى لمبادرة ارتقاء التي يقودها متطوعون ضمن سلسلة من الفعاليات ستقيمها في الفترة المقبلة وقالت "أريج درويش" من الفريق الإعلامي للمتطوعين: إن نشاطات ارتقاء ستركز على حاجات الشباب وإقامة دورات تدريبية لهم بناء على رغباتهم وإيصال ما ينتج عن تلك النشاطات إلى أصحاب القرار مشيرة إلى أن الأمانة شريك داعم لنشاطات ارتقاء. في حين قال "بشار حبي": إن فكرة هذه المبادرة تقوم على أن الارتقاء بأنفسنا وبمجتمعنا أمانة تقع على عاتقنا، وانطلاقاً من ذلك سنعمل على مساعدة الشباب في مبادراتهم وتنمية مهاراتهم وعقد ملتقيات حول موضوعات تهمهم وتجيب عن تساؤلاتهم في سبيل تمكينهم، ليكونوا منافسين أقوياء في سوق العمل وتأسيس أعمال خاصة تقوم على الربحية وتحقيق الفائدة للمجتمع.
"بشار قطريب" مسؤول الإعلام والتواصل في مشروع شباب، قال: إن ارتقاء إحدى المبادرات التي أطلقها مؤخراً فريق متطوعي الأمانة السورية للتنمية بهدف الارتقاء بمهارات الشباب على المستوى الشخصي وتمهيد الطريق أمامهم لمعرفة الفرص المتاحة لهم وكيفية مواجهة التحديات وتخطيها.

وبين "قطريب" أن توجه الأمانة في المرحلة الحالية هو دعم كل المبادرات الشبابية انطلاقاً من دفع الشباب أنفسهم لتحديد احتياجاتهم بعقد مثل هذه الملتقيات وجمعهم بخبراء تدريب في سوق العمل وتنظيم زيارات ميدانية للشركات ومساعدتهم ليكونوا شركاء للأمانة في عملية تنمية المجتمع بنقلهم من كونهم مستفيدين إلى شريك.
ويعمل مشروع شباب- أحد مشاريع الأمانة- على تمكين الشباب في سورية بين سن 15 و29 من خلال تأهيلهم لدخول عالم الأعمال وتزويدهم بالمهارات الأساسية اللازمة للحصول على عمل عبر سلسلة من البرامج والأنشطة التي يطبقها بالتعاون مع عدة شركاء.
والأمانة السورية للتنمية منظمة غير حكومية وغير ربحية، تلعب دوراً على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية من خلال أقسامها فردوس وروافد وشباب ومسار والمركز السوري للبحوث التنموية، حيث تعمل على إلهام الأفراد والمجتمعات وتمكينهم وإشراكهم في العمل التنموي.

الكاتب: لانا حاج حسن