بشغف الموهبة بدأت "رشا سكران" مشوارها الرياضي، وتخصصت بعد ممارسة عدة ألعاب بكرة السلة، وقد امتلكت من المهارات والخبرة ما جعلها بالنسبة لبعضهم الأب الروحي لفريق كرة السلة في "نادي الساحل"، فكانت خير محلل للفريق الخصم وواضع خطط الفوز.

مدونة وطن "eSyria" التقت اللاعبة "رشا سكران" بتاريخ 20 حزيران 2018، لتحدثنا أولاً عن بداياتها، وهنا قالت: «أذكر أنني شاركت في مختلف البطولات المدرسية، وكانت هذه المشاركات متنوعة الألعاب ما بين كرة السلة وكرة اليد وألعاب القوى، وهذا منحني مع مرور الزمن لياقة بدنية جيدة، ووسع الأفق أمامي لإدراك الخيار الثابت في ممارسة اللعبة التي تناسبني وترضي شغفي، وحتى تلك اللحظة كانت الرياضة بالنسبة لي هواية أشبع بها رغباتي، وفي عام 2004 انتسبت إلى "نادي الساحل" الوحيد في محافظة "طرطوس"، وبدأت ممارسة كرة السلة بأسلوب جدي ومنهجي، وكان خياري كرة السلة حينئذٍ لأنني أستمتع كثيراً عند ممارستها وأفرغ طاقاتي بها».

عمرها واحد وثلاثون عاماً، ومن بعمرها لا يعطي كما تعطي هي للعبة، لأن لها طقوسها الخاصة في اللعبة، وتأخذ مجالها قبل كل مباراة وكأنها المدرب في التحليل للخطط

وبالنسبة للمجتمع وكيف كان له الأثر في حياتها الرياضية، قالت: «عندما يمتلك الفرد منا الشغف والحب والطموح تجاه أي عمل يقوم به، فلن يسمح لأي شيء أن يكون عائقاً أمام الوصول إلى هدفه، وهذا كان بالنسبة لي، حيث أمتلك الشغف الكبير والإمكانيات المهمة، وأيضاً كان الدعم المقدم من قبل الأهل والأشخاص المحيطين بي كبيراً وشجعني على استثمار أفضل ما لدي وتحقق ما يمكن اعتباره إنجازاً».

الكابتن مريم صالح

وعن أبرز المحطات الرياضية في حياتها، قالت: «هناك العديد من المحطات التي كان لها فرحة كبيرة في حياتي الرياضية كفريق لا تنفصل عنه منها البقاء في دوري الدرجة الأولى موسم 2009-2010، كذلك الوصول إلى المربع الذهبي موسم 2011-2012، والحصول على كأس الجمهورية للسيدات مع نادي "الثورة" موسم 2016-2017، والحصول على كأس الجمهورية مع نادي "الساحل" موسم 2017-2018، وكذلك تمثيل المنتخب الوطني للسيدات».

كما أنها بخطواتها الثابتة المتزنة أسست خطاً رياضياً مستقبلياً بدأته بالمساعدة في التدريب، وهنا قالت: «حتى الآن أفضّل أن أبقى اللاعبة على أن أمارس التدريب، علماً أن ما أقوم به في مجال التدريب أعدّه تحضيراً لعملي كمدربة في المستقبل، وأهم محطاتي في ذلك كانت عند اختياري كمدربة ناشئة للمشاركة في المعسكر التدريبي الذي أقيم في "تركيا" عام 2014، وعند تتويج ناشئات نادي "الساحل" ببطولة الدوري موسم 2014-2015 وكنت حينئذٍ مساعدة مدرب، حيث كان همي نشر ثقافة كرة السلة في محافظة "طرطوس" وجعلها من الرياضات المفضلة التي يتجه إليها الأهالي لجعل أطفالهم يمارسونها».

الكابتن رشا سكران

لقد تمكنت اللاعبة "رشا" من الانتقال بفريقها إلى مرحلة يحسب فيها خصمها ألف حساب له، قالت عنها: «المرحلة التي وصل إليها الفريق نتيجة عمل جماعي كبير من لاعبات وجهاز فني وإداري، وكنت جزءاً من هذا العمل الجماعي، حيث كانت روح الفريق هي الأساس في كل إنجاز أشارك فيه، ولا أقبل أن يحتسب أي إنجاز بغير اسم الفريق حتى ولو كنت صانعته بجهد شخصي، وهذا كان له الأثر الإيجابي بالجميع».

وفيما يخص المهارات التي تميزت بها بعد أن امتلكتها وعملت على تطويرها، قالت: «أي لاعب مجتهد سيعمل دائماً على تطوير نفسه من جميع النواحي، وكنت على الدوام -بشهادة الجهاز الفني والإداري- صاحبة الطاقة والحماسة ضمن الفريق، وهذا ناتج عن شغفي الكبير بكرة السلة، وأكثر كلمة سمعتها وكان لها تأثير كبير بي كانت من قبل الجمهور عندما قال عني: "فخر المدينة"».

فريق نادي الساحل لكرة السلة

وفي لقاء مع عضو مجلس إدارة نادي "الساحل" "مريم علي صالح" أكدت بدايةً أن اللاعبة "رشا" هي الرقم الصعب بالرياضة الطرطوسية كما يحلو لرفاقها تسميتها، وتابعت: «لا أظن أننا كنا سنصل إلى مكانتنا الرياضية الحالية ودوري الستة وكأس السيدات لولا اللاعبة "رشا"، فهي محبوبة من قبل الجميع، وتحمل همهم، وخبيرة بالتواصل معهم نظرياً وعملياً، كما أنها كثيرة التفكير بالتخطيط والتنسيق ودراسة الفريق الخصم لوضع الخطط المناسبة وفق تلك الدراسات، لأنها تمتلك من الخبرة ما يكفي لذلك».

وتتابع: «عمرها واحد وثلاثون عاماً، ومن بعمرها لا يعطي كما تعطي هي للعبة، لأن لها طقوسها الخاصة في اللعبة، وتأخذ مجالها قبل كل مباراة وكأنها المدرب في التحليل للخطط».

يشار إلى أن اللاعبة "رشا سكران" من مواليد "طرطوس" عام 1987، وهي خريجة كلية التربية الرياضية.