ابن بيئة ليست رياضية، حقق تميزه الرياضي بكرة القدم بما امتلكه من مهارات كروية وقدرات جسدية، فأرسى قواعد كرة القدم في مدينة "الشيخ بدر"، حتى تصدّر فريقه الدرجة الثالثة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 كانون الأول 2014، الكابتن "علي محمد سليمان" الملقب بـ"أحمد الأسير" نسبة لوالده الذي كان أسير حرب تشرين التحريرية لدى العدو الصهيوني، ليحدثنا عن انطلاقته الرياضية الكروية التي جاءت متأخرة، وهنا قال: «البيئة الاجتماعية لم تهوَ الكرة يوماً، وهذا شكل صعوبة بالتعاطي مع الآخرين من المحيط والعائلة لنشر ثقافة الوعي الكروية، ولكن تمكنت من تجاوزها وتحقيق ما كنت أنشده من ثقافة تجاه كرة القدم، خاصة أن هذه اللعبة لم يكن لها وجود في مدينة "الشيخ بدر" كلعبة رسمية ضمن النادي الرياضي الموجود في المدينة.

استمرار الفريق جاء من التركيز على المواهب الصغيرة وتدريبهم وتثقيفهم، ومن ثم تأسيس فريق أشبال يرفد الفريق الأساسي، ودوماً كان تركيزي على الثقافة الكروية، وهنا التحقت بالكثير من الدورات التخصصية عن طريق النادي التابع للاتحاد الرياضي، وبدأت بمدارس صيفية لحوالي 100 طفل

بداية اللعبة بكرة القدم كانت عبارة عن ألعاب فردية لفرق من الأحياء الشعبية أساسها الأطفال فقط، وهنا أذكر أنني حين كنت أتمرن بهذه اللعبة كان المحيطون بي يقولون لي: "أنت ذاهب لتلعب لعبة الأطفال الصغار"، ولكن هذا لم يمنعني من الاعتماد فيما بعد على هذه المجموعات الصغيرة، وجذب من يمتلك الموهبة لصقلها وتدريبها وتنسيبها للنادي الرسمي، علماً أني كنت في مرحلة تلقي كل شيء خاص بكرة القدم، لأني لم أخُض غمارها إلا في مرحلة الثانوية وضمن معهد الرسم الذي درسته، وهكذا أصبحت بالنسبة لي فائدة أدركها وخبرة أعلمها لمن استطعت استقطابهم لتكوين فريق رسمي.

الكابتن علي يتسلم كأس دوري الوفاء عن المركز الثاني

لا جرم، كان لشخصيتي وحضوري في مجتمعي دور كبير في تحقيق هذا الأمر، الذي أعتبره إنجازاً رياضياً على المستوى الرسمي لمدينة "الشيخ بدر"».

ويتابع الكابتن "علي": «في بداياتي الرياضية كنت أحب سباقات الجري، وأشارك في أغلبها وأحقق الفوز فيها، ما منحني قوة عضلية ولياقة بدنية كانت أساساً ارتكزت عليه في لعبة كرة القدم، حيث شاركت في دوري الأحياء الشعبية مع مختلف الأعمار الصغيرة ضمن الحارات وساحات المدارس بطلب من بعض الفرق، وهنا بدأت قدراتي تظهر وتعجب الآخرين فيطلبونني للمشاركة ضمن فرقهم على هذا الأساس، وخلال هذه المرحلة تمكنت من تطوير مواهبي بسرعة كبيرة لفتت نظر الجميع.

فريق الشيخ بدر

وهنا تمكنت من قراءة جميع المواهب والقدرات الرياضية للجميع، وأدركت أنها قدرات جيدة ولكنها تحتاج إلى تنمية وتثقيف رياضي جدي، لتكون مواهب واعدة في كرة المدينة، وهو الأمر الذي دفعني للبحث والتثقيف الذاتي في مهارات الكرة، وخطط الفرق وطريقة التنظيم والإدارة والتشكيل الفني المميز، ومن ثم استغليت ما توصلت إليه من ثقافة كروية لبلورة أفكار الزملاء بعد استقطابهم لفريقي الشخصي، وهذا ما شجع إدارة النادي الرياضي في المدينة لتبني الفريق بالكامل وتوصيفه كفريق المدينة».

لعبة كرة القدم لعبة جماعية في التشكيل والتنظيم والإدارة واللعب، وهذا أمر أدركه الكابتن "علي" لتحقيق حلمه في جمع لاعبين موهوبين ضمن فريق واحد، وهنا قال: «لا بد من بث روح الفريق من الخطوة الأولى لتكوينه، وهنا أقحمت جميع المحبين والمهتمين لكرة القدم في تكوين الثقافة الكروية، وبلورة المهارات والتكتيك الرياضي، وفعلاً تحقق ما أردته بهيكلية الفريق القادر على المواجهة في اللعب، وكانت بدايات اللعب مع فريق من مدينة "بانياس" هذه المدينة المخضرمة بكرة القدم، بمختلف نواحيها الثقافية والميدانية، وتكرار اللعب معه، منحنا فائدة مركبة تمكنا من تحقيقها دون أن يدرك هذا الفريق أننا نلعب معه لنستفيد من خبرته ومهارة لاعبيه.

الكابتن علي سليمان

إضافة إلى فائدة وجود وتوفر المقر الشخصي للفريق، للاجتماعات والتحضيرات المستمرة دون أي عائق من أحد، وتأمين اللباس الموحد بتبرع الأعضاء، الذي جذب الجميع لدعم الرفيق معنوياً».

ويضيف الكابتن "علي": «استمرار الفريق جاء من التركيز على المواهب الصغيرة وتدريبهم وتثقيفهم، ومن ثم تأسيس فريق أشبال يرفد الفريق الأساسي، ودوماً كان تركيزي على الثقافة الكروية، وهنا التحقت بالكثير من الدورات التخصصية عن طريق النادي التابع للاتحاد الرياضي، وبدأت بمدارس صيفية لحوالي 100 طفل».

التنقل ضمن ترتيبات التشكيل ضمن الفريق، كان لها أثر كبير في النجاح الرياضي الذي حققه الكابتن "علي"، وأوضح هذا بقوله: «لعبت ضمن فريقي في خط الدفاع، وكنت قلبه المدافع عن حماية الشباك وبقائها نظيفة، وبعدها انتقلت إلى الظهير الأيمن ومن ثم الجناح الأيمن، وتمكنت مما هو موكل إلي من مهام كروية من فتح اللعب وتوزيع الكرات ما بين اليسار والأمام، بحسب الحالة والحاجة، وبناءً عليه أصبحت جديراً بتغيير وقلب النتائج وفرق الأهداف بين فريقنا المنطلق نحو المجد والفرق الأخرى المتصدرة درجاتها الكروية الرسمية على مستوى المحافظة، فبات فريقنا درجة ثالثة في زمن قياسي.

وهنا أؤكد أني أدركت قيمة مواهبي وإمكاناتي الكروية، وحاولت توظيفها إلى أقصى ما أستطيع، ولم أتوقف هنا بل سعيت سعياً حثيثاً إلى تطويرها في كل لعبة كروية بما أستفيده من خبرات الآخرين في الفريق الخصم».

محبة الرياضة عموماً كانت حليفاً جيداً لقدرات الكابتن "علي" الكروية: «القوة البدنية المكتسبة من سباقات الجري التي كنت أشارك فيها في مرحلة الثانوية، والسرعة، كانت مفيدة لي في لياقتي العامة التي هي أساس في لعبة كرة القدم، إضافة إلى التنقل السريع في حال الدفاع، كما أن عامل الطول بالنسبة لي كان جيداً في دفاعي عن شباك الفريق وقطع الكرات العرضية والطويلة».

السيد "نسيم سليمان" لاعب في فريق "الشيخ بدر" لكرة القدم أكد أن الكابتن "علي سليمان" يمتلك الموهبة الكروية الجيدة والقدرة على التحكم بطاقات بقية أعضاء الفريق، والسرعة في الحركة ضمن خطوط الملعب، مضيفاً: «مواهبه الكروية كانت جيدة وجميلة بما يكفي لجمع أعضاء الفريق وتميزهم بما اجتمعوا عليه، كما أن الكابتن "علي" كان معطاءً في تدريباته، ولم يبخل علينا بأية معلومات حصل عليها بجهده الشخصي، بدليل أن بعض لاعبي الفريق تميزوا وتفوقوا عليه في الحركات والمهارات المكتسبة منه، وهو ما جهز الفريق للمنافسات القوية، ومنها دوري الوفاء الذي أقيم العام المنصرم، وحققنا فيه المركز الثاني بفضل الكابتن "علي"».

يشار إلى أن الكابتن "علي محمد سليمان" من مواليد عام 1984، مدينة "الشيخ بدر" - حارة "المريقب".