تميز الطريق الواصل إلى قرية "عين قضيب" منذ القدم بصعوبة الولوج منه إلى التجمع السكاني في القرية، ليس بسبب قساوة تضاريسه، وإنما لتفرده وبعده عن أي تجمع بشري محيط به.

وهذا الطريق أي "القدموس - عين قضيب" كما الطريق "مصياف - عين قضيب" متفرد منعزل في مسافة تزيد على أربعة كيلومترات، وهي ما شكلت هماً للكثيرين من السائقين وحتى لأبناء القرية على حد سواء حين المرور فيها، وهنا يقول السيد "محمد حورية" الذي يعمل سائق سيارة أجرة خاصة، لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 كانون الأول 2014: «أسافر من مدينة "بانياس" إلى مدينة "مصياف" عدة مرات في الشهر لأغراض العمل والتجارة، وأحاول ألا يكون سفري خلال فترة الظهيرة أو ما بعد الظهيرة، حرصاً على نفسي وسيارتي من مخاطر المسافة الفاصلة بين نهاية حدود مدينة "القدموس" وبداية حدود مدينة "مصياف"، أي عند تحويلة مدخل قرية "عين قضيب"، فهي معروفة منذ القدم بخلوها من أية مظاهر للحياة البشرية، وهو ما يعني أنها مرتع للكثيرين من ضعاف النفوس اللذين يستهدفون حياة الناس لغايات السرقة وغيرها.

تمتد المسافة الفاصلة بين التجمع السكاني في القرية وأقرب تجمع سكاني قريب مسافة تزيد على خمسة كيلومترات، وهي محفوفة بالمخاطر، حيث تكثر الأشجار البرية والشجيرات الصغيرة والصخور على جانبي الطريق، وهو ما يعني سهولة التخفي ضمنها لقضاء الحاجات الخاصة مهما كانت، ومنها الحاجات غير الإنسانية، علماً أن مخاطر الطريق تزداد في فصل الشتاء حيث البرد القارس الذي يخفف حركة المرور ويقلل عدد القاصدين للقرية أو محيطها

كما أني أحاول عدم القبول بأي عمل يأتيني كسائق سيارة أجرة لقرية "عين قضيب"، حرصاً لعدم المرور بهذه المسافة المجهولة التي أطلق عليها شخصياً اسم "مثلث برمودا" لأن الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود، إضافة إلى أن مدخل القرية الممتد لمسافة تقارب ثلاثة كيلومترات لحين الوصول إلى التجمع السكاني فيها، لا يخلو من المغامرة لذات الأسباب».

بداية تحويلة القرية من طريق عام القدموس - مصياف

وفي لقاء مع السيد "رامي عمار" من أبناء وسكان قرية "عين قضيب" أكد أن تحويلة الطريق إلى قريته من طريق عام "القدموس - مصياف" تحويلة تشوبها الكثير من المخاطر، لخلوها من التجمعات والحياة السكانية، مضيفاً: «لا أبوح بسر إن قلت إنه لا يكاد يخلو شهر تقريباً من عثورنا على جثة أو أكثر مجهولة الهوية مرمية عند مدخل القرية أو بعده باتجاه القرية، ضمن المنطقة المقطوعة، أي إنها منطقة محظورة على الجميع منذ الفترة المسائية وحتى الصباح، وهو ما شكل هماً ورعباً لأبناء القرية والعابرين على هذا الطريق، وأساء السمعة للقرية الريفية البسيطة بحياة أبنائها ومقدراتهم المعيشية، وهنا يجب التأكيد على وجوب وضع نقطة حراسة دائمة تحمي المنطقة وتخفف مخاطرها».

أما الدكتور "علي حمدان" من أبناء وسكان القرية فقال: «تمتد المسافة الفاصلة بين التجمع السكاني في القرية وأقرب تجمع سكاني قريب مسافة تزيد على خمسة كيلومترات، وهي محفوفة بالمخاطر، حيث تكثر الأشجار البرية والشجيرات الصغيرة والصخور على جانبي الطريق، وهو ما يعني سهولة التخفي ضمنها لقضاء الحاجات الخاصة مهما كانت، ومنها الحاجات غير الإنسانية، علماً أن مخاطر الطريق تزداد في فصل الشتاء حيث البرد القارس الذي يخفف حركة المرور ويقلل عدد القاصدين للقرية أو محيطها».

الدكتور علي حمدان

ويتابع الدكتور "حمدان": «منذ القدم عرفت هذه المنطقة بمنطقة رعي للمواشي وخاصة منها الماعز، لصعوبتها من حيث كثافة شجيراتها البرية، لذلك حافظ أبناء القرية عليها لتبقى منطقة رعي لمواشيهم، وهذا ما دفع الكثيرين من ضعاف النفوس لاستغلالها، وأعتقد أن هذه المشكلة هم للكثيرين ممن هم على الحدود الفاصلة بين محافظتين، وللعلم إن هذا الموقع يرتفع عن سطح البحر حوالي 1108 متر، ويتبع لبلدية "الحاطرية" الواقعة شمال القرية، ويحده من الجهة الشرقية "عين حسان" ومن الجهة الغربية قرية "كاف الجاع"، ومن الجهة الجنوبية قرية "الشيحة" التابعة لمدينة "مصياف"، وقرية "المجدل" التابعة لمدينة "الشيخ بدر"».