تعرفت عليه من خلال أحد الأصدقاء منذ فترة، أعجبتك طريقة تفكيره وشخصيته وما تحدث به عن نفسه وتاريخه وإنجازاته في عالم الأعمال والتجارة، فقلت في نفسك: لم لا أشاركه؟
 
عرضت عليه مشروعك فوافقك عليه، واتفقتما معاً على تضافر الجهود والأموال في المشروع. وفعلاً نفذتما ما اتفقتما عليه ودخلتما معاً في شركة كان كل واحد منكما فيها شريكاً متضامناً، مسؤولاً عن ديون والتزامات الشركة مسؤولية مطلقة غير محدودة.

اكتشفت فيما بعد أن شريكك هذا ذو تاريخ مالي سيء، بل وعادات مالية سيئة أيضاً، فدائنوه كثر، ويعيش معظم حياته على الدين، إذ تتجاوز متطلباته حجم دخله وإيراداته. والأفظع من ذلك أنه بدأ يستدين باسم الشركة، ويأخذ أموالاً من الغير بحجة أنه سيقوم بتشغيلها في الشركة، ليقوم بصرفها فيما على نفسه ومستلزماته الشخصية.
ولكن عقد الشركة ينص على أنه لا يملك صلاحية الإدارة ولا الاقتراض باسم الشركة. ذلك كله صحيح، ولكن ذلك القيد يسري فقط على علاقتكما مع بعضكما البعض، ويعتبر تصرفه صحيحاً قانوناً تجاه الغير، وآثار أفعاله تلزم الشركة.
الشركة الآن غارقة في الديون والالتزامات، والدائنون يطالبون بالدفع والتسديد. ليس لديكم سيولة، فيحجزون على موجودات الشركة وما أقلها. ما الحل إذن؟ أموال الشركاء، فهم شركاء متضامنون مسؤولون بأموالهم الخاصة عن ديون الشركة، لم لا نحجز عليها إذاً؟ هذا يعني أن عقاراتك وسياراتك وأموالك الخاصة كلها الآن في خطر، لا لشيء سوى لأنك اتخذت خطوة متهورة باتخاذك شريك تجاري لم تأخذ الوقت الكافي لدراسة شخصيته وأخلاقه وملاءته.
صحيحٌ أن الوضع سيكون أفضل لو أن الشركة كانت ذات مسؤولية محدودة، إذ أن أموالك الخاصة لن تتعرض للخطر. ولكن المشروع التجاري كله مهدد بالتوقف والزوال، إذ أغرقه الشريك بالديون، وقام الدائنون بالحجز على موجوداته، فلم يعد بإمكان الشركة الاستمرار في مشروعها، وتوقفت نشاطاتها. لا أدعوك إلى الشك بالناس وبنبذ الثقة في التعامل معهم، وإنما كل ما أرجوه هو التريث والحذر في منح ثقتك للآخرين.

المصدر:   الدكتور عدنان برانبو، محامي ومستشار قانوني

www.entrepreneurslaw.com