بسخونة فنجان الشاي الذي قدمه لنا صاحب خلال استقباله لنا في مكتبه "بدمشق"، كانت حرارة حديثنا مع رجل الأعمال والمستورد للمواد الغذائية "محمد الحلاق" الذي خاض غمار المهنة منذ الصغر، وتتلمذ على يد أبيه وجده اللذين بدأا العمل التجاري منذ عام 1940 بتجارة المواد الغذائية وما لبثوا سنة 1950 حتى افتتحوا معمل صابون "النجاح" والذي اكتسب الاستمرارية حتى يومنا هذا.

يقول "محمد الحلاق": «تخرجت من جامعة "دمشق" كلية الاقتصاد والتجارة عام 1985، واتخذت التجارة سبيلاً منذ عام 1990 حيث عملت مع والدي والذي يحمل شهادة بكالوريوس اقتصاد من القاهرة عام 1958 وفي الاستيراد والتصدير أيضاً، وما زلت مستمراً بهذا النشاط حتى تاريخه، فقد استوردنا عدة ماركات تجارية أهمها الشاي من سيريلانكا والرز وزيت الزيتون كذلك الزيوت والسمون النباتية والحيوانية من شرق آسيا وأوروبا وتركيا، علماً أننا أول من قدم الشاي المعلب في سورية، حيث استوردناه من سيريلانكا وذلك منذ عام 1990.

يعتبر "محمد الحلاق" أن الأزمة المالية العالمية أثرت بشكل أو بآخر على نشاط المستوردين كلُ حسب المواد التي يقوم باستيرادها وبما أنه من مستوردي المواد الغذائية فتمحورت نظرته في الأزمة بقوله: «إن حجم المستوردات الغذائية ضمن الأسواق الحالية لم ينخفض لكن مازالت وتيرة انخفاضها أو ارتفاعها غير واضحة كلياً، وأصبح لدينا مديونية مرتفعة  
قليلاً في الداخل مما ولّد لدينا أحياناً شكّاً في قدرة المشترين على التسديد ولعل السبب في ذلك يرجع إلى قلة السيولة الداخلية أو رغبة المشترين في الحفاظ عليها لإشعار آخر».

يشغل "الحلاق" اليوم منصب عضو مجلس إدارة غرفة تجارة "دمشق" فكان لنا منه إخطارنا بقصة وصوله للغرفة لكونها أول تجربة له في هذا المجال فهو لم يرشح نفسه من قبل لهذا المنصب، وحول ذلك يضيف: «سئلت قبل سبعة أيام من انتهاء فترة قبول الترشيح لمنصب عضو مجلس إدارة غرفة تجارة "دمشق"، هل تود الترشح لهذا المنصب فكانت إجابتي بالرفض، وقبل ثلاثة أيام من انتهاء الفترة حاول عدة أشخاص إقناعي بالدخول وأصروا علي بأن أقدم أوراقي فكانت صدفة أن اجتمعت بشخصين لهما رغبة أيضاً في الترشح، شكلنا نحن الثلاثة "قائمة التطوير" والتي تضمنت إلى جانبي كلاً من "صفوان عرفة" و"مازن حمور"، بدأنا بتاريخ 25102008 العمل سوية على تسويق أنفسنا وتعريف المحيط التجاري الكبير "بدمشق" بقائمتنا، بالنسبة لي كانت هذه المرحلة متعبة جداً، لأنها جديدة كلياً ولم أكن متعايشاً معها أبداً من قبل».

ويتابع: «أجريت انتخابات غرفة تجارة "دمشق" بمشاركة واسعة وحالف الحظ في قائمة التطوير كلاً من "محمد الحلاق" و"مازن حمـور" في حين لم يحالف "صفوان عرفة"»،

وعن أسباب نجاحه تابع "الحلاق" القول: «إن السبب الأساسي في نجاحي هو سمعتي الطويلة والمكتسبة من الآباء والأجداد والتي ما زلت أحافظ عليها، لأنها شيء لا يمكن أن يشترى، فضلاً عن الأمانة والصدق والاستمرارية في العمل دون الانقطاع».

يرى "الحلاق" أن الحكومة في سورية شهدت تحولاً من اقتصاد السوق المركزي إلى اقتصاد السوق الاجتماعي ويدعم نظرته هذه بقوله: «من المعروف أن الحكومة في سورية اتخذت قراراً بالتحول من اقتصاد السوق المركزي لاقتصاد السوق الاجتماعي والذي يعني -أي الأخير- تدخل الدولة بشكل محدود وفي بعض الأحيان في آليات السوق، ويعتمد هذا الاقتصاد بشكل رئيسي على آليات العرض والطلب ولا يتدخل بالتسعير ولا بالفرص، وبالتالي هو عكس اقتصاد السوق المركزي تماماً أما بالنسبة للاستيراد فبقدر ما تكون هناك قوانين حصر ومنع استيراد بقدر ما تكون عملية الاستيراد صعبة، وخاصة إذا كانت المادة الممنوعة مفقودة ويحتاجها السوق».

الكاتب:  محمد بسيكي

المصدر:  http://www.esyria.sy/edamascus/index.php?p=stories&category=business&filename=200904231645011