كانت المصادفة بداية لتأسيس أسرة "عازار حمود" الرياضية، لكن توفر المقومات الجسدية والعوامل الاجتماعية إلى جانب الاستفادة من التوجيهات، كانت العامل الرئيس في تكوين أسرة كاملة من لاعبي كرة السلة المميزين.

كما أن التفوق والإنجازات الرياضية دفع مدونة وطن "eSyria" للقاء هذه الأسرة الرياضية، وذلك بتاريخ 14 تشرين الثاني 2015، والبداية كانت مع الكابتن "عازار حمود" رب الأسرة، حيث يقول: «أسرتي مؤلفة من خمسة أفراد شابان وفتاة في مقتبل العمر وزوجتي وأنا، وجميعنا لاعبي كرة سلة، حيث بدأنا في البداية كهواية، ثم أصبحت مهارة وشبه احتراف، حيث كانت البداية مع "رنا وسوف" قبل أن تصبح زوجتي، عندما تدربت ضمن فريقي وبإشرافي، ووجدت فيها مهارات ومقومات لم أجدها في أي لاعبة في تلك الفترة، وبمزيد من الاختبارات والتصفيات والمشاركة بالبطولات على مستوى المحافظة ثم الجمهورية كانت أول لاعبة من "طرطوس" تشارك في منتخب الجمهورية، وتبعتها في ذات الفترة لاعبة أخرى اسمها "ابتسام صالح"، وبعدها فعل القدر فعله وأصبحت زوجتي، وبدأت التدريب إلى جانبي وضمن أندية متعددة.

حالياً أدرس معهد رياضي، بهدف اكتساب الخبرة الأكاديمية وأصول التدريب واللعب، حتى أتمكن من تحقيق تفوق على هذا الصعيد

وبالنسبة لي وبعد تحصيلي العلمي في كلية الرياضة، عملت كمدرّس تربية رياضية في عدد من المدارس، وأسست لكرة السلة في "نادي الساحل" عام 1990 للسيدات، وتمكنّا حينها من تصدر الدرجة الأولى على مستوى الجمهورية خلال مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز الأربع سنوات، وهذا كان حافزاً للمتابعة في تأسيس فرق وأندية على صعيد المحافظة من قبلي ومن قبل أقراني المدربين».

الكابتن عازار وابنته نتلي

ويتابع الكابتن "عازار" على صعيد بقية أفراد الأسرة الرياضية: «أبنائي تمرسوا على حب كرة السلة نتيجة الفطرية التي امتلكوها؛ أي إن الجينات والمورثات تجاه هذا الأمر توفرت وبقي عليّ صقلها وتأطيرها، لمعرفة إمكانية مناسبتها لهذه اللعبة أم لا، فكانت النتائج الأولية جيدة جداً، فالشابان من الأوائل في البطولات المدرسية على مستوى المحافظة، وهذا تحقق بالمتابعة منهما ورغبتهما بتحقيق تفوق في هذا المجال، وأعتقد أن وجودي كمدرب ووجود والدتهم كمدربة ولاعبة موهوبة كان له المنعكس الإيجابي التحفيزي تجاه مواكبة هذا المستوى».

الابن الأكبر "إلياس حمود" كانت له قصة انطلاقة جميلة مع كرة السلة، وعنها يقول: «عندما كنت أشاهد والدي يدرب الفتية والشباب خلال مرافقتي المستمرة له إلى النادي، كنت أشعر بالحماسة تجاه هذه الكرة، وحفظت العديد من قواعد وأصول اللعب وبعض الحركات الهوائية، فطلبت منه إشراكي بالتدريب بعد أن يختبرني، وفعلاً تم الأمر وتفاجأ بطريقة لعبي، فأدرك حينها أن مرافقتي له أكسبتني المهارات الأولى التي خولتني للخوض في غمار كرة السلة، التي أرى من خلالها المستقبل».

الكابتن رنا وسوف وابنها إلياس حمود

ويضيف: «حالياً أدرس معهد رياضي، بهدف اكتساب الخبرة الأكاديمية وأصول التدريب واللعب، حتى أتمكن من تحقيق تفوق على هذا الصعيد».

وبالعودة إلى الكابتن "عازار" أكد أن اللاعب "إلياس" يمتلك قدرة توازن جيدة مع الكرة، إضافة إلى قدرة ذكاء مناسبة تؤهله ليكون لاعب كرة سلة جيداً، وهذان الأمران مهمان بالنسبة لهذه اللعبة ولاعبها، وهما أمران أهلاّه ليكون مدرباً جيداً يؤهل الكوادر الرياضية.

"دانيال حمود" وعلى الرغم من عمله الحر المنفصل تماماً عن الرياضة، إلا أنه -وبحسب رأي الكابتن "عازار"- لعب كرة القدم مدة وتوجه بعدها إلى كرة السلة؛ ليكون لاعباً جيداً ومتمكناً لكن حسب ظروف عمله، وهذا ما جعله مبتعداً قليلاً في هذه الفترة.

أما اللاعبة "نتلي حمود" ذات الأعوام الثلاثة عشر تقول: «ألعب ضمن الفريق بترتيب رقم اثنان؛ أي جناح أيمن، وأمتلك مهارة السلم الصعبة منذ كنت في الخامسة من عمري، ومن يلعب كرة السلة يدرك أهمية وصعوبة هذه المهارة، وأعتقد أن الفضل لوالدي في امتلاكي هذه المهارة، إضافة إلى توجيهاته المهمة تجاه الاحتماء من الإصابات الرياضية، التي حمتني بنسبة 95%؛ حيث كنت أقوم بالكثير من عمليات الإحماء الجيدة والتهيئة المناسبة للعضلات والمفاصل لتلقي الجهد والضغط».

وفي لقاء مع اللاعبة وربة الأسرة "رنا وسوف" تقول: «أهتمّ بالتغذية الجيدة لأسرتي لكونها رياضية ويجب أن تكون ذات قوام جيد ولياقة عالية، وهذا واجبي كربة أسرة، وأدركت هذا الواجب بقواعده وأسسه المنهجية لأنني لاعبة ومدربة، فأحضر لعائلتي الكثير من وجبات الخضار والفواكه باستمرار، علماً أنني لم أتدخل في خياراتهم الرياضية بل تركت لهم حرية الاختيار ليكونوا مسؤولين عن ذلك، وهذا برأيي يعزز فيهم استقلال الشخصية، وهو ما هدفت إليه وحققته، حيث يتمتعون حالياً بشخصيات قوية».

وتضيف: «أما على صعيد اللعبة فقد كان المدرب "عازار" قبل أن يصبح زوجي مدرباً ناجحاً مهتماً بمن يمتلكون الموهبة والمقومات؛ وهذا مكنني من أن أكون أول لاعبة من "طرطوس" تشارك في المنتخب الوطني، علماً أن بداياتي مع الرياضة كانت بألعاب القوى التي شاركت فيها كعدّاءة بعمر سبع سنوات، وحصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية لمسافة 400 متر، ثم انتقلت إلى لعبة كرة اليد وبعدها إلى الريشة؛ التي حصلت فيها على المركز الثاني على مستوى الجمهورية».