امتلك الطول المناسب والرشاقة الجيدة الناتجة عن التمرين المستمر، واستحوذ على مهارات دفاعية عديدة فلقب باسم "كويمن" المدافع العالمي، وتكلل احترافه بتدريب وتنشئة الكوادر من الفئات العمرية الصغيرة.

الكابتن "محمد مصطفى" المدافع بمهاراته وعشقه لتوصيفه الكروي ضمن فريقه بنادي "الشيخ سعد" في محافظة "طرطوس"، وهي مرحلة حفرت بذاكرته الكثير من الأحداث، يقول لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 آب 2015: «بدأت بنادي "الشيخ سعد الرياضي" وتدرجت بمختلف فئاته حتى وصلت إلى فريق الرجال، وخلال هذه المرحلة كنت المدافع الجيد للفريق الذي حمى شباكه من أغلب الأهداف المحققة، ونتيجة ذلك دخلت ضمن "نادي عمال طرطوس" وكان ذلك عام 1994، وشاركت حينها في بطولة "عمال سورية" التي أقيمت في محافظة "حلب" بملعب السابع من نيسان، وأحرزنا حينها المركز الثالث، وكان لدفاعي دور كبير في هذا الإنجاز الرياضي، وبعدها عدت إلى "نادي الساحل" ولعبت لعامين متواليين، ومررنا بمراحل تأهلنا فيها من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية، وحينها لقبت باسم المدافع الهولندي العالمي "كويمن" الذي عرف بجدارته ومهاراته الدفاعية.

ما زرعته منذ خمسة عشر عاماً حصدته من حوالي أربعة أشهر تقريباً، من خلال الأبطال طلاب المدارس ضمن بطولة المدارس الذين تمكنا بهم من التربع على عرش المركز الأول في البطولة

وكنت ميالاً جداً لتوصيف المدافع، وهو ما دفعني لأكون ضمن تشكيلة الفريق ضمن خط الدفاع بوجه دائم، فاعتدت قواعد ومهارات المدافع، وما ساعدني بذلك مهارات الدفاع التي امتلكتها وعاملا الرشاقة والطول الجيد اللذان مكناني من اللعب الجيد في الهواء».

فريق دوير الشيخ سعد

ويتابع: «خلال إحدى المباريات تعرضت لإصابة في القدم منعتني من متابعة اللعب فتفرغت للعمل التدريبي في النادي، وكنت في البداية مساعد مدرب وإداري فئات عمرية، ومحبتي للرياضة دفعتني إلى تقديم كل مهاراتي وطاقاتي في المجال الإداري والتدريبي».

عمل "محمد" على تأسيس قواعد رياضية للفريق لفكرة خاصة امتلكها، ويقول: «محيطي هو الدافع لاعتناقي لعبة كرة القدم، وهذا كان دافعاً في النهاية لمحاولة تقديم لعبة ضمن قواعد وأسس تبدأ بالأطفال، وهو الأمر الذي جعلنا -كنادٍ- متميزين بالفئات العمرية على مستوى ريف المحافظة، فمن خلال عملي كمدرب قدمت كل ما حصلت عليه من مهارات وقدرات وخطط بأسلوب منطقي ومدروس للأطفال، فتفوقنا بهم على مستوى الريف، وتقدمنا على مستوى المدينة إلى مراكز جيدة جداً.

الكابتن محمد مصطفى

كنت أركز على العامل النفسي لدى اللاعب الصغير عمرياً، وهو ما أعدّه من أسس نجاحي كمدرب، فكنت أسعى إلى بناء علاقة اجتماعية جميلة مع اللاعبين الأطفال، لأحصل على ثقتهم فيتحدثون لي عن كل ما يؤرقهم أو يسعدهم، وكذلك أنا بادلتهم ذات الثقة؛ وهو ما جعل علاقتنا مميزة تحتمل مختلف الضغوط والصعوبة في التمرين وتلقي المعلومة».

ويضيف: «الطفل في بداية التدريب يكون شغوفاً بامتلاك الكرة والاستحواذ عليها طوال مدة التدريب، ومن أسس التدريب الذي اتبعته "استلام الكرة وتسليمها مباشرة وفق الظروف"، وعندما أدرك الطفل هذه الفكرة، بدأت مهاراته تظهر لتمرير الكرات وإيصالها بالطرائق الصحيحة والسليمة ليتسلمها مرة أخرى في ظرف آخر».

مرحلة الحصاد هي من أهم المراحل التي ينتظرها المدرب بالعموم، يقول الكابتن "محمد": «ما زرعته منذ خمسة عشر عاماً حصدته من حوالي أربعة أشهر تقريباً، من خلال الأبطال طلاب المدارس ضمن بطولة المدارس الذين تمكنا بهم من التربع على عرش المركز الأول في البطولة».

أن تشارك النجاح الذي حققته البيئة المجتمعية المحيطة، هو إخلاص، وعن هذا يقول: «العمل الرياضي يعتمد على العلاقة الاجتماعية الجيدة مع الطفل، والعلاقات الشخصية مع البيئة المحيطة، وأهمها الصداقة، فكثيرون من أبناء قريتي ساعدوني ومدوا لي يد العون، سواء الدعم المادي والعيني أو الدعم النفسي والاجتماعي، وهذا انعكس على نجاحي في القواعد التي أتبعها في العمل.

كل عام أنظم دوري أحياء شعبية ضمن منطقة "الشيخ سعد" ومحيطها، لأننا القرية الوحيدة في "ريف طرطوس" التي تقيم الدوري مجاناً على أرض ملعبها، وكان لأهالي القرية اليد البيضاء في الدوري ومنهم مجلس البلدية.

فالتنظيم يحتاج إلى العلاقة الاجتماعية الجيدة مع الجميع والخبرة والقدرة على التعاطي مع الناس بإيجابية، وكذلك مع القيادات الرياضية في المحافظة، وهي مهارة تمتعت بها وأنجزها للسنة الرابعة على التوالي في تنظيم الدوري، وهذا يعني أهمية دوري الأحياء الشعبية في الحياة الرياضية، إضافة إلى متابعة كافة الخبرات بين المواهب، ومحاولة استقطاب الجيد والمناسب، أي إن عملية الاحتكاك بين الأندية الرياضية يجب أن تتابع من قبل المهتمين والمختصين لتبني المواهب، وهذا لا يحدث في المحافظة، على الرغم من دعوة مختلف الأندية للمتابعة».

وعن الجديد في المجال الرياضي يقول: «بتشاركية مع منظمة طلائع البعث ضمن الأنشطة اللا صفية أسسنا مركز التفوق الرياضي، لتدريب الفئات العمرية الصغيرة التي تعدّ اللبنة الأولى لعمل فريق النادي، وكنت أنا صاحب المبادرة.

إضافة إلى أنني مهتم حالياً بالعمل على إنشاء فريق كرة قدم أنثوي، وما شجعني على هذا المتابعة والتشجيع الأنثوي للفكرة بوجه عام».

وفي لقاء مع المدرسة "أمل العلي" معاونة مدير مدرسة "دوير الشيخ سعد" ومشرفة على الأنشطة اللا صفية ومركز التفوق الرياضي، تقول: «عمل الكابتن "محمد" على تنمية الإحساس الموجود داخل الطفل بالتربية الرياضية، وهذا حسّن مستوى كثيرين من الطلاب، كما حسّن العلاقة فيما بينهم، وساهم بتنظيم طاقات الأطفال بطريقة جميلة بعد أن كانت طاقات عشوائية، فمشاركته بمركز التفوق الرياضي بخبراته ومهاراته عمل مميز على مستوى الريف».