كثيراً ما تسكننا الأماكن التي نعبر فيها للحظات ... و نهجرها ، ثم نعيش طوال عمرنا في مكان لا يسكننا قط .. و تئن في مضاجعنا ذكريات أولية .....رافضة كل أشكال النسيان .. تسعدنا بنشوة التمني لعودتها في لحظات الفرح ، وتوجعنا بوخز عذاب الضمير و غصة أبدية في أيام الحزن ..
عبثاً نحاول نزع ذاك الشريط دون جدوى .... فمن منّا لم يصحو مرات ومرات ... مكوياً بملح عرقه ؟
من منّا لم يدفن رأسه بالوسادة ليلاً.. علّه ينسى .. و ماذا ينسى ؟ و من أجل ماذا .. ؟
"الآن فقط أدركت أن مشكلتك مع الوسائد تكمن في الرأس نفسه لا بالوسادة " هذه الرسالة التي عبّر عنها الكاتب في مجموعته القصصية بصور رائعة و متنوعة في كل قصة ، حيث يتداخل الفرح و الألم معاً في ذاكرة كل الأشخاص لتسبر أغوار النفس الإنسانية .. و لتبقى الأحداث البعيدة و الحاضرة في آن ... تذكرنا بحقيقة الوجود الآدمي .
|