تمتع "أحمد الضائع" بمهارات رياضية خاصة تفوّق بها على أقرانه من اللاعبين، فبات يلعب مع فئات رياضية تكبره عمراً، فتأهل إلى الاحتراف المبكّر ليغدو اللاعب والمدرّب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 آذار 2016، الكابتن الرياضي "أحمد محمد الضائع"؛ ليحدثنا عن بداياته الكروية كحارس مرمى، ويقول: «بدأت ممارسة الرياضة عام 1973 ضمن نادي "بانياس الرياضي" في فئة الأشبال، كحارس مرمى، وبعدها انتقلت إلى فئة الناشئين، ومن ثم الشباب فالرجال، وكانت مراحل الانتقال سهلة وبسيطة وسريعة ضمن الفئات الرياضية؛ لأنني أمتلك طاقات كروية هائلة مكّنتني من دخول الدوري المركزي في الفريق، حيث كنت ألعب ضمن فئة الرجال مع أنني ما زلت ضمن تصنيف فئة الشباب، وهذا أمر غير اعتيادي أو روتيني، وإنما ناتج عن عشق للمستديرة التي سحرتني منذ صغري.

ساهم بتأسيس قواعد رياضية مميزة في المدينة عبر التركيز على الناشئين، وهذا انعكس على تأسيس سليم لفريق النادي، وقد تميز أيضاً بتعامله الجدي والصعب في الأوقات الحاسمة، ناهيك عن تاريخه الرياضي الحافل كلاعب

في عام 1978 صعد فريق الشباب إلى الدرجة الثانية نتيجة محافظتي على مرماي، وحمايته من الأهداف القاتلة لتحقيق الفوز، وهذا الصعود منحني خبرات وإمكانات كبيرة، فاستفدت من تجارب الحراس الأكبر مني سناً وعمراً رياضياً، وكان لتدرجي في اللعب ودخولي عام 1985 "نادي جبلة" دور كبير أيضاً في اكتساب الخبرات القيمة بالنسبة لي، حيث لعبت معه موسمين متتاليين، وأحرزنا في الموسم الأول وصيف بطل الدوري، وفي الموسم الثاني بطل الدوري.

الكابتن زياد قسام

فحارس المرمى هو سبب الخسارة أو الفوز للفريق، مهما بلغت إمكانياته ومهاراته الرياضية، وحينها كنت الوحيد من مدينة "بانياس" الذي يلعب في نادٍ خارج المدينة كنادي "جبلة" العريق، ومن ثم يحترف اللعب».

ويتابع: «شاركت عام 1985 ببطولة الأندية العربية التي أقيمت في "قطر" ضمن نادي "جبلة"، وحين افتتح نادي "مصفاة بانياس" قررت أن أدخل بين صفوف لاعبيه وأشاركهم ما اكتسبته من مهارات كلاعب، وأقدّم لهم الخبرات كمدرّب لكوادره في الوقت الحالي».

الكابتن أحمد في حراسة المرمى

لقب الكابتن "أحمد" لبراعته ومهاراته التي اختصها لنفسه باسم الحارس الألماني الكبير "هارالد شوماخر"* الذي ذاع صيته لسنوات في مجال كرة القدم، ويضيف: «من أهم ميزات حارس المرمى الجيد؛ الجرأة بالاندفاع للخروج من المرمى والانطلاق نحو الكرة، حيث تكون هذه الجرأة محسوبة بدقة متناهية منعاً لأي خطأ، وهذا الأمر دفع الكثيرين من الأصدقاء والمختصين الرياضيين بتسميتي "شوماخر" نسبةً إلى الحارس الألماني الذي تميز بهذه الصفات، إضافة إلى المثابرة والمتابعة في التعلم من الدوريات والمباريات الودية».

مرحلة تطور مرّ بها الكابتن "أحمد" وصلت به إلى التدريب واكتشاف المواهب، ويقول: «في كل يوم لدي ساعة جري على الكورنيش البحري لمدينتي التي أرى فيها مواهب كثيرة مغمورة، وهو الدافع الأساسي للاحتراف والتدريب، واكتشاف المواهب الإبداعية من بين اللاعبين الكثر، وهنا يمكن التأكيد أن أربعاً وعشرين دورة تدريب احترافية اتبعتها للتمكن من مهمتي في اكتشاف المواهب وتدريبها وفق مستويات عالية، حيث كنت في أول دورة تدريب عالية المستوى عبر المدرّب الألماني "أراني سترودر" أقامها في "سورية"، ونتيجة ذلك وبالتوازي مع دورات أخرى اعتمدت في عام 1993 من اللجنة الأولمبية الدولية، وفي عام 2001 من الاتحاد الآسيوي كمدرّب احترافي».

الكابتن أحمد الضائع

الخبرات التي صقلها الكابتن "أحمد" فعلت فعلها مرات عدة في "نادي بانياس"؛ حيث صعد به مرتين من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية، كما أهتم بتأسيس القواعد فيه، ويقول: «أوليت تدريب الناشئين اهتماماً كبيراً في كل نادٍ عملت على تدريب كوادره، لإيماني بأنهم قواعد قوية وأساسية يرتكز عليها النادي بوجه عام، ففي نادي "مصفاة بانياس" كان لتأسيس الناشئين نتائج جيدة، أهمها مشاركة خمسة أشبال كلاعبين أساسيين في فريق الرجال وفقاً للمهارة والخبرة التي قدموها».

وعن أبرز المواقف التي صادفها خلال مسيرته الرياضية وما زالت عالقة في ذهنه، يقول: «في عام 1983 انتقلت إلى منتخب "شباب سورية" وعسكرنا في "دمشق" ولعبنا مع منتخب "شباب الصين"، وكانت النتيجة هدفاً مقابل لا شيء لفريقنا، وفي الدقيقة 91 أعلن الحكم عن ضربة جزاء لمنتخب "الصين"؛ وهذا من شأنه قلب مجريات المباراة، وكانت الضربة قوية وصعبة، لكني تمكنت منها وحافظت على مرماي نظيفاً من الأهداف، والطامة الكبرى أنني استبعدت فيما بعد من الفريق».

وفي لقاء مع الكابتن "زياد قسام" المدرّب والحكم الرياضي، أكد أن خبرات الكابتن "أحمد الضائع" كبيرة وتحتاج إلى حالات توظيف مثلى، فمن غير المعقول أن تندثر مع اعتزال صاحبها، ويضيف: «لقد كان للكابتن "أحمد" بصمات جميلة ورائعة في المجال الرياضي على مستوى المدينة والأندية التي لعب معها ودربها، وقد ساهم بنقل نادي "بانياس" ونادي "مصفاة بانياس" إلى مستويات جيدة بعد أن تولى أمور التدريب فيهما؛ وهذا انعكس على الحركة الرياضية في المدينة».

أما الكابتن "كرم بياسي" مدرّب في نادي "بلدية بانياس"، فأكد أن بصمة الكابتن "أحمد" المميزة تتجلى في الصعود بنادي "بانياس الرياضي" إلى الدرجة الثانية مرتين، ويضيف: «ساهم بتأسيس قواعد رياضية مميزة في المدينة عبر التركيز على الناشئين، وهذا انعكس على تأسيس سليم لفريق النادي، وقد تميز أيضاً بتعامله الجدي والصعب في الأوقات الحاسمة، ناهيك عن تاريخه الرياضي الحافل كلاعب».

  • يقال إنه من نفس عائلة "مايكل شوماخر" بطل الفورملا