-بدأت أحس به. كان، ببساطة، يريدني. لايمكن لرجل أن يدس يده تحت قميص فتاة، ليفحص نبضها فقط. ولايمكنه الاصرار دائماً، على إحاطة خصرها بأنامله، في كل مرة يريد اصطحابها في نزهة أو مشوار قصير، إلا لأن نداوة وطراوة جذعها الصغير، تجتذبان الغصن المورق قي جذعه.
-لاتقوسي ظهرك امتعاضاً، مثل بومة هرمة! ماذا كنت ستفعلين، لو سمعت شتائمي هناك: حين هرسوا عنقي بأحذيتهم، وأرغموني على الاعتراف بكل شيء؟!! واعترفت، واعتقدت أنني أجرجره، مثل الكلب، إلى حبل المشنقة. لكني لم أفعل سوى جرجرة جسدي، نحو خازوق العذاب، ورمي روحي للأبد، في بئر العتمة والخواء.
-لم أكن قد جربت القبلة من قبل. أحسست كأن شفتي تتمردان على جسدي، محاولتين الانفصال عن البذلة والمعطف وجزمة المدرسة الثقيلة. كانتا كأنهما الجزء الوحيد فيّ الذي ينبض ويرتعش ويهس هسيساً يشبه صوت تلاطم السنابل، حين تداعبها الريح. ولابد أنه أدرك، إزاء جمودي، أنها تجربتي الأولى، فأمسك ذقني بأصابعه ورفع عيني في مواجهة وجهه وقال لي برقة: تخيلي أنك تمصّين قطعة حلوى بين شفتيك.
-باختصار نحن عائلة فعالة ومنسجمة وقد تنامى الود فيما بيننا يوماً بعد يوم بفضل رعاية وتوجيهات مكاتب رعاية الأسرة الحضارية، ولكن حدث أن بدأنا نحس جميعاً ودفعة واحدة بملل كريه، كاد يهلكنا لولا اتخاذنا التدابير الوقائية اللازمة، وبالمصادفة فقد علمنا أن جيراننا يعانون نفس المشكلة، كذلك جيران جيراننا، وجيران أقربائنا، وأقرباء جيران أقربائنا، إلى أن كان ذلك اليوم الذي احتشدت فيه ملايين العائلات الضجرة أمام مكاتب رعاية الأسرة
-أخيراً جاء الحل على أيدي تجار الجملة والمفرق الذين تبرعوا باستيراد أطنان من اللحى، لتغطية حاجة السوق المحلية وتخزين الفائض للمستقبل. بذلك توفر للرجال الذين يعانون من مشكلة في نمو الشعر، حل ينجيهم من الحفرة، ويثبت ولاءهم للباب العالي. وقد قوبلت الفكرة بترحيب واسع، حتى أن بعض الرجال غزيري الشعر، والذين تقاعسوا عن إرخاء ذقونهم، لجؤوا لاستعمال الذقون المستوردة لأنها أسهل وأوفر وقتاً وجهداً، ولاتحتاج للغسل والتشذيب المستمر،
|