هو أقدم طريق يربط شمال الشريط الساحلي السوري بجنوبه، وبعد افتتاح الاوتستراد الجديد أصبح شرياناً للحياة اليومية لأهالي الخراب.

ورغم أن أهالي الخراب استفادوا من تحول حركة السير الدولي والشحن من هذا طريق -الذي يعد ضيقاً نوعاً ما-، إلى الاوتستراد الحديث -الذي يوازيه ويبعد عنه بمسافة /2/ كم- في عدة نواحي تتعلق بحياتهم اليومية؛ إلا أنهم يعانون من الحفريات المنتشرة على طوله بسبب الإهمال وعدم إكمال المشاريع المتعلقة به.

يمتد هذا الطريق من مدينة "بانياس" شمالاً وبالتحديد من وادي "بقرة" وحتى مدخل قرية "مرقية" أو نهر "مرقية" جنوباً، ليبتعد نوعاً ما هنا عن الشريط الساحلي نحو الشرق، ويصل طوله إلى حوالي /10/ كيلومتر على الشريط الساحلي

يقول السيد "حسام هواره" مالك سيارة خاصة ومن أهالي المنطقة أنه يعاني كثيراً عند العبور على هذا الطريق بسيارته، والسبب كثرة الحفر والمطبات التي خلفتها الحفريات، مضيفاً: «لقد انقطعت الحياة عن هذا الطريق العريق الذي عرف من قبل الجميع، فقد كان نقطة عبور ونقطة علام يهتدي بها الكثيرين، ولم يعد يمر به المسافرين والعابرين للشريط الساحلي بسبب رداءته وليس بسبب وجود الاوتستراد الحديث فمن يمر بجانب الشريط الساحلي ويتمتع برؤية الشاطئ ؛الجميع على مسافة /10/ كيلومتر لا يمر على الأوستراد الحديث البعيد عن الشاطئ» .

السيد "حسام هواره"

ويتابع: «نتمنى إعادة حيوية "طريق الخراب الساحلي" إلى سابق عهده بتحسين بنيته التحتية وإعادة تزفيته بشكل أفضل وإخفاء عيوبه المزعجة، وخاصة أننا مقبلين على فصل الصيف السياحي، فالجميع يقصد المنتجعات والمجمعات السياحية في المنطقة».

"eSyria" زار قرية "الخراب" بتاريخ "3/7/2011" والتقى المختار "أيمن سلمان" ليحدثنا عن طريق "الخراب" القديم، فبدأ بالقول: «هو أقدم طريق في المحافظة والبلاد على حد سواء، فقد أسس بجهود أهالي المنطقة منذ عدة قرون خلت، وكان في البداية ترابياً غير معبد لحين دخول الفرنسيين الذين عبّدوه لتسهيل مرور سياراتهم وآلياتهم الحربية من الشمال إلى الجنوب وبالعكس».

الطريق من الأمام

ويتابع: «لم يكن هناك أية وسيلة نقل سوى الخيول والبغال في الماضي وقد كانت تناسبهم الطرق الترابية غير المعبّدة، وكان هذا "الطريق القديم" كما يسمى حالياً صلة الوصل الأساسية بين من يريد عبور شريط الساحل السوري لأي منطقة في الشمال، أو من يريد عبوره نحو الجنوب، فلهذا الطريق عراقة تواكب عراقة المنطقة التي سكنها الفينيقيين منذ عقود طويلة».

السيد "عيسى ساره" من أبناء المنطقة يقول: «لقد كان هذا الطريق زاخر بالحياة الدائمة والمتواصلة لعدم وجود طريق غيره معبّد ومجهّز كمعبر في الساحل السوري، وأدرك الفرنسيون أهمية هذا الطريق كثيراً، فمع دخولهم للمنطقة قاموا برصفه بشكل جيد بواسطة الحجارة ومن ثم تزفيته بطريقة جيدة جداً حافظت على أهميته وأطالت عمره حتى عدة سنوات قليلة ماضية، حيث تمتعنا به كثيراً واستخدمناه كثيراً واستخدمه الجميع من أبناء المنطقة والمحافظات الأخرى».

الطريق القديم بين الاوتستراد الجديد والشريط الساحلي

ويتابع السيد "عيسى": «يمتد هذا الطريق من مدينة "بانياس" شمالاً وبالتحديد من وادي "بقرة" وحتى مدخل قرية "مرقية" أو نهر "مرقية" جنوباً، ليبتعد نوعاً ما هنا عن الشريط الساحلي نحو الشرق، ويصل طوله إلى حوالي /10/ كيلومتر على الشريط الساحلي» .

الخوري "بسام ميلاد نعمة" خادم رعية "سيدة البحار" وصف الطريق بالاستراتيجي، وهنا قال: «الجميع في المنطقة تأسف عند بدأ الحفريات على الطريق بسبب مد أنابيب الصرف الصحي. حيث لم يجد الفنيين والمختصين بالمحطة أفضل وأسهل وأقرب منه في المنطقة لمتابعة مشروعهم على الشريط الساحلي، ولكن هذا الاهتمام لم يعد على الطريق سوى بالمتاعب، لأنه بعد عملية مد الأنابيب لم يتمكن المتعهد المسؤول عن تنفيذ المشروع من إعادة الحياة والأهمية القديمة له».

السيد "عيسى ضوا" من أهالي قرية "الخراب" تحدث عن الأضرار التي نتجت عن الحالة الفنية السيئة للطريق فقال: «كانت أغلب سيارات النقل العمومية قبل البدء بمشروع الصرف الصحي تمر على هذا الطريق الدولي لتقل الركاب والقاطنين في المنطقة والقرية التي تمتعت بكثافة سكان جيدة جداً وخاصة في فصل الصيف، حيث يتضاعف عدد القاطنين فيها إلى حوالي ثلاثة أضعاف، ولكن بعد ذلك انقطع الطريق بسبب الحفريات التي امتد زمنها إلى عدة سنوات واقتصر عابري الطريق على الأهالي الذين يملكون سيارات نقل خاصة بهم فقط».