كانت من السباقين إلى احتراف "رياضة القوس" فور دخولها إلى "سورية"، وفي أدائها جمعت بين الأنوثة وعزيمة الفرسان في رمي السهام.

تنتمي "نور القدسي" إلى عائلة رياضية عريقة أمنت لها أجواء رياضية ومتابعة دائمة للأحداث والاستحقاقات الرياضية، في حين اختارت رياضة "القوس" والسهم لتحقق أحلامها في عالم الرياضة، علماً أنها لعبت عدة ألعاب رياضية أخرى "سباحة، جودو، كرة السلة، الدراجات"، تقول "نور القدسي" في حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 نيسان 2014: «والدي "محمد ماهر القدسي" رئيس "اللجنة الفنية للدراجات" بـ"دمشق"، وحكم وطني للدراجات إضافة إلى كونه مدرباً بنادي "قاسيون" للدراجات، أما والدتي "جمانة المهدي" فهي حكم دراجات إضافة إلى كونها حكماً "لكرة الهدف" للمكفوفين، وبالنسبة لي فأنا -إضافة إلى كوني لاعبة قوس- حكم بلعبة دراجات ومعي شهادة تدريب وعلاج فيزيائي وحكم منشطات للعبة الدراجات، وحكم "كرة هدف" للمكفوفين».

لا أستطيع تقييم ابنتي بالشكل الأمثل، ولكن بشكل عام هي لاعبة ملتزمة محبة للعبة "القوس والسهم"، وهي تسعى دائماً إلى تطوير نفسها وتلتزم بتعليمات المدرب وإرشاداته، أتمنى لها دوام التوفيق في حياتها

تضيف: «عند دخولي رياضة "القوس والسهم" لم تكن هذه اللعبة معروفة ولها شعبية، لكنها الآن أصبحت أكثر انتشاراً ومتابعة، لكن ليس قياساً بباقي الألعاب، علماً أنها رياضة الأجداد وسلاحهم الذي استخدموه لآلاف السنين».

نور القدسي مع القوس والسهم

رغم حاجة "القوس" إلى يدين قويتين ولياقة بدنية عالية فقد تمكنت من تطويع أنوثتها لتطلق سهامها إلى "الدريئة" بدقة وقوة وتركيز عالٍ أوصلها للمراكز الأولى، عدا طموحها لتطوير هذه الرياضة، علماً أنها كرياضة لا تزال محصورة ببعض المحافظات.

إذا ما عدنا بالزمن إلى الوراء آلاف السنين نلاحظ أن استخدام "القوس والسهم" أو كما يسمى "القوس والنشاب" كان من متطلبات الفروسية، وكان الفرسان الأشداء والنبلاء والقادة رماة مهرة للسهام، وكانت حينها ضرورة من ضرورات الحياة للصيد والدفاع عن النفس، واليوم تحول هذا السلاح إلى رياضة يتبارى فيها الرياضيون معتمدين على العديد من الصفات النفسية والبدنية، تقول عنها "نور القدسي": «يحتاج ممارس "رياضة القوس والسهم" إلى مزيد من الصبر والهدوء، والتركيز على الهدف لإصابته في المنتصف ليكون رامياً ماهراً، وهذا الأمر يتطلب تمريناً طويلاً وتدريباً مستمراً، بعكس ما يعتقد العديد من الناس أنها رياضة سهلة ولا تحتاج إلى قوة، وبالنسبة إلي فقد اندفعت إلى هذه الرياضة بفضل تشجيع والدي، باعتبارها حديثة العهد ولا يعرفها الكثيرون من الناس».

من أحد التمارين

حصلت "القدسي" على عدة جوائز كان آخرها في بطولة الشابات 2014، وهي مركز أول "فردي" لمسافة 30م، والمركز الأول "زوجي" لمسافة 50م، والمركز الأول "كفريق" لمسافة 30م، والمركز الثاني "فردي" لمسافة 50، عدا المركز الثاني في "بطولة دمشق"، ومشاركتها في العديد من البطولات التي أكسبتها المهارة والتطور، وقد كرمها مؤخراً فريق "الجيش" الذي تنتمي إليه لما حققته من نتائج.

تقول "نور القدسي": «دخلت رياضة "القوس والسهم" بعمر 18عام، في حيت دخلت إلى "سورية" كرياضة في عام 2008، وكان اسمها "القوس والنشاب"، الذي تغير فيما بعد إلى "القوس والسهم"، وبالنسبة للتدريب فأنا أتدرب من ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً، وتنخفض المدة وأيامها خلال أوقات الدراسة، فهي عموماً كأي رياضة تتطلب الدقة وفيها مخاطر ولا تتم إلا تحت إشراف مدرب مختص، حيث يدربني الكابتن "خالد الصافي"».

الرياضية "نور القدسي" في ميدان التدريب

بالنسبة إلى انتشار رياضة "القوس والسهم" فهي لاتزال مقتصرة على بعض المحافظات السورية، وعلى رأسها "دمشق" بثلاثة أندية، ومحافظات "ريف دمشق، وإدلب، واللاذقية"،

يقول الكابتن "خالد الصافي": «لاعبة ماهرة، تتمتع بأخلاق رياضية عالية، وتملك حب التحدي، أما بالنسبة لرياضة "القوس والسهم"، "فنور" لديها خامة ملائمة لكي تصبح بطلة، ولكن ينقصها قوة واحتكاك خارجي فهي لا تقل بمستواها عن أي لاعبة خارجية والنقص الآخر أنه لاتتوافر لديها الأدوات الملائمة، ولكن إن توافرت يمكن أن تنافس في البطولات العالمية».

أما السيدة الرياضية "جمانة المهدي" فتقول: «لا أستطيع تقييم ابنتي بالشكل الأمثل، ولكن بشكل عام هي لاعبة ملتزمة محبة للعبة "القوس والسهم"، وهي تسعى دائماً إلى تطوير نفسها وتلتزم بتعليمات المدرب وإرشاداته، أتمنى لها دوام التوفيق في حياتها».

أما ختاماً، فتقول "نور القدسي": «أهلي يقدمون لي التشجيع باستمرار بهذه اللعبة وتطوير مهاراتي فيها، هم أحد أسباب شغفي بتطوير أدائي وزيادة خبرتي، إضافة إلى مدربي ونادي "الجيش"، لمتابعتي وتنمية مهاراتي وتكريمي في البطولات التي أحرزتها والتي أتمنى أن أحرزها».