اكتسبت من بيئتها الجبلية القوة، وحوّلت الانتقادات التي تلقتها إلى حافز للتفوق، وعلى مدار ثلاث سنوات متتالية حققت لاعبة الكاراتيه "إباء إبراهيم" بطولة الجمهورية، متفوقة على قريناتها بزمن قياسي.

من قرية "تناخة" التابعة لمدينة "القدموس" ومن رحم الطبيعة الجبلية اكتسبت "إباء إبراهيم" قوتها الجسدية التي ساعدتها في تحمل ظروف اللعب الصعبة، وتفوقت فيها، وهنا قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 تشرين الثاني 2015: «أنتمي إلى أسرة رياضية، فشقيقي كان بطلاً في الكاراتيه؛ الأمر الذي عرفني بها منذ البداية، وكان أساس التعلق بحركاتها التي أبهرتني منذ اللحظة الأولى التي رأيت أخي يتمرن عليها، وربما كان هذا لأنها صعبة، فمن طباعي أهوى الأمور الصعبة، فهي تشعرني بالتحدي، إضافة إلى أن لوالدتي الدور الكبير في حياتي الرياضية والبطولات التي أحرزتها، لأنها كانت دائماً إلى جانبي، كما أن المناخ الجبلي الذي ترعرعت فيه أكسبني الكثير من المقومات الجيدة التي تحتاج إليها لعبة الكاراتيه، وأهمها قدرة التحمل، ثم توظيفها لكسر عامل الزمن، ثم تسجيل النقاط في أقل زمن ممكن؛ وهو ما وفّر المناخ المناسب لتحقيق الفوز الساحق ضمن أعتى المباريات».

"إباء" لاعبة سريعة الحركة وقوية التركيز ومحبة لما تقوم به، ومجمل هذه المقومات منحتها بطولة الجمهورية لمرات متتالية، وهذا حدث مميز استحقت عليه التكريم

الطبيعة المجتمعية ضمن الأجواء الريفية الجبلية التي عاشت بها "إباء" لم تكن في يوم من الأيام عائقاً أمامها، بل على العكس كانت المشجع والمحفز، وهنا قالت: «بدأت اللعب والتمرّن على لعبة الكاراتيه منذ ست سنوات، ضمن بيئتي المجتمعية التي كانت محفزة لي بطريقة غير مباشرة، حيث إن بعضهم قالوا لي إنها لعبة ذكورية، وحينها أذكر أن ردي كان شفافاً ومقنعاً لهم وبمضمونه قلت: "كي أدافع عن نفسي في الشدائد"، وحينها لم أكن أدرك معنى هذه الكلمات وإلا لما نطقت بها، لأن الرياضة ليست كذلك وإنما هي موهبة وحب لتأسيس شيء يمتلك الإنسان مقوماته، ناهيك عن تشجيع الأهل والأقارب، وخاصة بعد تحقيقي إنجازات على مستوى المحافظة وترشحي لبطولة الجمهورية التي حققتها لثلاث سنوات متتالية وبقوة وإصرار؛ وهو ما رفع مستوى الفخر بيني وبين أبناء قريتي وأسرتي».

خلال تكريم البطلة إباء في ثقافي القدموس

وعما ساعدها في تحقيق البطولات على مستوى الجمهورية، قالت: «الشخصية والإرادة هما الأساس في لعبة الأيدي الفارغة، ومن بعدها تأتي أهمية المشاركات والاحتكاكات الرياضية في زيادة المعارف والخبرات وكسر بعض الحواجز وخاصة بالنسبة للإناث، وهذا تحقق بالمعسكرات المغلقة والمشاركات المتعددة مع خبرات لها وزنها في اللعبة، ففي السنوات الأخيرة انتشرت هذه الرياضة بين الإناث، وتمكنت خلالها من تحقيق مراكز متقدمة إن لم أُقل متفوقة».

وتتابع: «بالنسبة لي أمتلك الكثير من المقومات الخاصة بهذه اللعبة، ومنها عامل الطول مثلاً واللياقة البدنية وحب اللعبة، وكان للمدربين دور كبير في توظيف هذه المقومات بما يخدم اللعبة وبلورتها لتكون فاعلة في الميدان، وهذا لم يكن ليحدث لولا إرادتي تجاه تحقيق شيء جيد في اللعبة، وأقول هذا لأن بعض المدربين ينسبون فوز اللاعبين إليهم وكأن اللاعب مجرد دمية فقط».

الشهادات الرياضية

وفي اتصال هاتفي مع مدربها "أحمد شبيب" قال: «كنت على الدوام مشجعاً لها، لأنني أرى فيها مهارات وقدرات كبيرة، بدليل بطولة الجمهورية التي حققتها ثلاث مرات وبزمن جيد، كما أنها تمتلك الكثير من المقومات الرياضية الخاصة بلعبة الكاراتيه كالجرأة والتحدي بمختلف ظروف اللعب، وبناءً على هذا أشجعها على التمرين واللعب المستمر حتى في المنزل، لتبقى محافظة على لياقتها ومطورة لمهاراتها، لربما تحقق ما تتمناه وهو المشاركة ببطولة خارج "سورية" لتكون صورة واضحة عن الرياضة الأنثوية السورية وأين وصلت، علماً أنني مقتنع كمختص رياضي بأنها قادرة على تحقيق مركز متقدم ببطولة عالمية».

كرمت البطلة "إباء" على مستوى مدينتها "القدموس" مجتمعياً، ضمن حفل تكريم المتميزين، الذي نظمه مجلس المدينة بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في المدينة، وهنا قال المهندس "أحمد أبو حسون" رئيس مجلس مدينة "القدموس": «نحن إذ نكرم الأبطال أمثال "إباء" في المدينة، نهدف إلى الإشارة إلى التميز الذي حققته، فهي لاعبة قوية البنية مجدة فيما تهوى رياضياً، وهذا حق علينا كمجتمع أهلي ورسمي، لأنها أصبحت قدوة نشطت من بعدها الرياضة الأنثوية، وحفزت قريناتها على تنمية مهاراتهن وميولهن الرياضية، وهذا منعكس جيد تجاه استثمار الطاقات الشابة».

لاعبة الكاراتيه إباء إبراهيم تتوسط والديها

ويتابع: «"إباء" لاعبة سريعة الحركة وقوية التركيز ومحبة لما تقوم به، ومجمل هذه المقومات منحتها بطولة الجمهورية لمرات متتالية، وهذا حدث مميز استحقت عليه التكريم».

يذكر أن اللاعبة "إباء إبراهيم" من مواليد عام 1998، قرية "التناخة" - ريف مدينة "القدموس".