تميز بانتشاره الجيد في الملعب، وذكائه برسم خارطة الهدف في مرمى الخصم، فهو صانع ألعاب فريقه، ومدافع عن مرماه انطلاقاً من حسه المسؤول، وثقة أعضاء فريقه بقدراته ومهاراته.

اللاعب "محمد ريبا" من فئة الشباب في فريق "نادي بانياس الرياضي"، اسم حمل الكثير من المهارات بكرة القدم، فهو ابن عائلة رياضية، وهو ما انعكس على تكوينه العام وعشقه للكرة المستديرة والرقعة الخضراء، وبداياته الرياضية بحسب حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 تشرين الأول 2014، كانت منذ الصغر، متابعاً: «أنا ابن عائلة امتهنت وأحبت الرياضية، فوالدي كابتن فريق "نادي بانياس الرياضي"، وله إنجازاته في هذا المجال على الصعيد الفردي والجماعي، ووالدتي أيضاً كانت لاعبة كرة سلة متميزة، وأخي لاعب كرة قدم وقلب هوج في الفريق، وهذا كان مشجعاً وحافزاً لي لتبني لعبة كرة القدم والسير في مشوارها الطويل، ناهيك عن حبي وعشقي لهذه اللعبة الجميلة، وما أملكه من مهارات وقدرات أدركت في مرحلة عمرية مبكرة تميزها، فطلبت من والدي اختباري لكونه مدرب الفريق، وفعلاً كان لي ما أردت، ومنذ تلك اللحظة وأنا ملازم لكرة القدم.

اللاعب الجيد بحاجة إلى ثقافة خاصة للحماية من أي إصابة، خاصة أنه لا يمكن لأي لاعب مهتم ومتابع ويملك حماساً وقوة واندفاعاً إلا أن يصاب، لذلك عليّ الحذر دوماً من أي حركة خاطئة أو عنف كروي

إذاً للتأكيد، البيئة الاجتماعية الكروية أكسبتني تفكيراً رياضياً خاصاً، وبهذا كنت مشجعاً لرفاقي في المدرسة ودعوتهم لتكوين فريق يحتوي مهاراتنا الرياضية ويروضها ويقولبها بالطريقة المثلى، فكان فريقنا "نادي بانياس الرياضي" منذ حوالي عشر سنوات بذات "التشكيلة"».

صانع الألعاب محمد ريبا

تشكيلة اللاعب "محمد" ضمن الفريق مهمة، وهنا قال: «ألعب بتشكيلة صانع ألعاب خلف المهاجمين، وهو تصنيف مميز ضمن الفريق، فعلي عبء رسم خارطة الهدف قبل تسجيله، وهذا لأني وبرأي كادر الفريق والمدرب أملك قدرة جيدة من الذكاء، إضافة إلى الأفق الواسع والنظرة الشمولية للملعب خلال امتلاك الكرة في لحظة من اللحظات، إضافة إلى قدرات ومهارات رياضية جيدة منها اللعب بالقدمين اليمنى واليسرى بذات المستوى والكفاءة، والقدرة البدنية الجيدة لتحمل ضغط اللعب والحركات السريعة والجري أيضاً دون توقف خلال المباراة.

فعلى صعيد الذكاء عليّ رسم خارطة الهدف وبسرعة قياسية، وذلك بعد إخراج الكرة من منطقة الدربكات، ومن ثم تحويلها للاعب يمكنه تسديدها وتحقيق هدف منها، مع إمكانية اختصار الزمن والحركات الرياضية في جزء من اللحظات، لكسب الوقت».

الكابتن عادل ريبا

وبتوضيح أفضل لمكانة اللاعب "محمد" وما حققه لفريقه قال: «لن أبعثر كلماتي دون أن أقدم الدعم الواقعي كما هو بالأدلة، فمثلاً في آخر دوري تقريباً لعبنا به، كانت لي إنجازات حقيقية فيه، ومنها في أول لعبة فزنا بهدفين مقابل هدف واحد، حيث كنت صانع الهدفين وحامي مرمى فريقي من هدفين محققين، علماً أنه كان بإمكاني البقاء في منطقة المنتصف، لكن حماسي وقدراتي دفعتني للعودة إلى منطقة الدفاع لحماية المرمى.

وفي مباراتنا الثانية مع فريق "حطين" تمكنا من إبقاء النتيجة تعادلاً سلبياً، وهذا بحد ذاته إنجاز مع هذا الفريق العريق، وأعتقد أنني أبليت بلاءً حسناً بالبقاء في منطقة الدفاع، نتيجة تغيب بعض اللاعبين عن اللعبة.

فريق نادي بانياس الرياضي

كما أنه وفي مباراتنا مع فريق "التضامن"، أصيب مهاجمي الفريق فلعبت مكانهم، وحققت هدفاً وصنعت أربعة أهداف أخرى».

وعن مرحلة التدريب قال اللاعب "محمد": «أتدرب يومياً حوالي ثلاث ساعات عصراً، عدا يوم الجمعة، لأمارس فيه بقية هواياتي في الرياضة، كالجري والسباحة وبناء الأجسام، وهي ما تمنحني قدرات فنية ومهارات جسدية جيدة، وهذا ضمن محاولات ناجحة للتوفيق ما بين دراستي وهوايتي، ومحاولة حصر ساعات الفراغ من الدراسة فترة العصر لمتابعة تدريبي، وخلق حالة من رفاهية ما بعد الدرس، للعودة إلى الدرس بجد واجتهاد».

وجود الكابتن "عادل" والد اللاعب "محمد" ومدرب الفريق، كان إيجابياً بالنسبة لـ"محمد"، وهنا قال: «وجود والدي إلى جانبي منحني ثقة إضافية خلال التدريب واللعب، كما أنني أحاول متابعة بعض المباريات العربية والعالمية بحضوره، ليحدثني عن الأخطاء والمهارات والقدرات في كل فريق وكل حركة، أي أحاول اكتساب ثقافة رياضية خاصة معتمداً على الواقع».

رغم صغر سن "محمد" إلا أن قدمه الرياضية منحته عروض لعب مميزة منها بحسب قوله: «قدمت لي بعض العروض للعب ضمن فرق وأندية عربية وعالمية معروفة، ولكنني تريثت بالقبول لحين الانتهاء من دراستي، دون الاهتمام بالغربة التي قد أعيشها بعيداً عن أسرتي، لأن الرياضة بالنسبة لي كل شيء تقريباً في حياتي، فترى محبتي لها في طبيعة لباسي وتعاملاتي وحركاتي أيضاً».

الثقافة الشمولية في الرياضة وخاصة منها إصابة اللاعبين، أمر أدركه اللاعب "محمد"، وعنها قال: «اللاعب الجيد بحاجة إلى ثقافة خاصة للحماية من أي إصابة، خاصة أنه لا يمكن لأي لاعب مهتم ومتابع ويملك حماساً وقوة واندفاعاً إلا أن يصاب، لذلك عليّ الحذر دوماً من أي حركة خاطئة أو عنف كروي».

وفي لقاء مع الكابتن "عادل ريبا" مدرب فريق "نادي بانياس الرياضي" قال: «اللاعب "محمد" لاعب ذكي ومتميز علمياً ودراسياً، وأعتقد أنه سيكون من محترفي كرة القدم في المستقبل، لأنه يملك من المقومات والقدرات والمهارات الشيء الكثير؛ وهو ما يؤهله لذلك التميز، إضافة إلى أنه تميز بمحبة رفاقه له ضمن الفريق، وثقتهم به وبقدراته، فوجوده في أي لعبة عامل نفسي إيجابي بالنسبة لهم.

وبالعموم تمكن "محمد" من التوفيق بين موهبته الكروية ودراسته بطريقة جيدة ولافتة، لذلك يستمر في التدريب والمشاركة حتى خلال أشهر المدرسة».

يشار إلى أن اللاعب "محمد ريبا" من مواليد عام 1997، مدينة "بانياس".