الرئيسية | اتصل بنا | اضف للمفضلة
 
tewitter facebook rss Fri Apr 19, 2024
 
       
 
   
   
 
 
 
 
 ليس لديك حساب-سجل هنا
  هل نسيت معلومات الدخول؟
 
 
الصفحة الرئيسية » قصص نجاح »
"مالكولم ماكولوتش".. الرحلة من المختبر إلى السوق        

"مالكولم ماكولوتش" أستاذ الهندسة في جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة يتذكر جيدا عندما راودته الفكرة التي تقف الآن وراء آخر تطور تكنولوجي يظهر في وسط البحث الأكاديمي ببريطانيا. فقد جاءت لحظة الاكتشاف عنده في اللحظة التي لاحظ فيها بأن سيارته تستخدم قدرا أقل من البنزين عندما يقدم على إيقاف اللوحة الرقمية الداخلية التي تظهر عددات المسافة واستهلاك الوقود. عندئذ شعر البروفيسور "ماكولوتش" بإمكانية أن يكون هناك انخفاضا مشابها في فواتير الكهرباء المنزلية إذا عرف الناس كمية الطاقة الكهربائية التي تستخدمها كل أداة كهربائية داخل المسكن. لذلك قرر أن يصنع أداة تعينهم على معرفة ذلك.


 
بعد جهد جهيد انتهى البروفيسور "ماكولوتش" إلى صنع "مقياس ذكي" يقف الآن وراء مؤسسة "الاستدامة الذكية للطاقة" (Intelligent Sustainable Energy) التي تفرعت عن جامعة أكسفورد والتي أعلنت مؤخرا عن تعبئتها لمبلغ مقداره مليون جنيه إسترليني حصلت عليه من مؤسسة "نافيتاس إنيرجي مانجمنت" الاستثمارية والاستشارية.
تنقل صحيفة الفاينانشيال تايمز عن "ماكولوتش" قوله "بالنسبة لي فإن الجانب المثير للاهتمام يكمن في تحويل رمشة في العين وخربشة على ظهر غلاف رسالة إلى شيء مجدي من الناحية الاقتصادية يمكن له أن يغير العالم".
ومن شأن التمويل الذي حصلت عليه (Intelligent Sustainable Energy) من شركة "نافيتاس" أن يساعد الأولى على تحويل النموذج الذي طورته في المختبر، والذي اختبره البروفيسور "ماكولوتش" في منزله، إلى منتج يتوقع أن يتم طرحه في الأسواق اعتبارا من العام 2010.
وتذكر الصحيفة أنه في ظل الأوضاع المالية الحالية القاتمة فإن الحصول على المال قد مثل إنجازا كبيرا لشركة "إيسيس أنوفيشن" التابعة لجامعة أكسفورد والمتخصصة في نقل التكنولوجيا والتي تعتبر واحدة من أنجح الشركات في المملكة المتحدة من حيث تحويل الأفكار النابعة من مختبرات الجامعة إلى مبادرات أختراع في الأسواق.

فخلال السنوات الثمان الماضية، ساعدت شركة "إيسيس" جامعة أوكسفورد على الحصول على 335 مليون جنيه إسترليني توجهت لإنشاء 60 شركة متفرعة. وبموظفيها البالغ عددهم 52 موظفا وبميزانيتها السنوية البالغة قيمتها 2.5 مليون جنيه إسترليني حققت الشركة 74 صفقة في مجال منح الرخص والخيارات في عام 2007 لوحده.
وضمن موقعها الذي يربط بين عالم ريادة الأعمال (entrepreneurship) والعالم الأكاديمي، ظهرت شركات نقل التكنولوجيا المتفرعة عن الجامعات لأول مرة قبل بضعة عقود في الولايات المتحدة، حيث ساهمت في حشد ممولي المشاريع الرأسمالية من أجل دعم الأفكار الذكية والخلاقة النابعة من علماء وباحثين يعملون في جامعات، مثل جامعة ستانفورد ومعهد مساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد.
أما الآن فقد بات ينظر إلى هذه الشركات باعتبارها تمثل جزءا حيويا من جهود أي بلد في مجال اللحاق بالولايات المتحدة من حيث عدد ونوعية الشركات التي تأسست بفضل بحوث الجامعات، وخصوصا وأن هذه الجهود تنصب الآن على خلق وتأسيس شركات أخرى على غرار شركة "غووغل" العملاقة.
تتمثل مهمات شركات نقل التكنولوجيا المتفرعة عن الجامعات في تحويل الأبحاث الخام من المختبر إلى منتجات تجارية مفيدة. وبذلك فهي تساعد الأكاديميين على تأسيس شركات تدار بشكل مهني وقادرة على استقطاب المستثمرين.
هذا يعني، حسب صحيفة الفاينانشيال تايمز، التحقق من الإمكانات السوقية والتجارية عن طريق توقيع عقود من شركاء تجاريين وتقديم الأكاديمين إلى أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية.
وبهدف المساعدة في المجال الأخير، تنهض جمعية أوكسفورد للابتكار (Oxford Innovation Society) المتخصصة بإقامة شبكات الاتصال، بعقد اجتماعات وتنظيم مآدب عشاء مع الأكاديميين بهدف بحث إمكانات تأسيس شركات متفرعة. ويبلغ عدد أعضاء الجمعية الآن أكثر من 100 من مؤسسات الاستثمار المالي والشركات.
كما يعني ذلك تمويل المشاريعيين لمساعدتهم على إدارة الشركات. فعلى سبيل المثال، من المنتظر أن يصبح كريس شيلي مدير تنفيذيا لمؤسسة (Intelligent Sustainable Energy) في حين سيبقى البروفيسور "ماكولوتش" عضوا غير تنفيذي في مجلس الإدارة.
أما الحصول على التمويل فهو موضوع آخر. فمع أن منتج "المقياس الذكي" الذي طرحته المؤسسة الأخيرة يستفيد من وجود طلب مرتفع على الأدوات التي تساعد في توفير الطاقة إلا أن تأمين التمويل للبدء بالإنتاج استغرق عدة أشهر.
لقد اعتمد البروفيسور "ماكولوتش" على تمويل شركة "إيسيس" البالغة قيمته 11 مليون جنيه إسترليني في تغطية التكايف الأولية لإنشاء الشركة. كما استفاد من خبراء "إيسيس" في المجالات القانونية والمحاسبية والضريبية الذين قدموا له الاستشارة بشأن تعقيدات عقود الشركات وبنية الملكية.  ومن المؤكد أن تجعل أزمة الائتمان العالمية الحالية من الصعب على الجامعات أن تعبئ الأموال اللازمة لتأسيس شركات تابعة لها. ولكن حتى قبل حلول الأزمة الأخيرة، كانت جامعات عديدة تشتكي من وجود فجوة في التمويل.
في المقابل، يوجه المستثمرون الماليون انتقادات إلى الجامعات البريطانية على تخلفها بالمقارنة مع الجامعات الأمريكية من حيث جهودها لتسجيع الأكاديميين على الحصول على براءات الاختراع والترخيص وتأسيس شركات جديدة.
غير أن واقع الأمر يوحي بحالة تدحض هذه الانتقادات. فحسب بحث أجراه بول ولينغز الأستاذ في جامعة لانكستر، أنتجت الجامعات البريطانية 3.6 شركة مبتدئة عن كل 100 مليون دولار من البحوث في عام 2004 مقابل 1.1 في الولايات المتحدة و 1.4 في كندا و 0.7 في أسترالياز
كما تذكر الفاينانشيال تايمز أن جامعة كيمبردج العريقية التي تستفيد من كونها تقع في قلب تجمع لشركات تكنولوجيا متقدمة قد قادت الطريق في المملكة المتحدة. غير أن جامعات أخرى مثل أوكسفورد وإمبيريال كوليدج في لندن بدأت تلحق سريعا بركب جامعة كيمبريدج.
لقد تلقت شركة "إيسيس" خلال عام 2008 نحو 202 فكرة للبحوث نجم 68 منها عن تقديم طلبات بالحصول على براءات أختراع. وتنقل الصحيفة عن توم هوكادي، مدير شركة "إيسيس أنوفييشن"، قوله "نحن لا نبدي حكما على العلوم بل على التطبيقات التجارية للعلوم".
لقد اختارت جامعة أوكسفورد الإبقاء على نشاط نقل التكنولوجيا داخل أروقتها. غير أن جامعات بريطانية أخرى، مثل ليدز وغلاسغو وكارديف، عمدت إلى تعهيد أنشطتها لصالح مؤسسات استثمار مالي مقابل حصولها على إمكانية تفضيلية في الاستفادة من الشركات المتفرعة. والبعض من الجامعات الأخرى، مثل إمبيريال، اختارت إدراج الشركات المتفرعة والتي ساعت في تأسيسها في البورصة.
كما تحصل شركة "إيسيس" على رسوم من "إيسيس انتربرايز"، والتي تمثل قسما من أقسام الشركة يختص بتقديم الاستشارة إلى جامعات أخرى وإلى الحكومة بشأن كيفية تأسيس العمليات الخاصة بنقل التكنولوجيا. ويقول ديفيد باغيرست، رئيس قسم "إيسيس انتربرايز" إن على الجامعات أن تتذكر بأن دورها الأساسي لا ينصب على تحقيق الأموال من البحوث التي تجريها بل على نقل تلك البحوث بطريقة تعود بالفائدة على المجتمع.


نصائح "ماكولوتش" بشأن تأسيس شركات نقل التكنولوجيا المتفرعة من الجامعات
• يجب تعيين مدير لشركة نقل التكنولوجيا من أوساط المديرين الذين أداروا بنجاح شركة تفرعت عن الجامعة وذلك لأنه يعرف ما يتطلبه ذلك مثلما يعرف طريقة عمل الأكاديميين.
• ضرورة التحلي بالصبر. يجب توقع تعديلات مستمرة على خطة الأعمال.
• ضرورة إدارة التوقعات. يتعين الاستعداد لفترة حمل طويلة للشركة المتفرعة من الجامعات.
• ضرورة التواصل مع المستثمرين. يجب معرفة المستثمرين الذين لديهم أموال يتطلعون إلى استثمارها إلى جانب معرفة الشيء الذي يثير اهتمامهم.
• ضرورة الاستعداد للمشاركة مع شركة تكنولوجيا أكبر في جامعة أخرى أو مع مجموعة استثمار مالي، وخصوصا إذا كانت الجامعة التي تعمل فيها تفتقر إلى الموارد.
• يجب عدم الاسراع إلى تأسيس شركات متفرعة لمجرد تلبية هدف أو لكتابة تصريح صحفي.
• يجب عدم إغفال حقيقة أن الهدف الأساسي يتمثل في نقل التكنولوجيا إلى المجتمع بأقل المخاطر. وقد يتم ذلك في الغالب عن طريق منح رخصة لشركة قائمة بالفعل وليس عن طريق تأسيس شركة متفرعة.
• يجب عدم تأسيس شركة متفرعة على الضد من رغبات الباحثين. فحتى لو تم الحصول على براءة الإختراع، فإن الجزء الأكبر من حقوق الملكية في الفكرية يكمن في عقول هؤلاء الباحثين، لذلك يتعين الحصول على موافقتهم وتشجيعهم.
• يجب عدم تضليل الباحثين بشأن الجهود التي يتعين عليها بذلها داخل الشركة المتفرعة.
• يجب عدم الافتراض بأن المستثمرين مستعدون على الدوام لاستثمار أموالهم. لذلك يجب التحلي بالصبر والانتظار حتى يصبح المستثمرون على استعداد للمساهمة بأموالهم.


المصدر: الرأي نيوز




عودة للرئيسية
 
 
 
 
 
eSyria من نحن اتصل بنا اتفاقية استخدام الموقع جميع الحقوق محفوظة © 2011