بدأ مؤخراً التوجه نحو معاملة التعليم على أنه استثمار في رأس المال البشري، وتحولت النظرة إلى التعليم من مجرد كونه قطاعاً كباقي القطاعات الخدمية، تخصص له الاستثمارات وتقاس فاعليتها بما تضيفه إلى الناتج المحلي الإجمالي، إلى اعتبار نشاطه ومن ثم ناتجه بمثابة استثمار له مردوده على مستقبل التنمية.
وقد أكدت الحكومة ضرورة أن تكون وزارة التعليم العالي شريكاً أساسياً في التحول نحو اقتصاد السوق الاجتماعي وفي تحقيق معدلات النمو العالية خلال السنوات الخمس القادمة وأن تساهم مساهمة فاعلة في توفير سلع النفع العام للمجتمع، وأن تساعد في الوصول إلى تحقيق غايات الرؤية المستقبلية لسورية 2025. وكل هذا مؤشر هام على توجه الحكومة ممثلة بوزارة التعليم العالي بمختلف جامعاتها ومعاهدها إلى وضع استراتيجيات للنهوض بواقع العملية التعليمية والارتقاء بها.
ويشكل المعهد العالي لإدارة الأعمال HIBA منذ انطلاقته ولغاية اليوم أحد مراكز التميز الذي ترك بصمة واضحة في مجال العلوم الإدارية بمختلف فروعها في السوق السورية وفي رفد هذه السوق بالكوادر المؤهلة. فقد تأسس المعهد في العام 23/6/2001، استجابة للحاجة الماسة لكوادر إدارية مؤهلة للنهوض بعملية الإصلاح والتحديث التي تشهدها سورية.
موقع eDamascus وبمناسبة مرور عشر سنوات على مسيرة المعهد وللتعرف على إنجازاته خلال السنوات العشر التي تلت تأسيسه التقى الدكتور "صطوف الشيخ حسين" وكيل المعهد الذي بدأ حديثه لنا عن أقسام المعهد بالقول: «ينقسم المعهد إلى قسمين من الدراسة هما: سنوات جامعية أولى، وسنوات ما بعد الجامعة وبالنسبة للسنوات الجامعية الأولى أيضا يوجد فيها مرحلتين المرحلة الأولى هي عبارة عن فترة تمتد لغاية الثلاث سنوات وهي مرحلة عامة يأخذ فيها الطالب الأساسيات في علوم الإدارة وفي السنتين الرابعة والخامسة يقوم الطالب بالاختصاص في أحد الاختصاصات المتوافرة في المعهد سواء مالية أو موارد بشرية أو تسويق أو نظم معلومات إدارية.
المرحلة الثانية هي مرحلة الدراسات العليا وأيضا تنقسم إلى قسمين الأول ماجستيرات بحثية (أكاديمية) والثاني ماجستيرات تأهيل وتخصص مرتبطة أكثر مع متطلبات سوق العمل. فالأولى مضى على افتتاحها عدة سنوات ويوجد فيها أقسام المالية والتسويق والموارد البشرية ودائما نعمل على إدخال الجديد إليها ويستطيع طلابها إتمام مسيرتهم العلمية في الحصول على شهادة الدكتوراه PHD.
القسم الثاني: التأهيل والتخصص، ففي هذا النوع من الماجستير كان ارتباطنا مع الجامعات الأوروبية كبيراً وقد دعمت شراكة المعهد مع مشروع الاتحاد الأوروبي هذا النوع من البرامج، وفي هذا المجال لدينا برامج MBA وEMBA وبشراكة مع جامعات أوروبية، وأيضا لدينا ماجستير في إدارة مؤسسات الاتصالات والآن نحن نستقبل طلاب الدفعة الثانية منه وهو خاص في تنظيم قطاع الاتصالات في سورية. وأيضا لدينا توجه في عدد من برامج الماجستير المدروسة بشكل كامل وننتظر أن نجهز لوجستيا وأن نستطيع تأمين الكادر المناسب لهم. ونحن اليوم ننتظر أن ينضم إلينا عدد من الطلاب الذين أوفدناهم للخارج لنيل شهادة الدكتوراه وعندها يكون بإمكاننا إطلاق هذه البرامج الجديدة.
والمعهد الآن بصدد إطلاق شهادة الدكتوراه العملية في إدارة الأعمال DBA لماجستيرات التأهيل والتخصص وهو لم يكن متاحا لطلاب هذه البرامج من متابعة تحصيلهم العلمي للحصول على شهادة الدكتوراه».
وبيّن الدكتور "عبد الحميد الخليل" مدرس في المعهد ومدير قسم الموارد البشرية أن إنشاء ماجستير تخصص الموارد البشرية في المعهد جاء تلبية لحاجات السوق السورية لهذا الاختصاص وأيضا ماجستير الاتصالات، وبالتالي فهناك متابعة حقيقية لمتطلبات سوق العمل.
الدكتور "سام دلة" عميد المعهد العالي لإدارة الأعمال وللحديث عن المصداقية التي تمتع بها المعهد خلال عشر سنوات مضت على إنشائه وعن رضا أصحاب المصلحة من المتعاملين معه قال: «الجميع يعرف أن أصحاب المصلحة لا يجاملون، والمصداقية لا تأتي إلا بالنجاح وذلك لكي تخلق الثقة لدى العملاء، والنجاح ليس العامل الوحيد فنحن تأسسنا في وقت لم يكن هناك منافس. لدينا بعض النقاط المميزة، ونجحنا في العديد من النقاط وفشلنا في البعض الآخر، ربما لأن هذه الأمور تحتاج إلى دراسة وعناية أكثر. كما أنه لا ننكر دور العامل الأوروبي الذي لعب دوراً هاما كشريك في تقييم البرامج وفي خلق حالة المصداقية التي يتمتع بها المعهد».
ويضيف د. "دلة" بالقول: «النجاح يستلزم الاستدامة ولكن بالمقاييس الموجودة بالمنطقة عالميا، فنحن نسير على الطريق الصحيح سواء بنوعية التعليم أو بطريقة التفكير والتعاطي حيث يوجد لدينا آلية للقبول والدخول إلى المعهد، فما نقدمه للطلاب من الناحية العلمية أننا نضعه ضمن المعايير العالمية لذا نعمل دوما على إعادة النظر بالمنهاج لجعله أكثر جاذبية وتبادلية مع الطالب ولكن هذا لا يعني أننا لا نستجيب لما يطرح في الاقتصاد السوري كاقتصاد المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر والبورصة وغيرها من المواضيع التي تأتي استجابة للتطورات الاقتصادية».
وتابع الدكتور "دلة معنا حديثه من خلال مجموعة من الأسئلة:
* كيف تقوّمون أداء طلاب المعهد وكوادره المتخرجة منه؟
** يتم تقويم الأداء الجامعي من خلال قياس الكفاءة والفاعلية إذ تتعلق الكفاءة في الجامعات والكليات بالعمليات وقدرتها على ضبطها وتطويرها، أما الفاعلية فتتعلق بنوع المخرجات التي تؤثر على العالم الخارجي. وينظر إلى الفاعلية بأنها مدى إدراك المؤسسات التعليمية لطبيعة العمليات والأنشطة الداخلية التي تحدد أداءها وعلاقتها مع بيئتها المحيطة، وكذلك قدرتها على السيطرة على العمليات وتوجيهها حسب المتغيرات الداخلية والخارجية لتحقيق أهدافها. وهناك جانبان لكفاءة مؤسسات التعليم العالي عامة، جانب الكفاءة الداخلية: وتتمثل في قدرتها على إعداد أكبر عدد من المخرجات نسبة إلى المدخلات مع ملاءمة نوعية المخرجات للمواصفات الموضوعة، وتوفير الموارد البشرية اللازمة للقيام بهذه الأعباء.
- جانب الكفاءة الخارجية: وتتمثل في قدرتها على تزويد المتخرجين بالمهارات والمؤهلات والخبرات التي تمكنهم من أداء المهمات الموكلة لهم في مواقع العمل بجدارة، وهذا يعني أننا وفقنا في تحقيق التوافق بين
عمليات الإعداد وبين حاجات العمل من المهارات المطلوبة.
* كيف يتم قياس مدى تقبل طلاب المعهد للتغيرات التي تطرأ على المناهج؟
** بشكل عام نحن نعمل على توزيع استبيانات نقيس فيها رأي الطلاب واستجابتهم لهذه التغيرات، بالإضافة إلى ذلك نعمل جلسات مع الطلاب أو مع ممثليهم للتعرف على المشاكل التي تواجههم في المناهج وكيفية تحسينها، فنحن نعتمدأ مبدأ التشاركية مع الطلاب ولا نستهين بقدراتهم ورؤيتهم.
* هل إعادة تفعيل جانب التدريب في "هبا" له دور في الترويج للمعهد ومساعدة قطاع الأعمال في سورية؟
** مركز التوجيه المهني هو فرصة لإحياء هذه المبادرات، وسنبدأ بعدد من الأنشطة قريبا ولدينا عدد من الاقتراحات والرؤى.
الكاتب: لانا حاج حسن
المصدر: http://www.esyria.sy/edamascus/index.php?p=stories&category=ideas&filename=201106151220011
عودة للرئيسية
|