انطلاقا من إيمان الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بدورها في تنمية المجتمع السوري من خلال تشجيع انطلاق المشاريع الاقتصادية الجديدة في مجال تقانة المعلومات والاتصالات، وتحفيز همم الشباب أصحاب الأفكار الجديدة الواعدة التي تستطيع تقديم قيمة مضافة إلى سوق العمل والمجتمع المعلوماتيين.
بادرت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية إلى إنشاء أول حاضنة لتقانة المعلومات والاتصالات في دمشق لتكون مشروعا رائدا لسلسلة من الحاضنات المماثلة التي ستنتشر في مختلف المحافظات السورية. هكذا تعرف الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات التي احتضنت المشاريع الطلابية الشابة التي أصبحت خلال عامين من بين الشركات الرائدة العاملة في السوق السورية. المهندسة "فدوى مراد" مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بدمشق تحدثت لموقع "أفكار وأعمال" عن نشأة الحاضنة وآلية عملها والدور المناط بها وأهدافها التي تتطلع إلى تحقيقها. الحاضنة: هي فكرة بدأت بين الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية والإسكوا في العام 2005 حيث تبلورت الفكرة بشكل تام وفتحت الحاضنة أبوابها للشباب من أصحاب الأفكار المبدعة في العام 2006، حيث وصلت قدرة الحاضنة الاستيعابية في تلك الفترة إلى (26) شركة محتضنة، فقد حاولت إدارة الحاضنة بداية استقطاب العديد من طلاب الجامعات ممن لديهم أفكار مميزة لأن الحاضنة كانت بحاجة إلى برنامج ترويجي تسويقي للتعريف بها وبخدماتها للمجتمع ككل. معظم المشاريع التي تم قبول طلبها للاحتضان في تلك الأثناء كانت تدور في فلك تطبيقات الانترنت وتصميم المواقع.
الحاضنة تهدف بشكل أساسي إلى نشر روح ريادة الأعمال بين الشباب من حملة الكفاءات والخبرات في مجال تقانة المعلومات والاتصالات وتزويد رواد الأعمال من الشباب المعلوماتيين بالمهارات والخبرات اللازمة للدخول إلى سوق العمل والمنافسة فيه.
كما أن الحاضنة تعمل على توفير البيئة العلمية والفنية من خبراء ومستشارين وبنية تحتية لرواد الأعمال المعلوماتيين لإنشاء مشاريعهم الاستثمارية ومنحها فرص نجاح عالية ودعم تحويل الأفكار المبتكرة والمتميزة إلى منتجات استثمارية تسهم في رفع سوية صناعة تقانة المعلومات والاتصالات في سورية.
آلية عمل الحاضنة يأتي الشاب الراغب في عرض فكرة مشروعه إلى الحاضنة ويُطلب منه أن يملأ طلب احتضان، ومن الممكن أن يتم تقديم الطلب من خلال المسابقات التي تعلن عنها الجمعية. بعدها يتم التأكد من صحة الطلبات ويتم فرز الطلبات بحسب أفكار المشاريع ومدى دقة المعلومات المذكورة وتشكل لجنة خاصة لتقييم المشاريع تضم أعضاء من مجلس أمناء الحاضنة بالإضافة إلى الخبراء التقنيين ورجال أعمال. بعدها نقوم بدراسة الطلبات وإجراء تقييم أولي، هناك طلبات يوصى فورا باستبعادها ونضع علامة أولية حتى 30% والمشاريع التي حصلت على هذه النسبة تقوم اللجنة بالاجتماع معها لمدة نصف ساعة في موعد يحدد لاحقا لتقديم عرض عن المشروع ولمناقشة الفكرة. كل عضو في اللجنة يقوم بوضع علامة للمشروع بعدها نقوم بجمع العلامات وترتيب المقبولين بحسب العلامة الأعلى وكلما توفر شاغر نقوم بقبول الشركة. للشركات المحتضنة فترة احتضان أولي لمدة ثلاثة أشهر نقدم لهم خلالها المستلزمات المطلوبة من (مكتب ومستلزمات انترنت.. هاتف...) وعندها نطلب منهم كتابة خطة عمل ويعطون مدة شهرين بالتعاون مع المستشارين. وأيضا نساعد الشباب الراغب في التقدم للحاضنة ولكنه لا يعرف كيف يعمل من فكرته مشروعا أن يتوجه إلى مشروع انطلاقة ليتم تدريبهم على كيفية كتابة خطة العمل. بعدها نتابع الخطة لغاية 6 أشهر ويتوضح مع المحتضن ومع إدارة الحاضنة مدى صحة فكرة مشروع وما إذا كان سيكتب له النجاح. يخصص للمشروع مشرفين تتعاقد معهم الحاضنة (شركة متخصصة في الاستشارات). بالإضافة إلى تقديم التدريب للمحتضنين في المجالات التي يرغبون تطويرها في أنفسهم كإدارة الوقت إدارة المشاريع.....وأيضا بين الحين والآخر نقدم لهم استشارات في المجال القانوني.
المدربين يتابعون المشاريع المحتضنة باستمرار ويطلعون على سير عمل المشروع، فدليل المتابعة لدى المحتضنين من قبل إدارة الحاضنة تواجدهم في الحاضنة والاطلاع على آخر ما تم إنجازه في المشروع حيث أننا نطلب من المحتضن الالتزام بنسبة 50% من الدوام الذي التزم فيه عند تقدمه للاحتضان. كما أننا في حال قيام الشركات المحتضنة باستقطاب موظفين للعمل معها أيضا نراقب دوامهم ونقدمه للشركة التي يعملون لصالحها من أجل الراتب الشهري. كما أننا نساعد الشركات المحتضنة على التشبيك مع جهات مهتمة بالمشاريع المحتضنة من أجل الترويج لمنتجاتهم.
المشاريع الحالية وتضم الحاضنة في الوقت الحالي عشر شركات ناشئة يديرها شباب سوريون يجمعهم الطموح حيث يعمل محمد قواص ووجدي بشارة على تأسيس شركة تحت اسم ابجد هوز حيث ينحصر مجال عمل الشركة بتطوير وتصميم الانظمة البرمجية والمواقع الالكترونية المعتمدة على دراسات وأبحاث علمية ليكون منتجها الرئيسي أنظمة تساعد الآلة على فهم النصوص المكتوبة باللغة العربية وأهمها نظام إيجاد المستندات العربية المتشابهة بالمعنى والسياق ونظام تجميع المستندات حسب مواضيعها.
وقد استطاع أصحاب المشروع نيل جائزة أفضل مشروع بحث علمي في الأردن والمركز الثالث في جائزة فكرة واعتماد مشروعهم كورقة علمية من جامعة الشيخ زايد في دبي.
أما عبد العزيز عباس ومحمد ماجد اللبابيدي فقد اختارا اسما لشركتهما /آد ان سبوت/ وتقوم الشركة على تزويد مساحات اعلانية الكترونية لا سلكيا بهدف تنظيم خدمة الانترنت في الأماكن العامة وتقديم مساحات اعلانية من خلالها ويتميز المنتج التي تقدمه الشركة بأنه اعلان مستهدف لشركة معينة والاعلان عبارة عن صفحة قابلة للتعديل كليا بمساحات اعلانية كبيرة وتقديم خدمات وحلول ملائمة ومخصصة لكل زبون.
وقد حاز المشروع المركز الاول في مسابقة ابدأ.
ووقع اختيار سوزان محمد وعالية دريرش على مجال الحلول البرمجية الداعمة للغة العربية لعمل شركتهما حيث تعمل شركة عربي على تطوير حلول برمجية داعمة للغة العربية تستخدم في التطبيقات التعليمية والترفيهية وتطبيقات الاتصالات الانترنت والموبايل بالاعتماد على تقنيات معالجة اللغات الطبيعية حاسوبيا. ويمتاز المنتج الرئيسي للشركة بامكانية تحويل النصوص العربية المكتوبة الى كلام والتشكيل الالي للنصوص العربية المكتوبة. وقد حاز منتج الشركة المركز الأول في مسابقة فكرة لعام 2007 والمركز الاول في مسابقة الاسكوا للمحتوى الرقمي العربي.
فيما يقوم عمل شركة إنما التي أسس فكرتها انس سلمان وفاطمة شهاب على تطوير حلول برمجية متقدمة من خلال الاستبيان الالكتروني الذي يضم مجموعة متكاملة من البرامج التي تؤمن أدوات التصميم وجمع المعطيات والتاكد من المعطيات المحصلة وتخزينها اضافة الى امكانيات توليد التقارير الاحصائية.
أما شركة ابداع للحلول الذكية التي ابدع فكرة مشروعها إيهاب الحراكي فتقدم منتجا مميزا هو عبارة عن نظام موزع ذكي مبني على تقنيات ذكاء الاعمال وهو يساعد الشركات على زيادة ارباحها وتقليل مصاريفها ومراقبة أدائها.
وقد حاز المشروع المرتبة الثانية في مسابقة ابدأ للابداع التقني لعام 2010.
فيما تسعى لجين جباوي من خلال شركتها التي حملت عنوان آي عربي إلى تحويل الكتب والمراجع العربية لتطبيقات خاصة بالآي فون والآي باد وتطوير تطبيقات عربية عالية الجودة للمستخدمين لتصل إلى منتج يقدم تطبيقات عربية على الاي فون والاي باد والايبود تاتش في المجالات العلمية والثقافية والخدمية.
وقد تمكنت صاحبة المشروع من نيل المركز الاول في جائزة برنامج انطلاقة لعام 2010 .
ويقدم لبيب أحمد اسماعيل ومحمد الساطي من خلال شركة ان سبيريا الحلول الالكترونية والبرمجة لدعم عملية معالجة واستقصاء المعلومات الصحية للمرضى من خلال تبادل وارشفة معلومات السجل الصحي عن طريق استخدام البطاقات الذكية وخدمات الويب.
أما شركة اسوة التي يقوم على تأسيسها نور الهدى رمضان وندى المسوتي فتعمل على تطبيق احدث آليات تطوير الفرد وفق احدث النظريات العالمية من خلال نظام خبير لاكتشاف الطاقة الإبداعية والانتاجية لدى الفرد وحاز المشروع المركز الاول بمسابقة انطلاقة لعام 2009.
أما شركة فوتيك التي تميزت بكونها حازت على ثلاث جوائز في مسابقات فكرة وانطلاقة وابدأ والتي اسس مشروعها غالية جراد وسوسن سعيد فتقوم على تطوير حلول تعتمد تقنية التعرف على الكلام آليا باللغة العربية وتقديم منتج يمتاز بالتعرف على الكلام بالعربية الفصحى ومراعاة العامية المختلفة والقدرة على التعرف على جمل طويلة من الكلام المتواصل بدقة عالية اضافة إلى القدرة على فهم كلام أي مستخدم دون تدريب مسبق.
واختار انس سنقر وطارق ديب المجال السياحي لشركتهما ويلكم تو سيريا حيث تقدم الحلول التسويقية والالكترونية لرواد القطاع السياحي والضيافة والترفيه من خلال نظام متكامل وتفاعلي على شبكة الانترنت لتغطية احتياجات القطاع السياحي.
ويمتاز المنتج باحتوائه على خريطة رقمية سياحية تفاعلية للمدن السورية ومنتدى الكتروني تفاعلي خاص بالقطاع السياحي لتقديم النصح والتوصيات والتعرف عن أنواع السياحة في سورية وخطط واقتراحات لجولات سياحية ترفيهية وعلاقات عامة على شبكة الانترنت وحملات تسويق الكتروني.
شروط الاحتضان في حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات - سوري ومن في حكمة - أقل من 35 سنة - لديه فكرة مشروع مميزة - شهادة ثانوية وما فوق المهندس "إيهاب الحراكي" مدير شركة إبداع إحدى الشركات المحتضنة ذكر أن الحاضنة قدمت له كل التسهيلات التي من شأنها أن تساعد على نجاح مشروعه، كما أنها أتاحت له الفرصة ليتعامل مع فكرة مشروعه الذي كان عبارة عن مشروع تخرج في السنة الخامسة بكلية الهندسة المعلوماتية كما لو أنه مشروع تنفذه شركة بكل ما تحتاج إليه من دعم، فالحاضنة قدمت لنا المكان والتسهيلات والدورات التي مكنتنا من التعامل مع المشروع كبزنس.
الكاتب: لانا حاج حسن
عودة للرئيسية
|