من الكوادر الأولى المنتمية لـ"نادي بانياس الرياضي"، حقق له الكثير من الإنجازات الرياضية، فهو صانع ألعابه والعقل المدبر لخططه التكتيكية ومؤسس كوادره المستقبلية.

في مرحلة من المراحل، وهذا في البدايات، كان الانتماء الرياضي شيئاً مهماً جداً لنجاح الرياضة، على عكس وقتنا الحالي مع تبلور فكرة الاحتراف، بحسب حديث الكابتن "عادل ريبا" مدرب "نادي بانياس الرياضي" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 تشرين الثاني 2014، موضحاً بالقول: «لعبت في "نادي بانياس الرياضي" منذ عام 1973 ضمن فئة الأشبال وتدرجت في مختلف الفئات الرياضية، وشاركت باللعب مع منتخب "طرطوس" مدة قصيرة وعدت للنادي، وحينها لم يكن هناك احتراف، وكان الانتماء للنادي نتيجة الحب والعشق لفكرة النادي بالأساس، وطبيعة العلاقة المبنية على الود والمحبة والأخوة بين الكوادر الإدارية للنادي واللاعبين، وأذكر في تلك الفترة طلبت عدة أندية لاعبين من النادي للعب في فرقها ولم يقبلوا نتيجة هذا الانتماء، وحديثي هنا للتأكيد على أهمية تلك الكوادر التي كانت أساس انطلاق الرياضة في مدينة "بانياس" وأنا منهم، حيث تخليت عن الكثير من الفرص لانتمائي.

أنا مقتنع أن ما أقدمه هو رسالة إنسانية تجاه ما أحب، وهي الكرة المستديرة، علماً أن في فترة من الفترات كنت مؤهلاً للسفر والعمل خارج البلاد لتحسين أوضاعي المادية كما بقية أصدقائي، ولكني رفضت جميع العروض واخترت البقاء

وهنا يمكن أن أروي حادثة بسيطة كشاهد على هذا لا يمكنني نكران شهادته، وهي أنه في إحدى المرات وخلال مشاركتنا في المنتخب الوطني، كنا في معسكر أنا واللاعبان "تمام بلال" و"عادل الزير" من "نادي بانياس الرياضي"، وصلتنا أخبار أن فريقنا في النادي سيلعب مباراة حاسمة في الدرجة الثانية، فتركنا المعسكر خلسة وشاركنا في المباراة، وفي اليوم الثاني وصلتنا أخبار فصلنا من المنتخب، ومع هذا لم نهتم لأن همنا كان اللعب مع نادينا الأساسي».

فريق نادي بانياس الرياضي

وهنا لا بد من الحديث عن البدايات ودوري الأحياء الشعبية الذي أسس فطاحل كرة القدم السورية، حيث قال: «كان دوري الأحياء الشعبية وملاعبه المتواجدة في كل حارة ضمن المدينة وريفها، جامع لكل اللاعبين وسيد الكرة، ومنه كانت انطلاقتي التي أفخر بها، حيث كانت مهمته تهيئة الكوادر والمواهب الرياضية وتنمية مهاراتها، وصولاً للنادي ومدربه، الذي يعمل على صقل هذه المواهب على أسس علمية رياضية وتنمية ثقافتها الرياضية تجاه الأخطاء والمحظورات وطرائق التعامل بروح رياضية مع بقية اللاعبين من مختلف الفرق الرياضية، وهذا ما لا يحدث في وقتنا الحالي، مع اعتماد مبدأ المصلحة بين الأفراد.

ففي مدينة "بانياس" حالياً أربعة أندية رياضية أدت إلى شل رياضة الأحياء الشعبية، مع وجود خلل في طريقة التنسيب للأندية، التي تعتمد على السرعة في خطف اللاعب من عمر مبكر بمجرد أنه أمسك الكرة، أي قبل صقل مهاراته وتنميتها، وبعد الصقل والتعب على اللاعب يفاجأ المدرب بأنه عاجز عن انتسابه إلى نادٍ يختاره له بسبب ذلك الانتساب القديم الذي تم بشهادة بعضهم دون معرفة اللاعب».

الكابتن عادل وعلى يمينه الرياضي عمر الدوني

ويرى الكابتن "عادل" أن قوة الأندية الرياضية بقواعدها، وهذا ما عمل عليه دائماً خلال مراحل تدريبه في "نادي بانياس الرياضي"، وأوضح ذلك: «برأيي الشخصي وبحسب خبرتي الرياضية "نادي بانياس الرياضي" يعد من أفضل الأندية من حيث قواعده الرياضية، التي اشتغلتُ عليها منذ سنوات طويلة لتكون جاهزة في أي لحظة، وضمن أية فئة رياضية، وذلك بالاعتماد على مواهب فتية أختارها من دوري الأحياء الشعبية، لذلك فلاعبو النادي ينتمون له من سنوات طويلة، وهنا يمكن التأكيد على دور الأسرة المهم في التحفيز وفتح الخيارات أمام أبنائهم.

ففي كل عام يأتيني الكثيرون من الأطفال مع أهاليهم للبدء بالتدريب وتنمية المهارات، فأخبر رب الأسرة بأني أحتاج لتصريح واضح منه بأن لا يحق له سحب ابنه من النادي بعد صقل مهاراته وتنميتها تحت أي حجة حتى ولو كانت حجة متابعة الدراسة، لأن هذا الأمر أحققه ذاتياً مع الجميع، حيث يتماشى برأيي التعلم والرياضة أحدهما مع الآخر، بدليل أن أغلب كوادري أو اللذين كانوا معي في مراحل حياتهم الرياضية، أصبحوا اليوم أطباء ومهندسين ومثقفين، إضافة إلى أنني قمت بتحفيز من يستحق من المبدعين رياضياً على متابعة التعليم، وأمنت لمن يحتاج دروساً تعليمية خاصة على نفقتي الخاصة أو عبر بعض الأصدقاء المدرسين، إضافة إلى زوجتي».

من مقومات اللاعب الجيد التضحية والعطاء، بحسب حديث اللاعب السابق في "نادي بانياس الرياضي" "عمر الدوني": «في بدايات الحياة الرياضية للكابتن "عادل" كان يُعد من أفضل ثلاثة لاعبين على مستوى المحافظة، وهذا لأنه كان جديراً بهذه اللعبة بما أمتلكه من مهارات ومقومات وحب للساحرة المستديرة، فلا يكاد يمر يوم إلا وكنا نشاهده يتدرب ويلعب، مطلقاً مهارات وحركات رائعة وجميلة أصنفها من فنون الكرة المدهشة، وأذكر أنه وظف في النادي بعمر مبكر جداً لمهاراته الكروية وثقة الكوادر به، حيث لعب وكان هداف النادي ودرب كوادر رياضية وهو يتدرب ويلعب».

ويتابع "الدوني": «الكابتن "عادل" رياضي متميز وملتزم حتى الآن، وله محبة في قلوب جميع من لعب كرة القدم في "بانياس" ومحيطها، إضافة إلى أنه امتلك مهارة اللعب بالقدمين معاً بخلاف بقية أقرانه في تلك المرحلة، لأنه كان في بحث دائم عن حالة تميز كروية يبقى فيها في الصدارة وحديث الجميع، لذلك كان يبدع في مهاراته وتكتيكاته خلال المباراة.

كان الكباتن "عادل" صانع ألعاب عبر تكتيكات يضعها خلال المباراة بعد عدة دقائق من بدايتها، حيث يكون قدر درس وفهم طريقة لعب كل لاعب في الفريق الخضم، أي إنه كابتن ناجح، في تلك الفترة كان فريق النادي مميزاً على مستوى المحافظة بعلاقة لاعبيه ومحبتهم وتفاهمهم مع بعضهم بعضاً».

ما ميز من وجهة نظر السيد "عمر" الكابتن "عادل" عطاؤه، وهنا قال: «خلال فترة تدريبه لنا كان يقدم لنا أفضل اللباس والأحذية الرياضية وأغلبها على نفقته الخاصة، وهذا لمنح اللاعب ثقة وقيمة رياضية بين رفاقه في الفرق الأخرى، فيشعر من خلالها بمحبة الكوادر الرياضية، فيقدم جل طاقته وأفضل مهاراته للفريق، وهذا لم يكن يحدث مع أي كابتن آخر على حد علمي في تلك المرحلة الزمنية، إلا مع الكابتن "عادل ريبا"».

وبالعودة إلى حديث الكابتن "عادل" أكد مرة ثانية على طبيعة العلاقة بين المدرب وأعضاء فريقه، حتى يستخلص منه مهاراته الرياضية وينتمي الإخلاص الذي اعتبره أساساً في الفريق، وأوضح كمثال يذكره حتى الآن عن محبة أعضاء الفريق: «في مرحلة سابقة نجح الشاب "بسام سلوم" أحد لاعبي في الفريق بالثانوية العامة وحقق علامات أهلته لكلية الطب، ولفرحتنا به أقمنا له احتفالاً جميلاً أسعده، ويستذكره حتى الآن، وهو من خلال مهنته كطبيب حالياً يعالج تطوعاً رياضيياً الفريق دون مقابل، وهو مثال حي على أن الرياضة لا تبعد الشاب عن تحصيله العلمي بل على العكس تساهم بتوجيهه وتفريغ طاقاته الكامنة ليتفرغ معها للتحصيل العلمي فيبدع».

وعلى الصعيد الأسري آثر الكابتن "عادل" إلا أن تكون عائلته رياضية، وهنا قال: «زوجتي رياضية متميزة في كرة السلة، وقد أحببت الارتباط بها لأنها ستفهمني في المستقبل وتدرك حياتي الرياضية، كما أن أولادي يمتلكون مهارات كروية رائعة ويعدون من أمهر لاعبي "نادي بانياس الرياضي"، لأنهم يمتلكون قدرات جيدة أهلتهم ليكونوا متميزين».

ويضيف الكابتن "عادل": «أنا مقتنع أن ما أقدمه هو رسالة إنسانية تجاه ما أحب، وهي الكرة المستديرة، علماً أن في فترة من الفترات كنت مؤهلاً للسفر والعمل خارج البلاد لتحسين أوضاعي المادية كما بقية أصدقائي، ولكني رفضت جميع العروض واخترت البقاء».