على الرغم من صغر سنه إلا أنه استطاع أن يثبت نفسه من خلال مشاركاته الدولية أمام مخضرمي لعبة الكاراتيه، فكان ندّاً فذّاً حقق العديد من البطولات.. خشى منه منافسوه على البساط، لما يملكه من تشريح بنيوي مؤهل وشغف كبير بالمراتب العالمية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 كانون الثاني 2016، اللاعب "هيثم الضابط" بطل الجمهورية لثلاث سنوات عن وزن ناقص ثلاثة وستين، حيث أكد بداية أن لسانه عجز عن شكر من وقف إلى جانبه وخاصة مدربه وبعض اللاعبين؛ ومنهم اللاعب "خليل سلمان"، و"ديانا محمد"، وآخرون، لكنه قدم شكره بالبطولات التي حققها -بحسب تعبيره- ويقول: «آخر بطولة رياضية شاركت بها في "تايلاند" ضمن المنتخب الوطني، كانت عربون شكر ومحبة للكابتن الرياضي الذي رعاني وقدم لي ما لديه من خبرة، ورفاقي الذين شجعوني ومنحوني الثقة كالكابتن "زياد سعود" و"علي أحمد"، حيث أشركني بمعسكر صيفي لمدة ثلاثة أشهر ضمن "نادي الجلاء" في محافظة "دمشق"، وهذا منحني خبرة وأداء متقدماً نتيجة الاحتكاك مع خبرات جديدة، واطلعت على معارف متنوعة ومنها الجديد في لعبة الكاراتيه».

التزامه بالتدريب دفعني إلى تقديم أمور يجب أن تكون موكلة إليّ بالعموم كمدرب، وهي التخطيط على البساط لتقديم الحركات، وكيف يمكنه إدارة اللعبة ليكون سيد البساط

ويتابع: «لكن مشاركتنا لم تتكلل بأي مركز نتيجة الوضع الراهن الذي أرخى بظلاله على وجودنا كسوريين، ناهيك عن صعوبات التنقل للوصول إلى "تايلاند"، إضافة إلى الظلم في التحكيم الذي لم يحتسب لي الكثير من النقاط بحجج واهية وغير صحيحة أو منطقية، وهذا ينطبق على مشاركة زميليّ في اللعبة؛ وهما "فادي قرا فلاح" وأخته "مايا".

الكابتن محمود درغلي

وقد كانت خسارتي أمام لاعب من "الفلبين" كنت محققاً تسع نقاط أمامه، لكنها لم تحتسب، حيث كانت النتيجة النهائية (واحد صفر) لمصلحته، وهنا أؤكد أن مجرد مشاركتنا هناك تعد إنجازاً رياضياً، وهذا أيضاً بالنسبة لمشاركتي في "إسبانيا" عام 2013 وهي المشاركة الأولى لي كبطولة العالم، وهي تعد من أقوى بطولات العالم بالكاراتيه، حيث كان اللافت بالأمر في هذه البطولة محاولة عدة مدربين أجانب صك عقود معي للالتحاق بأنديتهم وفق عقود مالية مغرية، لكنني رفضت الأمر بالمطلق شكراً وامتناناً لمن منحني كل شيء؛ وهما وطني ومدربي الرياضي وأصدقائي، وهذا كان نتيجة ما قدمته من مهارات وقدرات جذبتهم، فأيقنوا ما أملكه من مهارات عالية».

وعلى صعيد البطولات الرياضية الداخلية يقول: «لقد حققت ثلاث بطولات على مستوى الجمهورية عن وزن ناقص ثلاثة وستين، وكانت متتالية نتيجة الرعاية من المدرب "محمود"، حيث خصص لي الكثير من وقته وباستمرار، وبناءً عليه حقق أول بطولة محافظة عام 2010 وحصلت فيها على المركز الثاني، وفي المشاركة الثانية حققت المركز الأول على الرغم من المنافسة القوية من لاعبين مخضرمين في اللعبة، وبعدها انتقلت إلى بطولة الجمهورية وحققت المركز الأول من أول مشاركة، وتتالت المشاركات وتحقيق المراكز الأولى على مستوى الجمهورية عن مشاركتي ضمن "نادي السودا"».

اللاعب هيثم خلال التدريب

وعن المقومات الرياضية التي امتلكها كركيزة للتنمية والتبني يقول: «السرعة في تقديم الحركة والضربات القاضية أو الرابحة أساسية لدي، إضافة إلى القوة الانفجارية التي اختصصت بها وأتقنتها جيداً، وأفضل حركة أتقنها هي "الأورامواشي" بالقدم ويحتسب لها ثلاث نقاط، كما لدي حركة "الكيزامي" باليدين ويحتسب لها نقطة واحدة».

وعن البدايات يقول: «كانت من الصف السادس، حيث كنت أهوى متابعة الرياضة، وهنا تدخل والدي في لفت انتباهي إلى لعبة الكاراتيه وشجعني على ذلك مدربي الحالي الكابتن "محمود درغلي"، الذي تمكن من صقل قدراتي ومنحني مهارات قوية في اللعبة، وخلق لنا أجواء مرحة جاذبة للتدريب».

خلال مشاركته بإحدى البطولات الدولية

ويتابع: «تمكن "هيثم" من عملية التنظيم بين الرياضة والتعلم، ففي الشهادة الإعدادية مثلاً حصل على 280 درجة من أصل 310 درجات، مع أنه انشغل مدة طويلة خلال السنة الدراسية بالتدريب والمشاركة في بطولة "إسبانيا"، حيث كان اتخاذ ذلك القرار صعباً جداً ومغامرة في هذه الظروف».

وفي لقاء مع الكابتن "محمود درغلي" مدرب اللاعب "هيثم الضابط" يقول: «أفخر بأنني ممن اكتشفوا قدرات ومهارات اللاعب "هيثم" من مشاهدتي له للمرة الأولى في المسبح صيف 2010، وهذا كان من خلال نظرتي السريعة إلى خامته وتشريحه البنيوي وبعض التفاصيل "المرفولوجية"، وهي تفاصيل يمكن العمل عليها مستقبلاً والاعتماد على تنميتها لتكون قوة جامحة خلال التدريب ثم اللعبة على البساط.

اللاعب "هيثم" يمتلك طولاً مناسباً ووزناً جيداً ورشاقة محفزة للعمل عليها، إضافة إلى أن التشريح الوظيفي لعضلاته جيد جداً وظاهر، ومنها عضلات القدمين مثلاً، وأنا كمدرب وجدت فيه متابعاً وملتزماً بالتدريب المستمر، وهذا بحدّ ذاته كان حافزاً لي للمواظبة على تدريبه وتقديم كل المهارات له بما يتناسب ومراحل التدريب وقدراته المتطورة باستمرار، وهنا لا يفوتنا الدور الإيجابي والمحفز للأسرة».

ويتابع: «التزامه بالتدريب دفعني إلى تقديم أمور يجب أن تكون موكلة إليّ بالعموم كمدرب، وهي التخطيط على البساط لتقديم الحركات، وكيف يمكنه إدارة اللعبة ليكون سيد البساط».

يذكر أن اللاعب "هيثم الضابط" من مواليد "طرطوس"، عام 1999.