- أعرف أنك تظن أنك محرر ذاتك بهذه اللعبة ، ولكن أتدرك ماتفعل.
أنت تعابث الشفرة ، تمازح نصل السلطان وأنت سيد من يعرف أن السلطان لايمازح، ولايعابث ، فما مازحه أحد إلا هوى، أتريد مصيراً كمصير ابن المقفع؟ قد يغفر لك السلطان كل ذنب ، السرقة ، الاغتصاب ، القتل.. فكلها ذنوب بشرية محتملة وضعف يمكن للسلطان أن يتجاوزه.. ولكن .. أن تعابث السلطان .. تمازحه و..تشرك به!!
- على غير توقع وبلا أية مقدمات وجد "ياسين" نفسه عارياً أمام العيون الغريبة تحدق في عريه في شماتة ، ثم في اشمئزاز ثم في كراهية ، وأخيراً في اختراق.. كان يحس بدرجات تغيرات علاقاته مع الآخرين منذ الرفض مروراً بالاشمئزاز والمقت ، وحتى الشماتة والتي كانت كلها فعلاً إنسانياً ، أما الاختراق فكان خارجاً عن المعقول ، كان أمراً لاسابقة له.
- تقلب في سريره ، ولاحظ مندهشاً أنه كان سعيداً وكان فرحاً.. وأدركته الدهشة ، فهو يعرف أنه والسعادة ليسا على ود ، بل إن لعنة الكتابة والتهيؤ للكتابة التي عاشها وعاشته جعلته لايعرف التفرغ والاستسلام للفرح حتى في أشد لحظات الفرح ، فجزؤه المراقب للفرح كان يحرمه من بهجة الغرق والاستغراق التي يعيشها الآخرون ، أما هذه المرة ، فقد عاش السعادة ، عاشها وهاهو يحس بخفة آسرة تكاد تدعوه للطيران ، وكان يعرف أنه لو شاء الطيران لطار.
- كان الارتباك والتعثر والأمل بتغيير الأمر القدري في آخر لحظة.
وللمرة الأولى وفي بحثهم عن نجدة ، عن منقذ ، عن حبل يتعلقون به خارجين من بئر الرعب والإذلال الذي وجدوا أنفسهم فيه نظروا إليه ، فرادى ثم مجتمعين .
كان في عيونهم رجاء أشبه بالتسول ، كان في وجوههم تسول أشبه بالحبو،
- وسيكبر ، ويكبر الحزن معه إن لم يستطع البقاء إلى جانبها يتسمع ويتجسس على هذه المرأة القوية المتكبرة وأسرارها الصغيرة التي كان الجميع يعتقدون أنها قد تخطت هموم الجسد منذ وفاة الجد، كان قد سمعها قبل الطرد تتحدث عن متعة الخوف المنتظر منها ومن أمها للطمث الأول ، وكان عليه أن يسأل نساء كثيرات عرفهن فيما بعد عن متعة الخوف والفرح في الطمث الأول ، ولكن واحدة منهن لم تعطه الجواب الذي كان ينتظر سماعه.
كان الخجل من الآخر، من الخصم ، من المنافس ، من الرجل حاجزاً دون الانفتاح أمام سر كهذا.
|