بهدف تحقيق تنمية سياحية مستدامة، وتخفيفاً لخطر التصادمات المرورية، وتقليلاً للوقت، كان مشروع تأهيل طريق عام "طرطوس -الدريكيش"، الذي يخدم مئات القرى، حيث يعدّ طريقاً حيوياً تعبره مئات المركبات يومياً، لذلك كان لزاماً البدء به بسرعة وتحقيق نسب تنفيذ جيدة.

خلال رحلتنا إلى "الدريكيش"، التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 شباط 2018، أحد السائقين العابرين لهذا الطريق، "بسام محمود" صاحب سيارة خاصة، حيث قال: «أعبر الطريق يومياً ذهاباً وإياباً إلى مكان العمل في مدينة "طرطوس"، وكان يستغرق معي من الوقت نحو 45 دقيقة لصعوبته، وكثرة منعطفاته ومنحدراته، ومروره بالكثير من القرى المشرفة عليه، لكن بعد مشروع إعادة تأهيله ونسب التنفيذ الجيدة فيه، بدأ زمن الوصول إلى العمل يقل إلى النصف تقريباً، على الرغم من عدم اكتماله حتى الآن، والسبب في ذلك تقليل عدد منعطفاته، وتخفيف المنحدرات في بعض المناطق؛ وهو ما جعل القيادة أكثر سلاسة وأماناً».

بعد استملاك الطريق، وإعطاء أمر المباشرة بالأعمال، تم العمل على إزالة العوائق، التي كان أبرزها أبراج التوتر الكهربائي، وخطوط الهاتف، وغيرهما، وذلك بالتعاون مع الأهالي والشركات المنفذة والوحدات الإدارية؛ وهو ما سهل علينا آلية العمل ليتم التنفيذ بسرعة، حيث إن تكلفة المشروع للعقدين مجتمعين تبلغ نحو 3.7 مليار ليرة سورية

"محمد درويش" من الأهالي الذين استملكت عقاراتهم لمصلحة الطريق، قال: «في البداية عانينا من عدم حصولنا على مستحقاتنا القانونية نتيجة قلع بعض الأشجار، وهدم جدار إسمنتي، لكن بعد زيارة الوفد الحكومي وشرح معاناتنا، وجه بالتعويض الفوري لنا، ومع هذا كنا سعيدين بالمشروع لأنه يخفف نسب الحوادث المرورية، وخاصة أمام منزلنا قبل مفرق قرية "حمين"، لوجود منعطف خطر لا يدركه العابرون من غير منطقة؛ وهو ما يؤدي إلى بعض الحوادث الخطرة».

على الطريق

وفي لقاء مع المهندس "محمد يوسف" مدير المواصلات الطرقية في "طرطوس" المعنية بتنفيذ مشروع إعادة التأهيل، قال: «هو مشروع حيوي، حيث كانت تكثر عليه الحوادث نتيجة صعوبته وكثرة منعطفاته ومنحدراته، لكن في إعادة تأهيله تم اختصار طوله البالغ خمسة وعشرين كيلومتراً، إلى اثنين وعشرين كيلومتراً، وقد يبدو هذا الأمر بسيطاً وغير فعال بالنسبة لبعضهم، لكن هذا الاختصار شمل المنعطفات الخطرة والمنحدرات أيضاً؛ وهو ما قلّل زمن عبوره بسلاسة إلى ثلث الزمن الأساسي ما قبل التأهيل، والبالغ نحو خمسة وأربعين دقيقة».

ويتابع: «يوجد على الطريق العام أكثر من 112 منعطفاً، والعديد من الميول الطويلة التي تفرض على السائقين السير بهدوء تجنباً للحوادث والانزلاقات، وخاصة في فصل الشتاء، وهذا ما لا يدركه العابرون من غير منطقة؛ لذلك اختصر أكثر من عشرين منعطفاً وصولاً إلى تسعين منعطفاً سهلاً وبسيطاً لعملية العبور.

خلال جولة تفقدية

كما أنه حين الانتهاء من الطريق سيكون على مسربين؛ ذهاباً وإياباً منفصلين بحواجز إسمنتية، في حين أنه كان مسرباً واحداً مشتركاً لا تفصل الذهاب عن الإياب أي حواجز، إضافة إلى تحسين الميول الطولية والعرضية له. وأيضاً بالنسبة للمنعطفات الباقية، فقد تم التخفيف منها من خلال تنظيم استقاماتها، كما تم لحظ بعض الأنفاق على المفارق والدوارات العامة والرئيسة الموجودة عليه.

سيساهم الطريق بالتنمية الاقتصادية والإنتاجية والصناعية على جانبيه، من خلال التنمية العمرانية وتسهيل الحركة وتأمين المستلزمات الأولية لكامل المسار».

المهندس محمد يوسف

وفيما يخص صعوبات العمل، قال عنها: «بعد استملاك الطريق، وإعطاء أمر المباشرة بالأعمال، تم العمل على إزالة العوائق، التي كان أبرزها أبراج التوتر الكهربائي، وخطوط الهاتف، وغيرهما، وذلك بالتعاون مع الأهالي والشركات المنفذة والوحدات الإدارية؛ وهو ما سهل علينا آلية العمل ليتم التنفيذ بسرعة، حيث إن تكلفة المشروع للعقدين مجتمعين تبلغ نحو 3.7 مليار ليرة سورية».