يكتنز ساحلنا السوري بمئات الأنواع المميزة من الطيور التي تستقر ضمن مساحات الساحل السوري ومحافظة "اللاذقية" وأحراشها على وجه الخصوص، وتلك المهاجرة التي تتخذ من السهول والمرتفعات الساحلية محطة إقامة لها أثناء هجرتها السنوية.

لمعرفة نوعية بعض الطيور المتواجدة في "اللاذقية" وغاباتها ومرتفعاتها، كان لموقع eLatakia لقاء مع السيد "توفيق ياسين" ابن منطقة "الصليبة" القديمة الذي اتجه لتربية بعض أزواج الطيور النادرة منذ ثلاثين عام مضت، حيث يروق له المقام في هذا المشهد الحياتي اليومي الذي يقضيه مع طيوره.

يشكل التنوع الحيوي الموجود ضمن حياة الطيور في "اللاذقية" شكلاً أساسياً من أشكال الطبيعة الحية وإثراء للحياة البرية والمنظومة البيولوجية عامة في المنطقة الساحلية، ولاسيما في ظل ما يشهده العالم اليوم من تراجع في الحياة الحيوانية التي تتهددها العديد من الأخطار وفي مقدمتها الصيد الجائر متسببة بانقراض العديد من أنواعها، وكغيري من الناس والأشخاص المولعين بتربية الطيور والمبادلة بين أصنافها وأنواعها للحصول على أنواع جميلة تروق لها العين، فأنا أبحث كثيراً في نوعية الطيور التي تزور بلادنا وأسأل عنها باستمرار، وأفاخر نفسي فيها أمام الجميع ممن يمارسون نفس المهنة حينما أستطيع تحويل إحداها إلى نماذج جديدة عن طريق تزاوجها، فقد تعلمت عنها الكثير وعن أسرارها الشيء الأكثر

يقول "ياسين": «يشكل التنوع الحيوي الموجود ضمن حياة الطيور في "اللاذقية" شكلاً أساسياً من أشكال الطبيعة الحية وإثراء للحياة البرية والمنظومة البيولوجية عامة في المنطقة الساحلية، ولاسيما في ظل ما يشهده العالم اليوم من تراجع في الحياة الحيوانية التي تتهددها العديد من الأخطار وفي مقدمتها الصيد الجائر متسببة بانقراض العديد من أنواعها، وكغيري من الناس والأشخاص المولعين بتربية الطيور والمبادلة بين أصنافها وأنواعها للحصول على أنواع جميلة تروق لها العين، فأنا أبحث كثيراً في نوعية الطيور التي تزور بلادنا وأسأل عنها باستمرار، وأفاخر نفسي فيها أمام الجميع ممن يمارسون نفس المهنة حينما أستطيع تحويل إحداها إلى نماذج جديدة عن طريق تزاوجها، فقد تعلمت عنها الكثير وعن أسرارها الشيء الأكثر».

طير الحجل

يضيف السيد "توفيق ياسين" الملقب بـ "أبو محمد" بالحديث عن أنواع الطيور الموجودة في سهولنا الساحلية ومرتفعاتها: «إن المهتم بتربية الطيور يسأل باستمرار عن طير (الفري) الذي يعرف محلياً بـ النفج وهي طيور صغيرة لا يتجاوز حجمها قبضة اليد يميزها رأس صغير وذيل قصير يطغى عليهما اللون البني المرقش وتصل هذه الطيور المهاجرة في آذار من كل عام إلى الساحل السوري قادمة من قبرص إلى شواطئ الساحل السوري بأعداد هائلة.

وهناك أيضاً طائر "الحذير" الذي استقر في المنطقة الساحلية منذ مئات السنين من الطيور المحببة لدى القرويين الذين ينزعون إلى تربيته في بيوتهم كأحد أفراد العائلة حيث يمكن إكسابه الكثير من العادات التي يفضلها صاحبه بشرط جلبه إلى المنزل حديث الولادة وتربيته لأسابيع عدة في قفص مخصص ليسمح له لاحقاً بالخروج منه. و"الحذير" هو واحد من الطيور المعروفة بوفائها وتعلقها بمربيها كما أنه طائر حاد الذكاء حيث يصعب اصطياده إلا في نطاق ضيق جداً إذ بإمكانه تجنب مختلف وسائل وحيل الصيد المتبعة وهو السبب وراء تسميته التي تدل على حيطته الواسعة وحذره الشديد من الوقوع في براثن الصيادين، إلا أنه في حال صيده و تربيته فإنه يداوم على العودة إلى المنزل مهما ابتعد في طيرانه.

السيد توفيق ياسين

وهناك عصفور "أبو الحن" ذو اللون الداكن بالكامل باستثناء ذيله الطويل الذي ينطوي على خطوط بيضاء في وجهه السفلي ويتميز بحركته السريعة وصوته القوي الذي يشبه إلى حد بعيد صوت البلبل والذي عادة ما يستدل من خلاله على أماكن وجوده حيث يكثر في المناطق المأهولة كما في البساتين والحقول والمناطق كثيفة الأشجار».

أشار السيد "ياسين" في مجمل حديثه إلى ما ينتشر اليوم ضمن مرتفعاتنا بحيث تكثر خلال هذه الأوقات من السنة في ريف "اللاذقية" عصافير "التين" وهي من الطيور المهاجرة التي تصل مع بداية الصيف إلى الساحل السوري قادمة من دول آسيا وأوروبا على شكل أسراب قليلة العدد تأتي بشكل متتابع فتحط رحالها على صورة أعشاش متقاربة تقيم فيها حتى أوائل شهر تشرين الأول من كل عام عندما يحين موعد هجرتها ثانية باتجاه الجنوب».

طائر العاشق والمعشوق

يقول "أبو محمد ياسين" مستكملاًً حديثه عن أنواع الطيور المتواجدة ضمن ربوع المافظة: «هناك "الحجل" وهو طائر ممتلئ الجسم زاهي الألوان ينتمي إلى فصيلة الدجاجيات، ويعيش على شكل أزواج كما يعتبر من الطيور المنزلية بامتياز حيث يمكن تدجين الحجل بسهولة وإكسابه العادات الضرورية لبقائه قريباً من المنزل في أعشاش خاصة تبنى لهذا الغرض بحيث تفرش بالرمل أو بنشارة الخشب، كما أنه هناك طيور السمن والشحرور التي تصل إلى الساحل السوري خلال رحلة هجرتها في بداية شهر تشرين الأول من كل عام وتحديداً مع هطول أول مطر شتوي ويجري الحديث عادة عن طائري "السمن" و"الشحرور" بالتلازم في ما بينهما نظراً للتشابه الكبير بينهما في طريقة الحياة ولاسيما من حيث الغذاء الذي تتناوله ويتركز على ثمار الزيتون والبلوط والسنديان والغار والبطم إلى جانب المناخ الذي تتكيف على العيش فيه وهو شتاء المتوسط».

إن قائمة طيور المنطقة الساحلية تشمل العديد من الأنواع الأخرى التي يصعب إحصاؤها، وفي مقدمتها طيور "الحسون" و"الدوري" و"الدرغلة" و"الزكزوكة" و"القزيحة" و"الحمرونة" و"القرقفانة" و"أبو محروك" و"الشدح" و"أبو زريق" و"نقار الخشب" و"الحمام" و"الخضيري" وغيرها مما يثري المنظومة الحيوية في الساحل السوري ويزيد من ثراء طبيعته الخلابة.

وتجدر الإشارة إلى أن "توفيق ياسين" عمل على تربية طير نادر جداً تحدث لنا حصرياً عنه بدون أن نشاهده وهو يدعى "أتليكوس" وهو طير نادر جداً وذو شكل غريب اكتشف وللمرة الأولى في اسبانيا ومن ثم وصل إلى إيطاليا، وقد وصل إلى "توفيق" عن طريق أحد التجار، وأخبرنا "توفيق" بأنه في صدد تهجينه حالياً.