حصل على الحزام الأسود وكان أصغر لاعب عربي، تنقل بين عدة أندية وحقق بطولات محلية وعربية وآسيوية، خرج العشرات من أبطال الكاراتيه على المستوى العربي والآسيوي كمدرب.

الكابتن "أحمد العلي" اللاعب والمدرب للعبة الكاراتيه تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 أيلول 2014، عن بداياته الرياضية، فقال: «لم تكن انطلاقتي الرياضية في لعبة الكاراتيه سهلة كما يظن البعض، على العكس كانت حافلة بالصعوبات، أهمها وأكثرها تعقيداً ممانعة عائلتي لممارسة هذا النوع من الرياضة التي كانوا يعدونها رياضة عنيفة بين طرفين قد يؤذي أحدهما الآخر، باعتبارها لعبة تحدّ لتحقيق الفوز، إضافة إلى خوفهم من انعكاساتها الجانبية على الحالة التعليمية لي، وهذا بحد ذاته كان حافزاً لي لمحاولة إثبات العكس، وتحقيق التفوق الاجتماعي والفكري ومن ثم الرياضي.

انطلقت رياضياً من الأحياء الشعبية التي تعد مصدر جميع الطاقات الرياضية الفاعلة بالعموم داخلياً وخارجياً، وهذا كان بمنزلة أمانة يجب تأديتها بشكل صحيح، وتدريب المهتمين والمواهب بشكل سليم انطلاقاً من تلك الأحياء الشعبية، لذلك قررت الالتزام بالتدريب انطلاقاً منها

وبدأت بهذه الرياضة الكاراتيه أو ما يعرف القتال بالأيدي الفارغة عام 1975 ضمن نادي الأولمبياد "المزرعة"، ومن ثم انتقلت بعد عدة سنوات إلى "النادي العربي" في "مخيم اليرموك"، وشاركت في أول بطولة مهمة بالنسبة لي، وحصلت على الحزام الأسود (واحد دان) خلالها من الاتحاد العربي، وكنت أصغر لاعب على المستوى العربي.

الكابتن أحمد مع بعض جوائزه

وحققت أيضاً المركز الأول في عدة بطولات على مستوى الجمهورية لسنوات متتالية في جميع الفئات، ضمن تصنيف ألعاب "القتال" و"الكاتا"، وتأهلت للمشاركة في المنتخب الوطني، وأثبت مكانتي فيه لثماني سنوات متتالية، كما حصلت على الحزام الأسود (سبعة دان)، وهو إنجاز رياضي غير اعتيادي في ميدان لعبة الكاراتيه.

كما شاركت في بطولات العرب، وفي دورات ومعسكرات خارجية، وحصلت على أكثر من بطولة خارجية منها بطولة العرب وكأس أثينا ورومانيا الدوليين، وهذا زادني خبرة ومعرفة وقدرة بما وفره لي من احتكاك مع الخبرات والمهارات العربية والعالمية، وهو أمر مهم جداً بالنسبة لي ولأي لاعب رياضي».

الكابتن أحمد مع بعض لاعبيه

الإنجازات الرياضية تأتي متعاقبة ومتتالية نتيجة موهبة وقدرة وانتصار على أرض الواقع، وعن هذا قال الكابتن "أحمد": «مشاركتي في أغلب البطولات وتحقيقي الفوز بها أهلني للمشاركة بدورات مع خبراء عالميين كالخبراء اليابانيين في "سورية"، ومن ثم رشحتُ من قبل الاتحاد السوري للكاراتيه للتدريب في الأندية الخاصة والعامة كنادي "قاسيون"، ونادي "المحافظة" وفي مدينة "تشرين"، وهنا كانت البصمة الجميلة في تاريخي الرياضي بتخريج أبطال رياضيين لجميع الفئات، حققوا إنجازات جميلة على الساحة الرياضية، إضافة إلى أكثر من ثلاثين بطلاً وبطلة على المستوى العربي والقاري والآسيوي؛ كالبطل "عمار المغربي"، والبطل "نزار بغدادي"، والبطل "شادي العلي"، والبطل "نور الدين الكردي"، والبطلة "كوثر عبد الله"، والبطلة "خلود علي"، والبطل "زكريا عبد الرحيم"».

ويتابع: «النتيجة الأهم لما حققته على الصعيد الرياضي كانت مشاركتي في دورات تحكيم ومدربين في "إيطاليا" و"تركيا" و"اليونان" و"السعودية"، كما قمت بالتدريب في عدة دول كـ"لبنان"، و"الأردن"، و"السعودية"، و"إيطاليا"، و"اليونان"، و"اليمن"، إضافة إلى أني دربت منتخبنا الوطني لفئة الناشئات والشابات لأكثر من عشر سنوات، ومدرب منتخب وطني لفئة السيدات أيضاً».

الكابتن أحمد مع فريق السيدات

ويؤكد الكابتن "أحمد" على العلاقة الوثيقة بين الكاراتيه كرياضة والذكاء والتفوق العقلي والدراسي، فيقول: «منهم من يظن أن من يتبع هوايته بممارسة الرياضة منذ الصغر قد يخسر دراسته وتتراجع قدراته ومستواه العلمي، وهي مشكلة نعاني منها في تنشئة المواهب الصغيرة، لذلك أؤكد أن لاعب الكاراتيه إنسان متفوق في جميع مجالات الحياة وخاصة منها الدراسية، ولا يمكن أن يكون غير ذلك، لأن هذه الرياضة فكر يحتاج من الذكاء والقدرات العقلية الكثير لمحاكاة المهارات والقدرات الرياضية المكتسبة بالتدريب ضمن ساحة المنافسة، محاكاة سليمة صحيحة تمكنه من توظيفها بالشكل الأمثل لتحقيق الفوز، لذلك ترى من هؤلاء الرياضيين الدكتور والمهندس والاقتصادي، وغيرها من الاختصاصات العلمية».

بعد تحقيق الإنجازات الرياضية توجه الكابتن "أحمد" إلى التدريب وتنشئة الكوادر الرياضية الجيدة، وذلك بحسب قوله لإرضاء شغفه الرياضي، ولكن هذا الشغف تحول من هواية إلى مهنة، وهنا قال: «انطلقت رياضياً من الأحياء الشعبية التي تعد مصدر جميع الطاقات الرياضية الفاعلة بالعموم داخلياً وخارجياً، وهذا كان بمنزلة أمانة يجب تأديتها بشكل صحيح، وتدريب المهتمين والمواهب بشكل سليم انطلاقاً من تلك الأحياء الشعبية، لذلك قررت الالتزام بالتدريب انطلاقاً منها».

وفي لقاء مع لاعب الكاراتيه والبطل السوري "نور الدين الكردي"، قال: «لن أتحدث عن الكابتن "أحمد العلي" لأنه مدربي، وإنما من واجبي تقديمه بشكل واقعي وحقيقي لأن كان له باع طويل في رفع العلم السوري في مختلف المحافل الدولية، بما حققه من إنجازات رياضية عربية ودولية، إضافة إلى ذكائه وقدراته العالية في التدريب ومهاراته التي اكتسبها من المعسكرات والدورات التي التحق بها، والتي لم يبخل علينا بها كمتدربين عنده».

يشار إلى أن الكابتن "أحمد العلي" من مواليد "دمشق"، عام 1964.