رغم ظروف الجائحة العالمية "كورونا" استطاعت المهندسة البحرية "لمى مكنّا" إتمام مشروعها للماجستير، والذي جاء تحت عنوان "مقارنة الخصائص الميكانيكية للمفاصل الملحومة والمضيقة"، والحصول على علامة مئة من مئة، وتمّ تكريمها من قبل الجامعة الهنغارية بدرجة الشرف.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "لمى مكنّا" بتاريخ 2 تموز 2020 لتحدثنا عن مشروعها فجاء في حديثها: «تخرجت من جامعة "تشرين" قسم "الهندسة البحرية" عام 2016، ثم قمت بتقديم طلب للحصول على منحة عن طريق الإنترنت وجاء القبول لإتمام دراسة الماجستير في الجامعة الهنغارية "دونا ويفاروش" قسم هندسة الميكانيك، الجامعة التي تحمل اسم المدينة الواقعة فيها وتعني بالعربية مدينة الدانوب الجديدة، سافرت في عام 2017 ودرست لمدة سنتين وكان مشروعي يتحدث عن مقارنة الخصائص الميكانيكية للوصلات اللحامية واللحامية المضيقة، والإجهادات والضغوطات التي تؤثر في هذه الوصلات المعدنية وهي من نوع "AHSS" والتي تعني (الفولاذ ذو مقاومة الصدأ العالية)، حيث إنّها تستخدم في صناعات كثيرة منها (المركبات، السيارات، السفن وغيرها)، وهنا تم إجراء عدة اختبارات كاختبار الضغط والشّد، ضمن الجامعة وفي معمل خارج الجامعة أيضاً، ولم تظهر النتائج المرجوة من أول مرة فقمنا بتكرار التجارب مرتين وثلاثاً وأربعاً، وبسبب حماس الدكاترة المسؤولين عن المشروع لاكتشاف هذه الرسالة الجديدة التي طرحتها، قاموا بمتابعة العمل معي لكي نصل إلى النتائج المتوقعة التي لم نصل إليها من أول تجربة».

كان أكثر المشاريع تميزاً حيث إنّ فكرته كانت جديدة وتطرح لأول مرة في جامعتنا، قمت بالإشراف على المشروع ومتابعة مراحله والاختبارات التي أجرتها "لمى" حتى حصلت على النتائج المرجوة، وجاء تقييم مشروعها بدرجة مئة بالمئة لعدم وجود أخطاء في مراحل العمل، وهي من الطلاب المجتهدين حيث تعبت كثيراً حتى استطاعت إثبات جدارة أفكارها وأرى لها مستقبلاً مشرقاً إذا تابعت في المشروع وحاولت تطويره

وتابعت "لمى": «كان الموضوع بالنسبة إليّ تحدياً أكثر من كونه دراسة وماجستير، لأنني مغتربة عن عائلتي التي كانت الداعم الأول لي ولأنهم يترقبون نجاحي بفارغ الصبر أولاً، وبسبب الوباء العالمي "كورونا" وصعوبة التواصل مع أساتذتي عن طريق الإنترنت ثانياً، لذلك كان مجهودي مضاعفاً لأستطيع إيصال رسالتي وإثبات جدارة مشروعي الذي إذا تمّ العمل عليه سيقدم فائدة بمجال الصناعة من حيث تخفيف الوقت والجهد والتكلفة في صناعة الوصلات، وخلال دراستي كان لديّ فصل كامل عن "الستاندرات" أي المقاييس العالمية لأي منتج في العالم، فتحدثت في مشروعي عن المقارنات بين مقاييس الوصلات المعدنية العالمية والأوروبية والأمريكية، وتوصلت إلى نتيجة أن المقاييس الأمريكية هي من أصعب المقاييس حول العالم، هذه النتيجة التي كان لها تأثير في درجتي بالماجستير، وحصولي على المرتبة الأولى لم يكن موضوعاً تنافسياً، فلكل طالب مشروعه الخاص وفكرته الخاصة والكثير منهم هنغاريون وأجانب، إلا أنّ مشروعي كان يحمل فكرة جديدة غير مطروحة من قبل، وخالياً من الأخطاء بالمطلق».

مقال تعريفي عن لمى من جامعة دونا ويفارش

"بيلا بالوتاش" الدكتور المشرف على المشروع والمختص في مجال اللحام قال في تقييمه لمشروع "لمى": «كان أكثر المشاريع تميزاً حيث إنّ فكرته كانت جديدة وتطرح لأول مرة في جامعتنا، قمت بالإشراف على المشروع ومتابعة مراحله والاختبارات التي أجرتها "لمى" حتى حصلت على النتائج المرجوة، وجاء تقييم مشروعها بدرجة مئة بالمئة لعدم وجود أخطاء في مراحل العمل، وهي من الطلاب المجتهدين حيث تعبت كثيراً حتى استطاعت إثبات جدارة أفكارها وأرى لها مستقبلاً مشرقاً إذا تابعت في المشروع وحاولت تطويره».

يذكر أنّ "لمى مكنّا" من مواليد "اللاذقية ـ جبلة" عام 1992.

أثناء مناقشة لمى لمشروعها من أساتذتها
صورة من يوم تخرجها