الخصائص الحركية والقدرات الذهنية والفنية الصحيحة التي امتلكها "نور الدين" تناسبت فيها جملته العصبية مع جملته الحركية فأهلته ليكون بطلاً من أبطال الجمهورية والعرب في لعبة الكاراتيه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 كانون الأول 2013 لاعب الكاراتيه "نور الدين الكردي" على هامش البطولة الرياضية المركزية للجامعات التي أقيمت في "طرطوس"، وأجرت معه الحوار التالي:

عندما تحول "نور الدين" من الجمباز إلى الكاراتيه حظي بالرعاية الكاملة من القائمين على اللعبة كالمدرب "جهاد ميا" في الاتحاد لما امتلكه من مهارات البطل، وهذا انعكس على سرعة تأهيله إلى بطولة 2011؛ التي حقق فيها الميدالية البرونزية

  • بداية حدثنا عن بداياتك مع الكاراتيه؟
  • اللاعب "نور الدين" بالحزام الأحمر

    ** بدأت كلاعب جمباز لمدة اثني عشر عاماً متتالياً، حققت خلالها إنجازات عربية منها برونزية عرب في "مصر" عام 2005، وفضية وبرونزية عام 2007، وشاركت أيضاً في عدة بطولات عالمية، وبعدها انتقلت إلى لعبة الكاراتية في العام 2008، وحققت أول بطولة جمهورية عام

    2011، وفي ذات العام حققت برونزية عرب في "المغرب العربي" بدعم من الكابتن "جهاد ميا".

    من بطولة طرطوس

  • كيف خدمتك لعبة الجمباز في التميز بلعبة الكاراتيه؟
  • ** بالنسبة إلى لعبة الجمباز فهي أم الألعاب الرياضية الفردية، وتفوقي فيها جعلني متفوقاً في الكاراتيه ومنحني قوة بدنية عالية وقدرة تحكم وسرعة بحركة القدمين.

  • ما الذي يجعل الرياضي ينجذب إلى الكاراتيه بعد مسيرة نجاحات رياضية في لعبة أخرى؟
  • ** لعبة الكاراتية لعبة فردية تعني الدفاع عن النفس بالأيدي الفارغة، فهي لعبة قتالية رياضية، وهي في ذات الوقت تقوم على الاحترام المتبادل بين الخصمين مع أنها لعبة قتالية، إلا أن عامل احترام الخصم فيها يتفوق على القتال أثناء اللعب، وهذا ما كنت أجسده في مختلف مبارياتي لتحقيق تميز من نوع آخر.

  • أن تمتلك الحزام الأفضل بين بقية الأحزمة في هذه اللعبة إنجاز، فهلا حدثتنا عن هذا الإنجاز وكيف حققته؟
  • ** يعطى الحزام في مراحل متدرجة من اللاعب المبتدئ إلى المحترف، ومنها: (الحزام الأصفر، والبرتقالي، والأخضر، والأزرق، والبني)، وجميعها تنضوي تحت اسم "كيو"، وبالنسبة إلى مرحلة الاحتراف فتبدأ من الحزام الأسود وهو: واحد دان، اثنان دان، وثلاثة دان، وأربعة دان، إلى عشرة دان، وفي "سورية" مخولين حتى الخمسة دان فقط، وبالنسبة لي أحمل الحزام (اثنان دان)، الذي يمنح البطل دافعاً معنوياً، علماً أن درجة الحزام مبعدة عن نطاق البطولة، ففي البطولة نستخدم الأحزمة الأحمر والأزرق حسب أعلام الحكام الموجودين على أرض البساط.

  • ما سر تفوقك في هذه اللعبة، وهل هي انعكاس لتعدد المدربين؟
  • ** في البداية القوة البدنية والرشاقة والسرعة التي اكتسبتها من لعبة الجمباز هي ما تميزني عن أي لاعب آخر في لعبة الكاراتيه، ومن ثم يأتي دور المدرب، فقد نشأت مع عدة مدربين مثل: الأستاذ "شمس الدين صوفاناتي" والأستاذ "أحمد العلي" والأستاذ "يحيى النمر" والمدرب "جهاد ميا"، وحالياً مع مدرب "المنتخب الوطني" الكابتن "أحمد خطبا"، وهنا لا أنكر دعم الأهل، فوالدي من اللاعبين القدامى في الجمباز والكاراتيه، وهو الداعم الأكبر لي مادياً ومعنوياً وهو الجانب الأهم، حيث كان وكاميراته في كل بطولة من أوائل الحضور ليسجل كامل المباراة ويناقشني بمراحلها وأخطائها لأستفيد منها فيما بعد، إضافة إلى أنني سعيت جاهداً إلى أخذ خبرة ما من كل مدرب تتلمذت على يديه، وهذا ما حدث.

  • ما الذي يؤثر إيجاباً في تميز الرياضي في هذه اللعبة؟
  • ** المثابرة في التمرين والتدريب في المعسكرات والبطولات، عنصر هام في تنمية قدرات ومهارات اللاعب، إضافة إلى الراحة النفسية والاحتكاك مع لاعبي دول الجوار المتميزين، وجميعها مجتمعة منحتني الخبرة الكافية وجعلتني من المميزين في هذه اللعبة.

  • ما الأمر الذي ينعكس سلباً على مهارة اللاعب ويفقده فرص الربح؟
  • ** مخالفة القواعد والقوانين في لعبة الكاراتيه، وحصراً في الجولات والبطولات تؤدي باللاعب إلى الطرد مهما امتلك من قوةً بدنية وخبرةً عالية.

  • كيف يمكن أن تجهز نفسك كلاعب كاراتيه لبطولة ما، ومنها البطولة الرياضية المركزية للاتحاد الرياضي لـ"طلبة سورية" التي أقيمت في "طرطوس" منذ عدة أسابيع؟
  • ** التحضير للبطولة يكون من خلال التكثيف في التمرين وزيادة عدد ساعاته لرفع جرعة التمرين المركز، ما ينعكس إيجاباً على الجاهزية الكاملة للاعب مع قدرة تدارك الأخطاء التي يمكن حصولها ما قبل البطولة كزيادة الوزن، إضافة إلى تنمية حس المسؤولية في الحياة والإصرار والتصميم على تحقيق التميز والهدف المنشود في رفع علم بلادي عالياً.

    وبالنسبة إلى بطولة "طرطوس" فقد وضعت برنامجاً غذائياً يتناسب مع جرعة التمرين المكثف، فوصل عدد الوجبات إلى وجبتين ليتناسب والوزن الذي سألعب عليه وهو سبعة وستون، إضافة إلى الرعاية الرياضية الخاصة من مدربي الذي أكد أنني بطل قادر على التجدد، وسريع التلقي للمعلومة الحركية الرياضية، ما انعكس على قدرتي ومكنني من التطور السريع واحتواء حركات الخصم والتفوق عليه.

  • هل الالتزام بقواعد وقوانين الكاراتيه هو أحد أهم الشروط لتحقيق الفوز على خصم يمتلك المهارة والقدرة البدنية الجيدة؟
  • ** هذا من جهة أمر مؤكد، ومن جهة أخرى الدعم -ومنها الدعم المادي- أساسي، وأنا كلاعب كاراتيه أتمنى تأمين الاحتكاك الخارجي والداخلي من خلال المعسكرات والبطولات بشكل دائم.

  • كيف ترى جماهيرية هذه اللعبة، وهل لهذه الجماهيرية تأثير نفسي عليك كلاعب؟
  • ** رغم أن لعبة الكاراتيه تحتاج إلى الكثير من الهدوء والتركيز، فوجود الجمهور يضفي الكثير من الحماس على أجواء اللعبة ويمنحني القوة، علماً أن جمهور الكاراتيه لا يستهان به، ولكنه ليس كجمهور كرة القدم الأكثر شعبية.

    وفي اتصال مع الكابتن "أحمد خطبا" مدرب السيد "نور الدين" وكابتن المنتخب الوطني للكاراتيه قال: «في البداية يجب التأكيد على مقومات اللاعب الماهر فهي لدى "نور الدين" موجودة بالفطرة والممارسة، فهو لاعب قدراته البدنية عالية بحكم أنه بدأ لعبة الجمباز، أي إن قدراته البدنية مهيأة للعبة الكاراتيه، وبحكم أن لعبة الكاراتيه تعتمد على اللاعب الذكي، لأن كلا الخصمين يلعبان بذات الحركات، تمكن "نور الدين" بذكائه العالي من استغلال الفرص بشكل جيد وكسب الفوز، ناهيك عن المهارة الفنية والرشاقة الجسدية في تقديم الحركات التي أظهرها في كل جولة على البساط ضد الخصم».

    ويتابع الكابتن "أحمد": «عندما تحول "نور الدين" من الجمباز إلى الكاراتيه حظي بالرعاية الكاملة من القائمين على اللعبة كالمدرب "جهاد ميا" في الاتحاد لما امتلكه من مهارات البطل، وهذا انعكس على سرعة تأهيله إلى بطولة 2011؛ التي حقق فيها الميدالية البرونزية».

    يشار إلى أن اللاعب "نور الدين الكردي" من مواليد "دمشق" عام 1995، وهو بطل جمهورية وعرب، وحامل للعديد من الميداليات أولها: الذهبية في وزن سبعة وستين كيلوغراماً.