من داخل الجدران المعتمة القاتمة ، ومن ظلم السجن وإذلال السجانين كان يرى النور ولون الشمس.. وأما حين يتذكرها فوحدها "وصال" كانت تضئ عتمة الأسر ووحدها من كانت تمده بالفرح حين يتذكر أيامهما والحب الذي بقي حتى آخر رعشة أحست بها حين مات وهو بعيد عنها!
أما أمه التي حملت عذاباته بابتسامتها فما كانت إلا قوةً لضعفه وعظمةً لمبادئه طوال سني سجنه!
"عمر القاسم" وإحدى وعشرين عاماً تحكي عن بطولة لرجل لم يعرف الاستسلام أو المساومة.
لم تهن عزيمته يوماً، ولم يضعف لحظةً أمام سجانيه.. كان كل همه أن يكون لوطنه، وأن لايترك لعدوه لحظة أمل!
إنه البطل المؤمن أن السجن للجسد .. أما رأسه وأفكاره فهي للحرية..
والحرية هي ميدان الشرف..
هكذا هو حال الفلسطيني دون أرضه ووطنه..
عذاب في الحياة .. وعذاب في الموت..
لكنه حين يموت فإنه كما "عمر القاسم" يعود طفلاً بطلاً ليتمثل من جديد أشكال وأفكار الأبطال الذين سبقوه..!
إنها الرواية التي لن تنفك تحكي عنها لأنها العنوان الذي لن ينتهي لآلام الشعب الذي مازال يعرف معنى أن يكون حراً داخل رأس الاسرائيلي..!
|