قابلته رغم دهشتها بجفاء واضح ، إنها خمسة عشر عاماً من الفرقة والانقطاع ، هي تغيرت وتعلم أنه تغير رغم حبه لها ، حاول استعادة الماضي بينهما فلم يفلح ، وقرر العودة من حيث أتى ،إلى مدينة الضباب.
من غربة إلى غربة ، فهو لا يستطيع العودة إلى العراق الذي نفي منه طوعاً لعدم قبوله بل قبول أهله أساليب النظام الجائر لطاغية لا يرى سوى نفسه إلهاً دكتاتوراً يشرّع ويحكم وينفذ ما يتراءى له ، والآن ورغم معارضته للنظام السابق أيضاً لا يستطيع العودة إلى عراقه الذي استباحته الهمجية الأميركية ومعها المعارضة المتآمرة التي ركبت فوق الدبابات الأميركية ورضيت بالاحتلال الذي يرفضه شكلاً ومضموناً، ووجود الأهل في مدينة الضباب "لندن" دفعه في المرة الأولى إلى الذهاب إليهم ، أما الآن فهو ذاهب إليهم لأسباب أخرى.
هي ذي أحداث الرواية.. وهي نفسها تختصر قصصنا حين لانعرف إلا الانكسار..!
|