هي مجموعة من الألعاب الرياضية التي يستند إليها مدرسو الرياضة في عملهم، ومن ميادينها يخرج أبطال رياضيون وطلاب متفوقون، يرفدون الرياضة الوطنية بدماء جديدة.

يعتبر الطالب "غدير مصلح" -من مدرسة "التجمع الشرق – المرحلة الثانوية" في مدينة "طرطوس"- أحد نماذج الطلاب الذين شاركوا في بطولات الألعاب المدرسية من باب حب الرياضة إلى أن تحولت تجربته إلى حقيقة قد توصله إلى بطولات أرفع مستوى، يقول عنها في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 حزيران 2014: «عرض علي مدرس الرياضة الأستاذ "محمود أحمد" المشاركة في مسابقة الجري، بعد ملاحظته لأدائي السريع خلال لعب كرة القدم في المدرسة، وفعلاً شاركت في سباق 300م وحصلت على المركز الأول، وانتقلت إلى بطولة الجمهورية في "اللاذقية"، التي حصلت فيها أيضاً على بطولة الجمهورية في سباق 300م، ما شكل نقلة نوعية في حياتي الدراسية والرياضية، إضافة إلى طموحي بمتابعة هذه الرياضة خاصة أنني سأشارك في "مملكة البحرين" في إحدى البطولات المدرسية العالمية؛ ما يعني فرصة حقيقية باتجاه الاستحقاقات الرياضية العالمية».

"الرياضة المدرسية" هي الأساس لأي رياضة موجودة في "سورية"، حيث تجد أن أي لاعب رياضي سوري وصل إلى مركز رياضي مرموق مر في يوم من الأيام على الرياضة المدرسية وتأسس في ملاعبها

خاض الأستاذ "محمود أحمد" مدرس رياضة في مدرسة "محمد خليل حرفوش" مرحلة ثانوية تجربة ناجحة في ميدان الرياضة المدرسية، يقول عنها: «إذا نظرنا إلى الرياضة المدرسية كمفهوم رياضي، بعيداً عن كونها مادة تدريسية تمنح الطلاب الدرجات، فهي تربي الطالب كإنسان تربية أخلاقية جسدية متكاملة تبني الطالب من حيث الصحة الجسدية، ومن حيث المفهوم فإن مهمة مدرس التربية الرياضة لا تقل أهمية عن مهمة أي مدرس في أحد المقررات التربوية».

تكريم الطلاب الرياضيين الفائزين لتحفيز نشاطهم الرياضي

يتابع: «بدأت تجربتي مع الرياضة المدرسية بعد إنهاء مادة التربية العسكرية في المدارس، حيث عدت إلى تخصصي الأساسي كخريج معهد رياضي، هنا تحملت أعباء خلفها السلف الماضي في مجال التربية الرياضية، ودخلت في عام 2004 – 2005 بمهمة صعبة لتهيئة طلابي ليستوعبوا فكرة التربية الرياضية، وأهميتها لجسدهم وعقلهم، بعيداً عن كونها حصة تدريسية درج الطلاب على قضائها دون أية فائدة، وصرت أشارك في جميع الألعاب بغض النظر عن الإمكانيات المتوافرة، مع خطة تدريب محكمة كنت بموجبها أعيد الطلاب المشاركين بعد الدوام المدرسي لاستكمال تدريباتهم بعدة ألعاب "قوى، سلة، كرة طاولة، كرة قدم" للذكور والإناث، وهكذا عمقت مفهموم الرياضة المدرسية نفسياً وجسدياً من موقعي كمدرس في مدرستي، واستمريت على هذا المنوال، حتى وصل عدد البطولات التي أحرزت فيها أحد المراكز الأولى في محافظة "طرطوس" إلى 27 بطولة لغاية عام 2011، معظمها المركز الأول، حيث عملت منذ بداية تدريسي لمادة التربية الرياضية على بناء حلقة متواصلة تؤمن الطالب الرياضي البديل متى أنهى سلفه تعليمه الثانوي».

يضيف "أحمد": «"الرياضة المدرسية" هي الأساس لأي رياضة موجودة في "سورية"، حيث تجد أن أي لاعب رياضي سوري وصل إلى مركز رياضي مرموق مر في يوم من الأيام على الرياضة المدرسية وتأسس في ملاعبها».

نشاط أثنوي كبير في الرياضة المدرسية

تلعب المبادرة دوراً مهماً للغاية في الرياضة المدرسية، فلا يكفي أن يقوم أستاذ الرياضة بدوره كأستاذ مدرسي وإنما يحتاج إلى مهارات التواصل، والرغبة في تحقيق إنجاز رياضي عبر طلابه، والتواصل مع الأهل لإقناعهم بأهمية الرياضة المدرسية لإرسال أبنائهم بعد الدوام المدرسي إلى التدريب، ومن أمثلة هذه المبادرات ما قامت به مدرسة الرياضة "رابعة علي" من مدرسة "حطين" في مدينة "طرطوس" التي قامت بالتنسيق مع أستاذ الرياضة "خالد عبدو" في مدرسة "العجمة" في نفس المدينة لإجراء مباراة كرة قدم بين فريقي المدرستين، بما يشبه المباريات الحقيقية في التنظيم والحضور والتكريم، بسبب عدم إجراء بطولة مدرسية للعام 2014 جراء ما تشهده "سورية" من أحداث، وجاءت التجربة على مستوى عال من النجاح والرضا لدى الطلاب، وفي حديث معها تقول المدرسة "رابعة علي" التي تدرس "طلاب التعليم الأساسي - حلقة ثانية": «نستطيع من خلال درس الرياضة، ومتابعتنا للطلاب معرفة مهاراتهم الجسدية، والألعاب الرياضية التي يبرعون فيها، وأكثرها ألعاب القوى، ويتمحور تركيزنا بعد انتقاء المواهب على تدريب الطلاب الرياضيين على مهارات الأداء والتدريب الصحيح، وقد تميزت تجربتي باستقطاب مختلف نماذج الطلاب على تنوعاتهم، وهنا تكمن أهمية "الرياضة المدرسية" وأبعادها، فالطلاب المشاغبون والعشوائيون -الذين يعتبرون منبوذين بسبب تصرفاتهم- تحولوا في أغلب الحالات إلى طلاب إيجابيين، وبعضهم حصدوا جوائز رياضية غيرت مستقبلهم بالكامل، وهو ما انعكس على الحالات الأخرى من أبناء جيلهم التي أصبح لديهم طموح للوصول إلى ما وصل إليه أحد زملائهم، عدا التنظيم الذي دخل حياتهم الاجتماعية والمدرسية».

وعلى غرار تجربة الآنسة "رابعة" ذكر الأستاذ "محمود أحمد" مثلاً عن أحد الطلاب الذي فصل من المدرسة بسبب سلوكه في المرحلة الثانوية، إلى أن عاد بعد حصوله على بطولة إحدى ألعاب القوى إلى حياته الدراسية، إضافة إلى أولويته في دخول "كلية الرياضة" بعد إنهاء تعليمه الثانوي دون بقية زملائه الطلاب.

"غدير مصلح" بطل سورية في الجري لمسافة 300م

من جهته يقول الرياضي الأستاذ "محمود درغلي" رئيس "دائرة التربية الرياضية بطرطوس": «تحوز الرياضة المدرسية أهمية كبيرة من حيث هي الزاوية الأساسية لدفع الحركة الرياضية بجميع جوانبها نحو الأمام، ورفد منتخباتنا الوطنية بأبطال المستقبل، كما أن لها أبعاداً "اجتماعية، تربوية، حركية، ترفيهية، تنموية، اقتصادية،..." مهمة للغاية، وهي تؤمن فرصة لتلاقي الطلاب وصقل مواهبهم عبر البطولات المدرسية المحلية والعربية.

وأنا أركز على فكرة إعداد مدرسي الرياضة بشكل يؤدي إلى تفعيل التجارب الفردية الإيجابية، وتشجيع المقصرين على تطوير الرياضة في مدارسهم، وكنتيجة لذلك نجري لهم باستمرار دورات تدريبية توعوية لصقل مهاراتهم التدريبية».