تعاقبت عليها حضارات كثيرة وملوك من شتى الجنسيات والأديان حيث سماها العرب قلعة "يحمور" والفرنجة "القصر الأحمر" حتى أصبحت شاهداً عليهم تروي قصصهم الكثيرة.

وفي زيارة لموقع "طرطوس" إلى قرية "يحمور" للتعرف على هذه القلعة الصليبية تحدثنا إلى السيد "علي عليان" حارس القلعة الذي استخدم معلوماته الموروثة عن والده الحارس السابق للقلعة والذي عمل كدليل سياحي شخصي سابق فيها حيث قال: «تقع قلعة "يحمور" على بعد حوالي ثمانية كيلومترات جنوب شرق "طرطوس" ضمن سلسلة الجبال الساحلية وقد سميت القرية "يحمور" نسبة إلى قلعتها».

إن القلعة كانت آهلة بالسكان لفترة قريبة إلا أنها حالياً خالية من السكان حيث تحولت إلى إسطبل للمواشي

ويضيف: «دلت الحفريات على أنها كانت مبنية على موقع قديم مأهول بالسكان في الزمن الغابر والمعلومات المتوافرة عنها مبهمة للغاية حتى أوائل القرن الثاني عشر ميلادي حيث استولى عليها فرنجة أنطاكية في وقت ما غير محدد».

الأستاذ"مروان حسن"

وقد تتالى على حكم هذه القلعة عدد من الملوك والسلاطين حسب ما جاء في بعض المصادر التاريخية التي قرأها السيد "علي": «حيث امتلكها "كونتات طرابلس" عن طريق المصاهرة في عام "1112" ميلادي وفي عام "1177" ميلادي أهدى "ريمون الثالث" أمير "طرابلس" القلعة إلى "الاسبتارية" بعد أن عوض شاغليها السابقين عائلة "مونتوليو" بقطع من الأراضي في مكان آخر».

ويشرح لنا السيد "علي" عن بعض التعديلات التي طرأت على القلعة: «في عام "1289" استرد جيش السلطان "قلاوون" القلعة فاحتلها "صلاح الدين الأيوبي" حيث تبدل شكل القلعة قليلاً في العهد العربي بإضافة برجين أحدهما في الزاوية الجنوبية الشرقية والآخر في الزاوية الشمالية الغربية حيث أصبح الدخول إلى القلعة عن طريق بوابتها الرئيسية إلى ساحة صغيرة فيها».

ساحة القلعة

وعن أقسامها يقول: «القلعة مؤلفة من طابقين وأرضية البرج الطابق الأول من البرج مؤلف من غرف كبيرة ومن المرجح أنه رمم في العهد العربي، أما البناء العلوي فانهار بكامله تقريباً ولكن على الأرجح أن يكون قد شيد فوق البرج شرفة دفاعية منخفضة ذات صفين زادت من ارتفاعه إلى درجة لا بأس بها».

ويختم حديثه بالقول: «إن القلعة كانت آهلة بالسكان لفترة قريبة إلا أنها حالياً خالية من السكان حيث تحولت إلى إسطبل للمواشي».

السيد"علي عليان"

وعن أعمال الترميم التي قامت بها دائرة آثار "طرطوس" لمصلحة القلعة حدثنا المهندس "مروان حسن" مدير دائرة آثار "طرطوس" فقال: «لقد قامت دائرة الآثار بإعداد مشاريع ترميم في السنوات السابقة متضمنة ترميم أجزاء من القلعة وحل المشاكل الإنشائية منها».

ويتابع: «بالإضافة إلى عزل الأسطح ونكش الفواصل بين الحجارة ومنع رشح مياه الأمطار إلى الداخل وذلك ضمن شروط فنية خاصة، وتم إعادة تكحيلها وتنفيذ منجور معدني لفتحات الموقع وحالياً نقوم بإعداد دراسة مشروع ترميم لتصبح آمنة للزيارة أو وضعها تحت الاستثمار لرفد خزينة الدولة بدخل جديد».