«نحن أهالي جبل العرب ليس لدينا أشهى من لقمة ساخنة بجانب التنور، لأننا تعودنا منذ الصغر أن نراقب أمهاتنا وهن يخبزن الخبز العربي، وتبقى في الذاكرة صور جميلة لرق وتلويح الرغيف و"الكارة"، كلها ألفاظ قديمة لا يعرفها إلا أبناء الجبل، وقد حاولت تجسيدها في هذا المهرجان للتذكير بها».
هذا ما قالته "أم ماهر" "ندى القضماني" لموقع eSuweda بتاريخ 25/7/2009 وهي تعد الخبز العربي في أحد أركان سوق التسوق في "حديقة الفيحاء" الذي يقام ضمن فعاليات "مهرجان الجبل الأول" وتضيف: «لقد شاركت في هذا السوق لأقدم الخبز العربي ساخناً للزوار، هنا نعد الفطائر بأنواعها و"الطلامي" التي تشبه الخبز المشروح، وكل أنواع الخبز القديمة وقد تعودت المشاركة في المهرجانات، وكانت مشاركات ناجحة ومن خلالها حققت شهرة كبيرة، فتجد الصادي والغادي يطلب خبز "العفير" وهذا اسم منتجنا، والخبز العربي مشروع حلمت به لأحسن دخل أسرتي، ولم أتردد في التجربة حيث وفقني الله ونجح المشروع بدايةً على مستوى قرية "قنوات" قريتي، حيث بدأت العمل منذ /16/ عاماً بفرن بسيط وعدد من العاملات لا يتجاوز الثلاثة، ولغاية هذا التاريخ مازلت أتابع العمل حيث أسست لفرن جديد.
فكرة التنور فكرة جميلة تعيدنا للعادات الأصيلة، حيث كان التنور في كل بيت وقد لاحظت إعجاب الزوار بالفكرة حيث يطيلون الوقوف، وكانت فطائر "أم ماهر" عشاء لذيذاً لكل من مر بهذا السوق، وكم هو جميل تدافع الأطفال لمراقبة العمل، لتجد الأناقة والمكان النظيف الذي يحرضك على التذوق
هذا المشروع قدم لي الكثير فمن خلاله استطعت مساعدة زوجي وأبنائي، وقد كان زوجي عوناً لي على العمل ولم يتخل عني وهذا المشروع نتيجة تعاوننا، وقد حافظت خلال كل هذه السنوات على نوع الخبز وأعتني كثيراً بنوعية القمح لأنني أستخدم الأنواع التي تنتج بالمحافظة، وأعمل على طريقة الجدات لهدفين الأول للمحافظة على الطريقة التقليدية وأحاول جهدي أن أنقلها لكل من يطلبها، والثاني لأن هذا الخبز بالنسبة لي يمثل البركة ويكفي أن يمر الناس بجانب التنور، ليقولوا "على البركة" لتكون الإجابة "حلت البركة" وهذه تحية الجدات أيضاً».
"ناصر العفير" زوج "ندى" أكد: «إنها زوجة مثالية كافحت لتصنع حياة أفضل لأسرتها، ولكل مجتهد نصيب، وزوجتي مجتهدة عملت بكل نشاط لكي تساعد أسرتها، كان العمل شغلها الشاغل، وحاولت بكل طاقتها الاهتمام بالأولاد والبيت إلى جانب عملها الذي ساهم بشكل أساسي في تحسين ظروفنا، وقد ساعدتها لأنني اقتنعت بإخلاصها للعمل ولبيتها، وكان التوفيق حليفنا حيث عملت على توزيع الإنتاج والسعي لتأمين القمح من الفلاحين، وقد خططنا لمشاريع جديدة ترتبط بالمأكولات الشعبية، وقد أنهينا المراحل الأولى للتأسيس هدفنا المحافظة على تراثنا والمأكولات الطبيعية التي تعتمد القمح والحبوب الطبيعية، لنقدم من خلالها دعوة للمجتمع للعودة للغذاء الطبيعي السليم».
"خالد القواس" أحد الزوار، أشار إلى أن هذا الركن من أجمل الأركان في السوق وقد لا تجد مساحة للوقوف بسبب الاكتظاظ وقال: «فكرة التنور فكرة جميلة تعيدنا للعادات الأصيلة، حيث كان التنور في كل بيت وقد لاحظت إعجاب الزوار بالفكرة حيث يطيلون الوقوف، وكانت فطائر "أم ماهر" عشاء لذيذاً لكل من مر بهذا السوق، وكم هو جميل تدافع الأطفال لمراقبة العمل، لتجد الأناقة والمكان النظيف الذي يحرضك على التذوق».