كنيسة قديمة تعود سجلاتها الكنسية إلى بدايات عام 1800 تقريباً، تميزت بتعدد مراحل بنائها تبعاً لطبيعة الحياة المجتمعية في قرية "البساتين"، وارتبطت بقدرات تتحدث عن قصص عجائبية صاغت اسمها العام.

في قرية "البساتين" جنوبي مدينة "بانياس" وإلى الريف القريب منها كان الاستيطان البشري فيها مؤرخ بحدود عام 1800، حيث كانت بداياتها ضمن بناء قديم جداً وفق نظام العمارة السائد في تلك المدة، أساسه الحجارة العشوائية والسقف الترابي، وفق ما تحدث به مختار القرية "عمر حلوم" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 تشرين الأول 2017، حيث ربط الاستيطان البشري في القرية بقدم الكنيسة، وكذلك المقابر الطابقية التي عثر عليها خلال مشروع توسيع طريق القرية، والدالة على تعدد الأجيال فيها أو الاستيطان البشري.

في إحدى مراحل الترميم أراد القائمون على العمل إزالة حجر بازلتي كبير موجود ضمنها، ولم يكن هناك طريقة سوى بالمتفجرات الخاصة بالصخور؛ وهو يمثّل خطورة على هيكلها العام، وقد يسبب انهيارها بالكامل، فطلبوا من "سيدة الانتقال" الحاملة لاسمها الحماية من هذا الخطر الكبير، وحين تم تفجير الحجر تفتّتت الصخرة بكاملها من دون أي أذى لهيكلها العام. وهنا يمكن الإشارة إلى أن بناءها تم على ثلاث مراحل من ضمنها مراحل الترميم، وبعدة أنواع من الحجارة، منها: الرملي، والكلسي النحتي، والبازلتي الأسود

"إبراهيم طرابيه" من أهالي وسكان القرية، قال عن الكنيسة: «مبنية بطريقة العقد الحجري في المرحلة الحالية، وهي المرحلة الأخيرة من عمرها الزمني، وطريقة بنائها مميزة من حيث عدد الطبقات الحجرية التي بنيت بطريقة القناطر حتى تتمكن من تحقيق هذا الارتفاع الكبير.

الكنيسة العجائبية

وهي مبنية من الحجر العادي "الحفحاف" الطري في جزء كبير منها، وهذا كان سبباً في تغيير القبة الحجرية الحاملة للجرس مع مضي السنوات الطويلة واستبدلت بالقبة الإسمنتية، حيث نرى فوق مدخلها الرئيس خمس عقد حجرية فوق عتبة الباب، لكي تحمل الوزن الكبير نتيجة الارتفاع، وهذا من وجهة نظري الشخصية من دون أي دلالات على ذلك. كما يوجد بجانبها قبر لكاهن يدعى "بولص الباني" يحكى أنه كان بفضل الرب يشفي المرضى من الحرارة والأمراض البسيطة؛ أي كانت له شفعة عند الرب».

أما التاجر "جان يعقوب"، فكانت له وجهة نظر أخرى، تحدث عنها بالقول: «في عام 1750 زار أول خوري القرية، وسجلات المعمودية مؤرخة بعام 1840، وهذا دلالة على وجود الكنيسة القديمة، وفي عام 1800 أسست الكنيسة الحالية على أنقاض بناء سابق، من الواضح أنه مبني من التراب، أي وفق نظام العمارة القديم، وبقيت على هذا الوضع حتى عام 1924، حيث تهدمت الكنيسة نتيجة قدمها وطريقة بنائها، وبقي منها جدار وثلاث زوايا من الحجر البازلتي الأسود، وفي عام 1929، حضر بنّاء من "لبنان" وأعاد بنائها بالكامل من الحجر وفق نظام العمارة العقدي، ثم بلطت أرضية الكنيسة وأعيد بناء القبة الحجرية المهدمة بالإسمنت».

المختار عمر حلوم

ويتابع: «فيها عدة قناطر عقدية حجرية مبنية على ستة أعمدة حجرية، متداخلة هذه القناطر فيما بينها بشكل عقدي، وأعلى الباب توجد قناطر، وهناك قنطرة لكل نافذة، والقناطر قبالة المذبح؛ منها حجرية، وأخرى إسمنتية، وارتفاعها نحو ثمانية أمتار، وقد سميت بالكنيسة "العجائبية"؛ لأنه حدث فيها عدة أمور تفوق التصور وأقرب إلى الخيال، ومنها أن أحد الأشخاص بعيد "الصليب" أشعل النار بجانبها وصعد إلى أعلاها فسقط على الأرض، فجاء والده وحمله ووضعه على المذبح وتضرع للسيدة "العذراء" بأن تعيده إليه، وتركه على حاله حتى الصباح ليعود ويراه معافى، ويستمر بحياته الطبيعية حتى عمر التسعين عاماً».

ويضيف: «في إحدى مراحل الترميم أراد القائمون على العمل إزالة حجر بازلتي كبير موجود ضمنها، ولم يكن هناك طريقة سوى بالمتفجرات الخاصة بالصخور؛ وهو يمثّل خطورة على هيكلها العام، وقد يسبب انهيارها بالكامل، فطلبوا من "سيدة الانتقال" الحاملة لاسمها الحماية من هذا الخطر الكبير، وحين تم تفجير الحجر تفتّتت الصخرة بكاملها من دون أي أذى لهيكلها العام. وهنا يمكن الإشارة إلى أن بناءها تم على ثلاث مراحل من ضمنها مراحل الترميم، وبعدة أنواع من الحجارة، منها: الرملي، والكلسي النحتي، والبازلتي الأسود».

إبراهيم طرابيه داخل الكنيسة