كانت تعريفات ريادة الأعمال تتحدث في أوائل القرن العشرين عن كونها دخولاً في مخاطرة، فالشخص رائد الأعمال مستعد أن يضع مسيرته المهنية وأمانه المالي على الحافة ويأخذ المخاطرة فيعتنق الفكرة ويصرف الكثير من الوقت والمال على عمل غير واضح وغير أكيد النجاح.
ثم تطورت فكرة ريادة الأعمال ليضع أهمية تحويل الأفكار الجديدة أو الاختراعات إلى مشروع ناجح، لأن هناك الكثير من الاختراعات والأفكار ولكن لا تنجح كلها في أن تكون مشروعاً تجارياً ناجحاً. ثم أضافت الدراسات عاملاً أساسياً يعتبر هو روح ريادة الأعمال وهو الابتكار وهو الوظيفة الأساسية لرائد الأعمال، وهو الوسيلة التي يحقق بها رائد الأعمال مصدر إنتاج للثروة، فالشخص الذي يفتتح محل اتصالات أو معجنات هو صاحب مشروع ولكن ليــــــــس رائد أعمال، فرائد الأعمال يضيف الجديد، قد يكون في المنتج نفسه أو في طريقة توصيله، تغليفه، استهداف شريحة جديدة.. وغير ذلك مما يضمن له تميز مشروعه أو خدمته وبالتالي يحقق له الثروة. كما يجب التنبيه إلى أن الابتكار ليس من الضروري أن يكون شيئاً معقداً أو تكنولوجياً، فالابتكار يمكن أن يكون خلطة مميزة لسندوتشات بيرغر، أو خلطة تجميلية معينة، تورتات تقدم بطريقة جديدة، محلاً يصنع البزنس كارد بطريقة غير موجودة في السوق، وغيرها من القصص الموجودة حولنا في كل مكان. ولكن يجب التنبيه إلى أن ريادة الأعمال تحتاج استمرارية التفكير الإبداعي في كل خطوات المشروع. كما أن وسيلة النجاح الأساسية لها هي اكتشاف وتقييم واستغلال الفرص في السوق والتي لم يطرقها شخص من قبل لتقديم بضائع وخدمات جديدة أو إجراءات وطرق تسويق لم تكن موجودة وترتيب التفكير الإبداعي والمجهود لتحويلها إلى عمل يدرّ دخل. فريادة الأعمال آمنة، حيث تستفيد من مقدراتك وإمكانياتك ومواردك المالية "مهما كان حجمها" وتعيد استثمارها وتدويرها في ثغرة تراها في السوق أو في وظيفتك لتدر على نفسك دخلاً إضافياً، ولتبدأ بالتدريج بتكوين مؤسسة توفر لك حرية الوقت والحرية المالية.
