مكانةٌ اجتماعيةٌ وعد بها الكابتن "علي مصطفى" أسرته لتفخر به، فجسدها ببطولة الجمهورية، كلاعب، وإعداد الكوادر الرياضية، كمدرب، والفصل في البطولات المحلية والعربية، كمحكم من الدرجة الأولى.

مدونة وطن "eSyria" التقت كابتن لعبة الكاراتيه "علي منير مصطفى" رئيس اللجنة الفنية لرياضة الكاراتيه في الاتحاد الرياضي العام فرع "طرطوس"، بتاريخ 7 شباط 2014، وأجرت معه الحوار التالي:

ألاحظ أن الكابتن "علي" لديه قدرات ومهارات جيدة جداً، وخاصة في مجال التحكيم الذي توجه إليه في الفترة الأخيرة بعد تحقيق مراكز متقدمة في اللعبة، وهو يتمتع بلياقة عالية وقدرات ومهارات رياضية منافسة في هذه اللعبة، وهذا أمر ساعده في التحكيم ليكون محكماً ناجحاً

  • لكل تميز بداية مميزة، ما الذي يجعلك تفخر ببداياتك الرياضية؟
  • الكابتن علي في إحدى زيارات التحكيم العربية

    ** بكل تأكيد أنا أفخر ببداياتي الرياضية، لأنني وفي سنٍ مبكرةٍ جداً مقارنة مع باقي أقراني، حققت بطولة الجمهورية برياضة الكاراتيه، وذلك عام 1986ضمن بطولة أقيمت في محافظة "الحسكة".

    وبالعموم بدأت لعبة الكاراتيه في السادسة من عمري بإشراف مدربي الأستاذ "قصي أحمد"، وأتابع حتى الآن ضمن كوادر اللعبة فنياً وإدارياً، ولعبة الكاراتيه تحتاج إلى كوادر مقبلة في العمر ـ أي صغيرة، لأن الجسد يكون غضاً ومطواعاً لحركات الكاتا، لذلك كان التدريب ومن ثم التحكيم هدف لدي بعد تحقيق مراكز متقدمة في اللعبة.

    الكابتن علي في تحكيم بطولة الجامعات

    بعد حصولي على الحزام الأسود، وبسبب بعض الظروف الصحية، توجهت قدراتي وإمكانياتي إلى التدريب وتأسيس كوادر ترفد اللعبة في وقت الحاجة، أو تكون كوادر أساسية في اللعبة بشكل عام، واتبعت الكثير من دورات التدريب والتأهيل والتحكيم، وبدأت التدريب في "نادي المصفاة"، بمساعدة المدرب "لؤي الشغري"، والمدرب "كمال فشتوك"، والمدرب "حسن زيوت"، والمدرب "جودت أحمد".

  • طبيعة رد فعل أسرتك، كان لها دور إيجابي في تفوقك الرياضي، حدثنا عن هذا بالتحديد؟
  • ** أسرتي لم تكن بعيدة عن أجواء لعبة الكاراتيه، فأخي الكبير كان بطلاً في هذه اللعبة، وهذا بحد ذاته كان محفزاً لي، إلى جانب أمر مهم بالنسبة لي، وهو وعدي لوالدي أن يراني شخصاً مهماً في هذا المجال، لكوني الوحيد بين أبنائه لم ألتحق بالجامعة.

  • حملتَ على عاتقك نشر لعبة الكاراتيه في مختلف مناطق المحافظة، خاصة منها "بانياس" بتعدد قراها، حدثنا عن السبب والنتيجة؟
  • ** طبعاً ضمن اللجنة الفنية للكاراتيه، كان هدفي أن تصبح لعبة الكاراتيه في محافظتي كما في بقية دول العالم اللعبة الشعبية الثانية بعد كرة القدم، ومن هنا بدأنا وضع خارطة انتشار للعبة، وانتقاء واستحضار المدربين الأكفاء، والعمل على تأسيس كوادر تدريب ضمن المناطق المستهدفة بالانتشار، ومنها على سبيل المثال قرية "تعنيتا"، و"العنازة".

    فعلى مستوى الكوادر المتوافرة، التي تم الإعداد لها مسبقاً، لدينا كوادر لها مراكزها الرياضية على مستوى الجمهورية أمثال اللاعب "هيثم الضابط" الذي شارك في بطولة "إسبانيا" مثلاً، وهذا التطور في مجال اللعبة، الذي يحتسب لمصلحتنا في اللجنة الفنية بـ"طرطوس" جعل بقية المحافظات بكوادرها الرياضية تحسب ألف حساب لكوادرنا في البطولات والمنافسات، وهي خطوة أنا بالذات سعيد بها وراضٍ عنها، وهي بداية طريق النجاح.

  • أنت كرئيس لجنة فنية، كيف تختار المدرب الجدير الذي يمكن أن يحتسب في المستقبل إنجاز لك بما يحققه من انتصارات رياضية؟
  • ** بالعموم عندما يبدأ اللاعب ممارسة رياضة الكاراتيه نلاحظ مهاراته وقدراته، ونتابعها بشكل جيد لتحقق إنجازات رياضية، وهنا يمكن أن يصل اللاعب إلى مرحلة الحزام الأسود، فنبدأ العمل عليه لو أراد الاستمرار، بتلقينه مهارات التدريب والتواصل مع اللاعبين الجدد، إضافة إلى مهارات حركته على البساط، ونلاحظ النتائج من خلال عدة تقييمات، وأضع النقاط وفق ذلك، فإن كانت جيدة أتابع العمل على تأسيسه بشكل منهجي وفق دورات تخصصية ضمن الاتحاد الرياضي، ليتمكن من التدريب بكل حرفية وفق قوانينه وأسسه، لأنه في النهاية التدريب والتحكيم دراسة منهجية لقوانين اللعب.

  • ما هو سر النجاح في لعبة الكاراتيه، برأيك؟
  • ** لا أخفيك سراً: إن سر نجاح هذه اللعبة التي أصبحت في الدرجة الثانية من حيث الشعبية في محافظتنا، هو تعاون الأهل مع كوادر اللعبة لتحقيق التخصص في الرياضة.

  • كما هو معروف، رياضة الكاراتيه هي رياضة شاملة، من حيث الصحة والقوة البدنية للاعب، هل تحدثنا عن هذا، وكيف عملت عليه خلال مرحلة التدريب؟
  • ** تناسق جسم اللاعب من حيث الطول والوزن شيء مهم جداً، فعندما أرى لاعباً طوله العام لا يتناسب ووزنه في اللعبة وقدرته البدنية والرياضية، أعمل على تحقيق هذا التناسب، باتباع عدة خطوات أهمها اللياقة البدنية، وممارسة رياضة الجري، لزوم تحقيق قدرة التحمل، إضافة إلى ممارسته لعبة بناء الأجسام وفق برامج معينة وخاصة عبر المدرب "شادي مصطفى" لتحقيق ما أريده لتناسب شكل الجسد بالعموم.

    ناهيك أيضاً عن ممارسة رياضة السباحة كنوع من التغيير في خشونة لعبة الكاراتيه، لأن من أساسياتها عدم اللمس والإصابة المباشرة خلال المباريات، فهي تحقق قدرة إدراك وتحكم بطبيعة قوته، يتمكن منها اللاعب على البساط.

  • ما أهمية الثقافة العامة، والتمكن من اللغة الأجنبية في عمليات التحكيم الرياضي لرياضة الكاراتيه؟
  • ** اللغة شيء ضروري في عملية التحكيم، خاصة أنه يمكن للحكم أن يُستدعى للتحكيم في دول غير عربية، وخير مثال على هذا عندما دعيت للتحكيم في بطولة "إسطنبول"، لو لم أكن متمكناً من اللغة الإنكليزية لما استطعت التحاور مع حكام البطولة، وهم من مختلف الدول العربية والأجنبية، ومن ثم الاستفادة من خبراتهم الرياضية.

  • برأيك ما أهمية الإعلام بالنسبة إلى الرياضة عامة، ولعبة الكاراتيه خاصة؟
  • ** للإعلام دور عظيم في تحفيز اللاعب الرياضي بشكل عام، فعندما يحقق لاعب مركز جيد في أي بطولة كاراتيه، وتتزين الصحف والمواقع الإلكترونية بصوره ولقاءاته، ويراها اللاعب، تتولد لديه قدرات وطاقات إيجابية تحفيزية للمحافظة على ما حققه وفَخِر به الإعلام الوطني، فيضاعف من تدريبه ويركز مهاراته لتحقيق المزيد من الانتصارات، وهذا واقع مررت به عندما لم أكمل تعليمي مقارنة مع بقية أشقائي، ولاحظت الحزن في عيني والدي، وقلت له سأجعلك تفخر ببطولاتي وتقرأ اسمي في مختلف وسائل الإعلام، وعندما تحقق ذلك، تحفزت وواصلت تحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية على مستوى الجمهورية، وحتى على مستوى التحكيم.

    وفي لقاء مع الكابتن "جودت أحمد" مدرب كاراتيه في نادي "مصفاة بانياس" قال: «ألاحظ أن الكابتن "علي" لديه قدرات ومهارات جيدة جداً، وخاصة في مجال التحكيم الذي توجه إليه في الفترة الأخيرة بعد تحقيق مراكز متقدمة في اللعبة، وهو يتمتع بلياقة عالية وقدرات ومهارات رياضية منافسة في هذه اللعبة، وهذا أمر ساعده في التحكيم ليكون محكماً ناجحاً».

    يشار إلى أن الكابتن "علي مصطفى" من مواليد "بانياس" عام 1975، وهو رئيس اللجنة الفنية للكاراتيه بالاتحاد الرياضي فرع "طرطوس"، وحكم درجة أولى، ومدرب "نادي المصفاة"، و"نادي المحطة الحرارية".