تعيش سمكة "التريخون" في المياه المتوسطة الصخرية والرملية التي تصل أعماقها لحوالي ثلاثين متراً، وتتميز بكمية اللحم الكبيرة فيها وشكلها الفريد وسرعتها والطلب الجيد عليها وضعف دسامتها مقارنة مع بقية الأسماك من ذات الفصيل، إلا أن سعرها المرتفع جعلها غير شعبية.

هي من الأسماك الموجودة في مياهنا البحرية بشكل دائم، إلا أن أعدادها تختلف بين فترة وأخرى، حيث تتوافر بكميات كبيرة بين شهري آب وتشرين الثاني، وهذا لا يعني أنه لا يمكن صيدها خلال بقية أشهر السنة ولكن بكميات بسيطة، وحسب حديث الصياد "خالد خليل"، فإن هذا جعلها سمكة مرغوبة ومطلوبة لدى بعض الزبائن رغم ارتفاع أسعارها نتيجة كثافة اللحم فيها وإمكانية انتزاع الحسك منها بسهولة.

يمكن صيد سمكة "التريخون" بالسنارة في الأحوال العادية وبالشباك خلال فترة الوفرة، حيث يمكن أن تقدر كمياتها بمئات الكيلو غرامات في كل رحلة صيد، وتستهلكها مختلف الأسواق المحلية والأسواق المجاورة نتيجة حجمها ولحمها اللذيذ

ويتابع الصياد "خالد": «يمكن صيد سمكة "التريخون" بالسنارة في الأحوال العادية وبالشباك خلال فترة الوفرة، حيث يمكن أن تقدر كمياتها بمئات الكيلو غرامات في كل رحلة صيد، وتستهلكها مختلف الأسواق المحلية والأسواق المجاورة نتيجة حجمها ولحمها اللذيذ».

سمكة التريخون

ويرى الصياد "محمود هلهل" خلال حديثه لمدوّنة وطن eSyria أن سعرها الذي وصل منذ عدة أيام لحوالي عشرين ألف ليرة للكيلو غرام الواحد لم يثن الزبائن عن شرائها، فالسمكة الحرة منها لها مذاقها الخاص الذي لا ينسى، وخاصة بالنسبة لأرباب الأسر الذين لديهم أطفال صغار، نتيجة سهولة انتزاع الحسك منها، إضافة إلى أن البعض يفضلها شوياً على الفحم دون أي إضافات كما سمكة البلميدا مثلاً أو السفرني التي تحتاج إلى بعض الدسم خلال عملية الشوي».

قد يختلف لون هذا النوع من السمك كما يذكر الصيادون بين النوع الذي يعيش بين الصخور العميقة، وبين النوع الذي يعيش في الرمل قليل الأعماق، حيث يكون لون بطنها في الأعماق أبيض مائل للزرقة مع لون ذيل داكن، وأبيض مائل للفضي مع ذيل أصفر في الأعماق الرملية، ويبقى لون ظهرها متموج بين الأبيض والأزرق والفضي والأخضر، وهذا لا يعني اختلافاً في آلية الصيد، إلا أن حجمها يختلف بين المتوسطة والكبيرة، ليصل وزن السمكة الواحدة لحوالي نصف كيلو غرام، وقد يصل لحوالي كيلو غرام، وهذا لا يؤثر في سعرها الذي لا ينخفض لأقل من عشرة آلاف ليرة كحد أدنى.

التريخون

ويقول الصياد "هلهل": «بعض الأعداد البسيطة من هذه السمكة يبقى في مياهنا البحرية ونراه على مدار العام تقريباً، والبعض الآخر يدخل إلينا مع التيارات البحرية الدافئة، لذلك لا يمكن اعتبارها سمكة مهاجرة، مضيفاً: «على طول جسدها من الجانبين الأيمن والأيسر خط عظمي عرضاني يميزها عن بقية فصيلتها السمكية، كما تكسوها الحراشف الصغيرة على عكس الأسماك من فئتها، حيث تكون الحراشف قليلة أو معدومة في الغالب، وتسمى شعبياً بـ"الطريخون" ويقال عنها ابنة عم سمكة "الجراوي" نتيجة التشابه في الشكل الخارجي، إلا أن سمكة الجراوي أكبر منها في الحجم بحوالي الضعف، وبالنسبة لطولها فهو يتراوح بين عشرين سنتيمتراً وأربعين سنتيمتراً، ورغم ذلك هي سمكة سريعة جداً خلال حركتها في المياه البحرية نتيجة طبيعة شكل جسدها المفلطح الانسيابي البعيد عن المغزلي، وهذا جعلها مفترسة جيدة وخطيرة للأسماك الصغيرة المتميزة بالسرعة في المياه، حيث تتغذى بشكل أساسي عليها إضافة إلى القشريات البحرية، واللافت أنه حين يتم صيدها وإخراجها من المياه تصدر صوتاً كصوت سمكة "النفيخة" وسمكة "اليميام"، إلا أنها تختلف عنهما بطبيعة حياتها وعيشها ضمن أسراب كبيرة».