- حديقتُه جانبٌ من طريقٍ لا أزهار فيها..
قطف عودَ عوسجٍ جاف..أهداه لحبيبته..!!
رأَت فيه كلَّ أزهار العالم..
استنشقته، فتلوَّن بقرمزيٍّ جميل. .علقته على صدرها..ومضت....
- حبيبي كان أقل ثراءً من بائع الفول.
دعاني لنحتفل بعيد حبِّنا.. ..
قرعتُ باب بيته فانفرط بين كفيَّ الهواء..!
انبعثت من داخله رائحة نتنة وتاه بين أن ينسبها لسمكٍ فاسدٍ..
أَو لأشياء أُخرى.. وجثث موتى..
تشمم جيداً.. لم يعِ ..أَغلق فمه
فكفَّ الذُّباب عن ملاحقته..!
-كان "أبو حسين" مخلصاً جداً للذين يعرفهم حتى لبغله الهرم فقد أبى أن يتركه-حين سقط وتكوم صهريج المازوت فوقه-أبى ألا أن يكون معه تحت الصهريج.
وهكذا ماتا معاً وكانت يده التي ينبعث منها عطره الخاص لا تزال تضغط على المزماروعلى شفتيه ووجهه رائحة المازوت والكاز وهذا النداء الدافىء المنير:
مازوت..كاز..!!
|