لن أكون ماكنت سأكون لو لم يكن ماكان!
قوله في إحدى قصص المجموعة تصلح لأن تصير شعاراً في ميداني التحليل النفسي والابداع الأدبي:
أولاً تلخيصاً لشعور الانسان بالاغتراب داخل جلده، وثانياًتعبيراً عن سعي الابداع بمرارة إلى أن يخلق خيالياً،بالكلمة! ماكان سيكون رغم أنف ملكان!
بمثل تلك الكلمات الشفافة، الملامسة للأعماق الدفينة، يلاحق الكاتب في قصصه انقسام الوعي الانساني بين الزمن الضائع والزمن المستعاد، بين الفعل والقول، بين الأنا والأنا الأعلى والهو، فوق الخط الحياتي البياني المتقلب صعوداً وهبوطاً، وقوفاً في نهاية
في نهاية المطاف عند أشلاء برج بابل، الشاهد الباقي على خيبة المشروع الانساني، الحالم بإخضاع المستحيل والامساك بالخلود.
كل عمل أصيل – مثل هذه المجموعة القصصية – فيه البرهان الناصع على أن الجديد مفاجأة تنتظرنا عند كل منعطف، وإذا كنا قد عرفنا أكثم سليمان مراسلاً لقناة الجزيرة، فهاهو يفاجئنا في باكورته الأولى.. فلعله يتابع على هذا الخط الأدبي الموازي للخط الاعلامي، ليكون، ماهو كائن وسيكون..
|