رغم توافر الطرق المعبدة في قرية "الشيباني" إلا أن الطريق القديم وسط الجبال والوديان الذي كان الصلة الوحيدة للأهالي لعقود عدة مع بقية القرى ومنها إلى المدينة، مازال ذاكرة تأبى النسيان.

وسط الجبال نحت وعبر الوديان مر، وهذا بحسب حديث السيد "علي يونس غانم" مختار القرية الذي تسلم المخترة منذ خمس وعشرين سنة، لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 حزيران 2014، وتابع: «يبدأ الطريق التراثي الذي كان يصل القرية كمجتمع سكاني بالمجتمعات القروية والمدنية الأخرى القريبة، من شمال شرق القرية قرب المدرسة الحالية، ويمر في البداية عبر وادي القرية السحيق ليقطعه إلى الجهة الأخرى المقابلة ويتابع سيره على سفح الجبل الجنوبي مختصراً الوصول إلى قمته لتقصير المسافة وتخفيف التعب على المسافر، وذلك ليصل إلى حدود قرية "التون"، ومن ثم "تالين" وبعدها نزولاً نحو الجهة الغربية إلى قرية "الكردية" وقرية "بلوزة" وصولاً إلى تلال قرية "خربة السناسل" ومنها إلى مدينة "بانياس" حيث التبادل التجاري وحركة البيع والشراء لتأمين مختلف حاجيات القرية.

لهذا الطريق فضل كبير عليّ، فعليه سرت خلال بعض مراحل تحصيلي العلمي في مدرسة قرية "بلوزة" الخاصة للأستاذ "محمود حسن" الواقعة غربي قريتنا بحوالي عدة كيلومترات، وكنت الوحيد الذي يسير عليه للذهاب إلى المدرسة، واختبأت في مغاراته كثيراً في الأيام الماطرة، إنها ذكريات

يصل طول الطريق إلى حوالي ثلاثة عشر كيلومتراً مخترقاً سفوح الجبال والوديان عبر الكثير من محطات الاستراحة للتزود بالماء وبعض الطعام، علماً أن بعض المسافرين خلاله كانوا يحاولون التزود بها قدر المستطاع قبل السفر.

بعض المغارات على الطريق

والطريق التراثي بعرض لا يزيد على المتر في أوسع نقاطه، وذلك لصعوبة إنشائه وشقه اليدوي بجهد أبناء القرية وبعض أهالي القرى المجاورة عندما مر في جغرافيتهم القروية».

ويضيف المختار "علي": «لهذا الطريق فضل كبير عليّ، فعليه سرت خلال بعض مراحل تحصيلي العلمي في مدرسة قرية "بلوزة" الخاصة للأستاذ "محمود حسن" الواقعة غربي قريتنا بحوالي عدة كيلومترات، وكنت الوحيد الذي يسير عليه للذهاب إلى المدرسة، واختبأت في مغاراته كثيراً في الأيام الماطرة، إنها ذكريات».

مدرسة القرية الحالية بجانب بدايته

السيد "محسن غانم" معمر من أبناء وسكان القرية تحدث عن بعض المحطات الجميلة على الطريق التراثي، فقال: «يتخلل الطريق الجبلي العديد من محطات الاستراحة الطبيعية وهي تظهر بالعين المجردة حتى الآن في السفح الجبلي المقابل لقريتنا، وهذه المحطات عبارة عن بعض المغارات الصخرية القديمة جداً، ويقال إنها نحتت في مواقعها من أجل الطريق التراثي وضمان سلامة المسافرين عليه من وحوش البرية ومختلف عوامل الطقس وخاصة منها الماطرة، لأن المسير عليه للوصول إلى الهدف كان يستمر لساعات طويلة جداً لوعورته وصعوبة منحدراته، فيبدأ هذا المسير أو الرحلة منذ ساعات الصباح الأولى دوماً، ومنها ما يستمر ليوم كامل ومنها ما يقتصر على ساعات فقط للوصول إلى الهدف، وذلك نتيجة لنوعية وكمية البضائع المشتراة أو المبيعة، إضافة إلى دور وسيلة النقل في السرعة ومنها الماشية وخاصة الحمار».

السيد "منير عباس" الموظف المتقاعد ومن أبناء القرية قال: «أنا واحد ممن استخدموا الطريق للتنقل والنزول إلى المدينة لقضاء حاجات أسرتي قبل دخولي في الوظيفة الحكومية وسكني خارج القرية، وكنت أستخدمه وألجاً إلى المغارات المتوافرة على جانبه الأيمن للحماية من الأمطار الغزيرة والبرد في الشتاء، والحر والشمس الحارقة في الصيف، وهنا تكمن أهميتها على هذا الطريق التراثي الذي لا يمكن تقدير عمره الافتراضي، لأنه لا أحد من أبناء القرية المعمرين منهم الأحياء أو الأموات الذين عاصرناهم صرح أن الطريق فتح خلال حياتهم، بل على العكس الجميع أكد أنه شق منذ زمن بعيد».

السادة: المختار ومنير ومحسن وأسامة