لم ينحصر التميز بلعبة الشطرنج في الأب فقط، بل تقاسمت فتاتا العائلة هذه الحالة، وقارعتا كما والدهن أبطالاً مخضرمين، فتفوّقتا عليهم، وكتبتا اسم عائلتهما في سجل هذه اللعبة الجمهوري تميزاً.

"هيلدا، وآنا وسوف" لعبتا الشطرنج بتميز ظهر خلال البطولات والجولات التدريبية؛ فاللاعبة "هيلدا" صاحبة المركز الثالث جمهورياً بالفئة العمرية عشر سنوات، تفوقت بأول مشاركة لها عام 2017 وبمنافسة قوية كان التحدي عنوانها، وهنا قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 شباط 2017: «لعبة الشطرنج بالنسبة لي حالة أهرب من خلالها نحو الصفاء العقلي، حيث ينحصر كل تفكيري خلال الجولة بماذا سيحدث عند تحريك أي حجر من حجارة رقعتي؛ وهذا يجعلني أنتهي من حالات الضغط اليومي للدراسة وأبقي تركيز ذهني عالياً، وهذه الحالة ليست عادية أو عابرة، وإنما تختلف تماماً عما هو معروف بالنسبة لبقية زملائي اللاعبين، حيث يتعبهم هذا التركيز، ويزيد من ضغطهم».

الفئات العمرية الصغيرة هي جوهر تأسيس كل الفرق الرياضية الناجحة، وأنا كمدرب أعمل بكل جدية على هذا الأمر، وعملي هذا أثمر باستحواذ أحد اللاعبين الصغار على بطولة الرجال

وتتابع: «يمكني أن أشعر بحالة فطرية تجمعني وأسرتي في حبّ هذه اللعبة، وجميع زملائي في المدرسة يشيرون إلى أنني من "آل وسوف" المتميزين بلعبة الشطرنج؛ أي إننا غدونا عائلة كأنها تتفوق بهذه اللعبة».

الكابتن ثابت وسوف

أما اللاعبة "آنا"، فتربعت أيضاً بتميز على المركز الأول في بطولة الجمهورية لعام 2017، وتقول: «لم أخسر أي جولة خضتها ضمن بطولة الجمهورية للعام الحالي، بل فزت وبقوة بفارق عدد نقاط مميز على زميلتي صاحبة المركز الثاني؛ وهذا لأنني أحب هذه اللعبة كثيراً، ولا أمل منها مهما طالت مراحل وعدد الجولات فيها، أو حتى خلال التدريب، وأظنّ أنّ هذا سرّ فطري أتميز به عن بقية أقراني الذين أراهم يملّون بسرعة خلال اللعب».

وتضيف: «تعجبني حالة التحدي التي تفرضها هذه اللعبة بين الخصمين على الرقعة الواحدة، وتدفعني إلى جمع كل قواي وتركيزي لتحقيق حالة التحدي وزيادتها، فأصل إلى مرحلة الفوز الذي أنشده».

اللاعبة رزان

وفي لقاء مع الكابتن "ثابت وسوف" بطل المحافظة في لعبة الشطرنج، ووالد "هيلدا وآنا"، قال عن سرّ تميز عائلته بهذه اللعبة: «قدم علاقتي بلعبة الشطرنج كقدم سنوات عمري؛ مع أن البيئة الاجتماعية لم تكن لمصلحتي يوماً، فالعلاقة فطرية باعتقادي؛ وهذا مكّنني - مع قلة التدريب والعناية في الصغر - من الحصول على الريادة الطليعية على مستوى القطر، وبطولة شباب "اللاذقية" خلال المرحلة الجامعية، وغيرهما، إلى أن أصبحت مدرباً متخصصاً بها في الاتحاد الرياضي، فرع "طرطوس"، لكن التميز الأكبر حين حصلت على بطولة المحافظة بسبع نقاط خلال سبع جولات؛ بمشاركة منافسين مخضرمين لهم باعهم الطويل في اللعبة، وذلك في الربع الأخير من عام 2016، حيث تبعها فوزي ببطولة المحافظة لعام 2017 منذ عدة أيام بست نقاط ونصف من سبع، وبمشاركة اثنين وأربعين لاعباً».

ويتابع: «ما حققته لم يكن ثمرة أيام فقط، وإنما ثمرة قراءة ومطالعة طويلة استمرت لعشر سنوات تقريباً، حيث تابعت عبر الإنترنت برامج ولاعبين كثر لأكتسب الخبرة والتمرس؛ وهذا انعكس على ابنتيّ، وزاد ارتباطهما الفطري باللعبة إلى حدّ العشق والممارسة اليومية لها؛ وهو ما مكنهما من تحقيق إنجازات متميزة مقارنة مع عمرهما الصغير».

الكابتن ثابت مع ابنتيه هيلدا وآنا

الكابتن "ثابت" خريج كلية الرياضة، ويعمل على تأسيس فريق المحافظة انطلاقاً من تأسيس الفئات العمرية، لأنه يؤمن بأهمية البناء المتين من القواعد السليمة، وأضاف: «الفئات العمرية الصغيرة هي جوهر تأسيس كل الفرق الرياضية الناجحة، وأنا كمدرب أعمل بكل جدية على هذا الأمر، وعملي هذا أثمر باستحواذ أحد اللاعبين الصغار على بطولة الرجال».

لاعبة الشطرنج "رزان أحمد" أكدت أن هذه العائلة متميزة بما قدمته في مجال اللعبة على مستوى المحافظة والجمهورية، واللافت تميز الفتاتين مع أنهما صغيرتان؛ وهذا ينطبق على الكابتن "ثابت" أيضاً.