إن الأثر الذي اتضح مع إنشاء السدود في بلدنا كان كبيراً، لما تقدمه من مزايا وفوائد كثيرة تعود على الوطن بالمنفعة الكبيرة، وإلى ما يقدمه منظر السد للناظر إليه من جمالية للبلد أي الإفادة في المجال السياحي، فإن "سد محردة" المقام على مجرى "نهر العاصي" إلى الشمال من مدينة "محردة" من أهم ما قدم في محافظة "حماة".
موقع eSyria زار هذا "سد محردة" بتاريخ 24/4/2009 والتقى المهندس "مدحت ضاهر" بصفته مدير السد الذي حدثنا عن بدايات بنائه وعن فوائده العديدة للوطن وللمواطن فيقول: «لقد تم البدء بتنفيذ "سد محردة" بعام 1958م وبقيت عملية التنفيذ مدة 4 أعوام إلى أن تم إنجازه في عام 1962م من قبل شركة "تكنوامبكس" البلغارية الأصل، فقد تم ملء "سد محردة" لأول مرة في عام 1962م أيضاًً، وتصل سعته التخزينية إلى 49.4 مليون متر مكعب، أما ارتفاعه فيصل إلى 52 متراً، والسد ركامي تتوسطه نواة كتيمية من الغضار».
يتم استثمار مياه "سد محردة" من جهتين، الأولى هي "الهيئة العامة لإدارة وتطوير استثمار الغاب" بغرض ري الأراضي الزراعية، والثانية هي "شركة محردة لتوليد الطاقة الكهربائية" بغرض تبريد المراجل البخارية لديها
أما الغاية من إنشاء هذا السد وكيفية تصريف المياه يحدثنا المهندس "مدحت": «إن الغاية من إنشاء "سد محردة" هي الري وتوليد الطاقة الكهربائية ودرء الفيضانات، و"سد محردة" يعتبر سداً تخزينياً ذا حجم صغير بسبب صغر البحيرة التابعة له التي تبلغ مساحتها 450 هكتاراً وهو تابع إلى "مديرية الموارد المائية بحماة" التابعة إلى وزارة الري، وتصريف المياه في "سد محردة" يتم في اتجاهين، الاتجاه الأول عن طريق "نهر العاصي" لإرواء منطقة "الغاب"، والاتجاه الثاني عن طريق نفق باتجاه "شيزر" ليقوم بإرواء "طار العلا العشارنة"».
ويتابع المهندس "مدحت" حديثه عن مياه السد المستثمرة فيقول: «يتم استثمار مياه "سد محردة" من جهتين، الأولى هي "الهيئة العامة لإدارة وتطوير استثمار الغاب" بغرض ري الأراضي الزراعية، والثانية هي "شركة محردة لتوليد الطاقة الكهربائية" بغرض تبريد المراجل البخارية لديها».
ويضيف: «إن "سد محردة" ترفده مياه الأمطار والسيول ومياه نهر "الساروت" الذي يغذي بحيرة السد بعد مروره على سد "رابية الشيخ"، والسد مجهز بطاقم كامل من مهندسين وفنيين لإجراء الصيانات الدورية والصيانات الطارئة، والآن توجد لجنة من "المكتب العربي المتكامل للاستشارات الهندسية" تقوم بتقييم وصيانة السد، ويوجد على الجهة اليسرى من السد "مفيض احتياطي" طوله 40 متراً وغزارة بواباته 600 متر مكعب بالثانية، والهدف من إنشاء هذا المفيض هو خروج المياه الزائدة منه في حالة امتلاء السد بالكامل عبر طريق مخصص لها إلى "نهر العاصي"».
وفي نهاية اللقاء يحدثنا المهندس "مدحت" عن السدود بشكل عام: «إن "سد محردة" يأتي بعد "سد الرستن" من حيث الأهمية، ويجب على جميع القائمين على السدود في سورية أن يقدموا ما بوسعهم من أجل الصيانات الدورية لها، ويجب أن تكون كل صيانة في وقتها المحدد لكي نحافظ عليها متينة ورصينة».