عقدة مرورية عرفت على مستوى الشريط الساحلي بـ"مفرق الجامع" قبل إحداث الأوتستراد الجديد "طرطوس- اللاذقية"، فالقاصي والداني لمنطقة "حريصون" يستدل بها كنقطة علام.

مدونة وطن eSyria زارت قرية "حريصون" التابعة لمدينة "بانياس" بتاريخ 21/8/2013 للتعرف على العقدة الطرقية "مفرق الجامع" والتي استدللنا بها حين قصدنا القرية، والتقينا السيدة "سامية خضر"، حيث قالت: «تعتبر العقدة الطرقية "مفرق الجامع" نقطة علام متميزة على مستوى المنطقة والمحافظة، وهذا ليس بأمر جديد وإنما هو يمتد لعقود متعددة خلت، وبالنسبة لي شخصياً لكوني متزوجة ومقيمة هنا والكثير من أقاربي في قرية "تعنيتا" البعيدة من هنا حوالي ثلاثين كيلومتراً، يقصدونني للزيارة ويطلبون مني للمرة الأولى استدلالهم على مكان إقامتي في قرية "حريصون"، فأخبرهم أولاً أن يسألوا عن "مفرق الجامع" ومن ثم السؤال عن منزلنا، وهنا أكون قد سهلت عليهم الوصول بسرعة وبساطة إلى المنطقة.

تخضع العقدة لتنظيم أهلي شعبي عبر تقيد السائقين بحركة المرور بها تلقائياً وبحسب زحمة المرور وأولوياته، وذلك رغم عدم توافر دوار أو أية إشارة مرور تنظم حركة السير الكثيفة في ساعات الذروة وغيرها

إذاً هذه العقدة الطرقية عرفت على مستوى المنطقة والمحافظة والسبب في هذا يعود إلى أن المنطقة بشكل عام لم تكن محددة سابقاً بأي نقطة علام تميزها، خاصة أنها منطقة استراتيجية على الطريق الدولي القديم الوحيد الذي يربط بين مختلف مناطق الساحل وعدة مناطق ومحافظات في الداخل، وعند بناء المسجد بجانب العقدة تكنّت به».

السيد "سهيل قاسم"

السيد "عز الدين قاسم" مدير مدرسة "حريصون" قال: «بعد بناء مسجد (الجامع) الإمام "علي زين العابدين" في قرية "حريصون" في خمسينيات القرن الماضي حيث كان أول مسجد في المنطقة تسمى المنطقة والمفرق بجانبه به، فهو موقع ونقطة علام ثابتة لا يمكن أن تتغير أو يبدل مكانها مهما حدث وتغيرت جغرافيا المكان، ما ساهم برأيي بتكريس اسم الجامع على اسم المفرق، إضافة إلى أن الحارة التي يقع بها الجامع والمفرق تكنت به أيضاً».

ويتابع عن أهمية عقدة "مفرق الجامع" من حيث إنها نقطة علام متميزة: «لكون القرية والمنطقة زراعية بامتياز ويقصدها الكثيرون للعمل بها، كان لابد من نقطة علام يستدل بها كل غريب يقصد المنطقة، وهنا كانت العقدة من أهم وأميز النقاط في المنطقة لكونها تقع في منتصف القرية والمنطقة عموماً ويمكن منها الوصول إلى أي عنوان آخر مهما كان صعباً».

جامع الإمام "علي زين العابدين"

السيد "علي قاسم" تحدث عن أهمية العقدة مواصلاتياً فقال: «عقدة "مفرق الجامع" يرتبط بها أربع محاور رئيسية في المنطقة وهي: محورا "طرطوس- اللاذقية" مروراً بمدينة "بانياس" و"جبلة" وهما باتجاه الشمال- الجنوب، ومحوران يربطان القرية بالأوتستراد العام المُنشأ حديثاً في الجهة الشرقية من المفرق، ومنطقة البحر وبقية الحقول الزراعية والمنازل ومزارع الحمضيات الكبيرة والضخمة في الجهة الغربية من المفرق، إضافة إلى أن العقدة تقع على الطريق الدولي القديم الذي كان ومازال يربط شمال الساحل السوري بجنوبه، ومنطقة الساحل بالداخل السوري».

العقيد المتقاعد "سهيل قاسم" أكد أن عقدة "مفرق الجامع" انتعشت اقتصادياً وتجارياً بسبب نشوء الكثير من المحال التجارية والصناعية والحرفية على جوانبها، حيث يمكن القول إنها أصبحت سوقاً تجارياً هاماً يمتد إلى حارة "الدوار" شمال العقدة بحوالي خمسمئة متر تقريباً.

العقدة المرورية وفق جوجل إرث

وفي لقاء مع السيد "وليم ورده" سائق سرفيس يعبر العقدة في كل يوم عدة مرات قال: «تخضع العقدة لتنظيم أهلي شعبي عبر تقيد السائقين بحركة المرور بها تلقائياً وبحسب زحمة المرور وأولوياته، وذلك رغم عدم توافر دوار أو أية إشارة مرور تنظم حركة السير الكثيفة في ساعات الذروة وغيرها».

ويضيف: «كثير من الركاب القاصدين منطقة "حريصون" يطلبون مني انزالهم على "مفرق الجامع" عندما يركبون معي مباشرةً، لأنهم لا يعرفون موقعه، ولكن يدركون أنه يمكنهم الوصول إلى عنوانهم بسهولة بعد الوصول إلى هذه العقدة مباشرةً».