من فئة المخضرمين للسيدات كانت بداية "محاسن الخضر" الحقيقية بعد تجارب في مرحلة ما قبل الزواج، وحصلت على بطولات محلية، وتوجت بطلة فئتها، وشجعت الرياضة الأنثوية، وكانت المحفزة للسيدات على ركوب الدراجة الهوائية.

لم تثنها الإصابات الرياضية التي تعرضت لها، بل كانت حافزاً لتقديم المزيد، خاصة أن هذه الإصابات جمعت محبيها حولها، وشدّوا على يدها كما قالت، ومع أن أغلب تكاليف ممارستها لعشقها بركوب الدراجة الهوائية مدفوعة من جيبها الخاص، لعدم وجود فريق يؤطر هذه الرياضة، لم تخف عزيمتها، بل كان إصرارها على المتابعة أكبر، وبتشجيع المقربين منها وخاصة زوجها، فتمكنت من المساهمة بتأسيس قواعد هذه الرياضة بجهود مدربها "رامي الخطيب"، وتابعت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 كانون الثاني 2018: «كرمت بكأس الجمهورية عام 2015 لمتابعتي وتمكّني من جمع مجموعتي خلال بطولة التتابع، وكذلك حصلت على بطولة المحافظة للألعاب الفردية أربع مرات منها في أعوام 2010 - 2011- 2015، وبطولة الجمهورية في "السويداء" عام 2016، وكرمت على إنجازي في بصمة أبطال الدراجين، حيث ركبت الدراجة ثلاثين ساعة متواصلة، وهذا كان أكبر تحدٍّ لي؛ لأنني تعبت كثيراً وداهمني النعاس، لكن متابعة الجمهور لي شجعتني وحفزت قدراتي حتى أنهيت الوقت المحدد».

في الصالة الرياضة وخلال التدريب أحاور جميع الفئات العمرية، وأحفز طاقاتهم، ونسير معاً على الدراجات غير آبهة بترهات الكلام، فأحصل منهم على تجارب، وأمنحهم خبرة

الأم والجدة في الوقت نفسه حطمت أرقاماً قياسية كثيرة، وخاضت غمار لعب كرة القدم أيضاً في مرحلة الشباب، وتابعت: «منذ الصغر شغفت بالرياضة، وكنت أدخل ملعب كرة القدم في القرية، وألعب مع الشباب، وأحقق أهدافاً مميزة، ثم تحولت إلى ركوب الدراجة ضمن قريتي "رأس الكتان"، وكنت علامة فارقة بين قريناتي، متحدية العادات والتقاليد، وما ساعدني على ذلك وجود إخوتي الثلاثة عشر، واستمر هذا بعد زواجي وإنجابي سبعة أبناء».

الدراج رامي الخطيب

كانت مشجعة ومحفزة للرياضة الأنثوية، على الرغم من النقد الكبير الذي طالها، وتابعت: «لم أستمع لكثرة الأحاديث التي طالت ركوبي الدراجة الهوائية لكوني أنثى، ووقفت إلى جانبي أسرتي وزوجي فيما بعد الزواج، وكنت في كل يوم أحضر حاجيات منزلي على دراجتي وأوفر الوقت والجهد والمال، وهذا كان إيجابياً على بعض الرفيقات، فتعلّمن ركوب الدراجة، وأصبحن ضمن الفريق الذي أسسه الكابتن "رامي الخطيب" فيما بعد، وسمّاه "فريق دراجات طرطوس"».

وتضيف: «يمكن للمرأة أن تقوم بعمل الرجل وتمارس هواياته، وتساعده في تأمين حاجيات المنزل، وهذا يخفف أعباء كثيرة، ويخرجها من أجوائها المغلقة، ويجعلها منفتحة على العالم المتغير باستمرار، وأكثر من هذا يغيرها نحو الإيجابي تجاه صحتها العامة ولياقتها، وعليه انضم إلى الفريق ما يزيد على عشرين أنثى».

الدراجة زينة بلال

خمسون عاماً من العمر، لم تمنعها من أن تكون بين فئة الأشبال والناشئين، فالروح المرحة سمة لديها، وهنا قالت: «في الصالة الرياضة وخلال التدريب أحاور جميع الفئات العمرية، وأحفز طاقاتهم، ونسير معاً على الدراجات غير آبهة بترهات الكلام، فأحصل منهم على تجارب، وأمنحهم خبرة».

فريق "دراجات طرطوس" يتبع لاتحاد العمال، وينال منه التشجيع اللازم كما قالت، وتحدت خلال التدريب الشباب بعدد التمارين التي تنفذها، وأضافت: «لم تأخذني محبتي للرياضة وركوب الدراجة الهوائية من واجباتي الأسرية، فأغلب أبنائي خريجين جامعيين، وهذا نتيجة تنظيم الوقت؛ ففي المساء وقبل كل بطولة أو تدريب أمنح منزلي الاهتمام اللازم، وأجهز حاجياته، وواجباتي تجاهه، لأتفرغ في اليوم التالي للتدريب أو المشاركة».

الدراجة محاسن الخضر

الدرّاج "رامي الخطيب" قال: «امتلكت الدرّاجة "محاسن" قدرة جيدة على تحدي السير لمسافات طويلة على الدراجة الهوائية على الرغم من عمرها، وهذا كان مشجعاً لكثيرات من الإناث لممارسة هذه الرياضة، فازداد عددهن في الفريق، وتمتعت بروح مرحة أقرب إلى الطفولية، فتراها تتدرب مع الناشئين والشباب، وتتحداهم في التدريب».

الدرّاجة "زينة بلال" أمين سر تطوير الرياضة الأنثوية في "سورية" بلعبة الدراجات، قالت: «كان لها دور جيد في تشجيع الرياضة الأنثوية، وقد امتلكت قدرات قاربت قدرات الشباب، فتراها على الدراجة في كل مكان تخدم منزلها وتلبي احتياجاته، وتقوي نفسها بالتدريب المتواصل».

يشار إلى أن الدرّاجة "محاسن الخضر" من مواليد عام 1966، قرية "رأس الكتان".