ابتداءَ من أول صفحة في روايته يبدأ "حليم بركات" بالأسئلة الصعبة التي ليس لها أجوبة!
أسئلة قاسية وكثيفة ينقلها إلى قارئه كيفما اتجه دون أن يفهم لم كل هذه العواصف ؟
ولم تصطخب في نفسه الهادئة أحداثٌ لم يكن ينتظرها؟؟
لماذا موت أبي السريع في ذروة الشباب، وموت أمي البطئ الذي لايأتي؟
لماذا تلاحقني جراحك ياطائر الحوم؟
متى الغروب؟ متى الخلاص؟
أسئلةٌ لاتنتهي و تخفق باضطراب .. تماماً مثل ظهور طيور الحوم في سماء الكفرون !
يملؤنا الكاتب لهفةً لمعرفة كل شيئ عن طفولته وأيامه التي عاشها قبل الهجرة.
ومع تناقض الحياة بين "الكفرون" و"واشنطن" نعيش معه وندخل إلى قلبه لنعرف هذا الكمّ الملوّع من الذكريات المخبأة بانتظار البوح .
إنها الرواية التي ينقلك فيها "حليم بركات" بكل ذاكرته إلى جوارحه وألمه
و جرأته ، و إلى كل الصدق الذي.. نفتقده !
|