أربع بوابات توزعت على جوانب معبد "حصن سليمان" بنيت بأسلوب نحتي متدرج منفتح باتجاه الخارج، زُينت عتباتها بالرسوم النحتية الهندسية والنباتية والإنسانية الواقعية الفريدة.

مدونة وطن "eSyria" زارت موقع "حصن سليمان" بتاريخ 10 حزيران 2014، والتقت رئيس شعبة التنقيب الأستاذ "بسام وطفة" ليحدثنا عن أهمية هذه البوابات، ويقول: «تتوزع البوابات الأربع لـ"حصن سليمان" على أضلاعه الأربعة التي شكلت سوره المستطيل الشكل، وقامت كل بوابة في نقطة المنتصف لكل ضلع لتتوافق مع الجهات الرئيسية الأربع، وزينت بأشكال نحتية متدرجة نحو الخارج بأسلوب بديع، وكذلك عتباتها والواجهات، وكانت البوابة الرئيسية للحصن في الضلع الشمالي وبجوارها مدخلان جانبيان يميني ويساري، وزينت هذه البوابة بمحاريب صدفية مختلفة الأشكال من الداخل والخارج بشكل تدريجي، عُرضت فيها تماثيل مازالت الأفاريز تثبت قوائمها في أرضية كل منها، وربما كانت تضاء الشموع فيها في فترة ما، ويقوم على يمين البوابة الجانبية من الخارج لوحة منقوش عليها كتابة باللاتينية وغير مقروءة حالياً لأنها بحاجة إلى تنظيف ودراسة، كما تتواجد لوحات معدنية مثبتة بمسامير مازالت أماكنها واضحة، ولكن على المدخل الجانبي الأيمن من الداخل ومن الخارج نزعت اللوحات وبقي قسم من مسامير التثبيت فقط».

على يمين ويسار البوابة توجد مزهريتان منحوتتان بشكل نافر ينطلق من وسط كل منهما إله بشكل عارٍ وكأنهما يحملان بطرفي الواجهة، ومن الخارج يوجد الآلهة "منيرفا" على اليمين واليسار نفذت بنفس الأسلوب والطريقة، وأخذت نفس الدور لما هو موجود على واجهة البوابة الشرقية، فهناك تناظر تام، وعلى يسار هذه البوابة من الخارج يوجد نبع ماء مقدس يجف صيفاً لكنه يظهر في مكان آخر بعد الطريق العام

ويتابع: «وبالنسبة لساكف البوابة الرئيسية كان يحمل كتابة منقوشة باللاتينية لكنه تعرض للتهشيم وبقيت بعض الحروف واضحة، والواجهة من الداخل يتوسطها فوق العتبة نحت إنساني للنصف العلوي، وتزينها رسوم هندسية ونباتية لورود مختلفة الأنواع والأشكال مجسدة بشكل واقعي نافر، كما يتقدم البوابة الرئيسية من الداخل والخارج رواق محمول على أعمدة من خلال ست قواعد أمامية واثنتين خلفيتين لتوزيع الثقل في كل جهة، ومن الخارج مازالت معالمها موجودة مع بقاء واحدة فقط تقوم فوق أرضية حجرية مبلطة من الجهتين، أما من الداخل فلم يبق سوى اثنتان».

البوابة الشرقية

ويضيف: «يتصدر كل رواق واجهة حجرية تحمل زخارف هندسية ونباتية بديعة، ووروداً وأكاليل مازالت حجارتها مرمية على الأرض في الداخل والخارج أمام البوابة، وفي سقف البوابة الرئيسة نفذت لوحة منحوتة مؤطرة يتوسطها الطائر المقدس باسطاً جناحيه ويعزف على آلة موسيقية بنهاية ساقيه، ويتقدمه ويليه إلهين عاريين صمما بوضعية التأهب، ويرمزان إلى نجم الصباح "فسفوريوس" ونجم المساء "هسبوريوس" ولكن اللوحة تعرضت للتصدع، وعلى يسار البوابة ومع نهاية الرواق تم الكشف -خلال عام 1998 من خلال حفرية أطلق عليها تسمية "البوابة الرئيسية"- عن قاعدة حجرية منحوتة مركبة فوق مدماك نافر بشكل بديع بهيئة صندوق يعلوها غرفة جنائزية مدخلها منحوت من الجهة الغربية وأرضها مبلطة بالحجر، ولكنها تعرضت للنبش والتهديم، وفي نهاية الأرضية الحجرية أمام البوابة الرئيسية من الخارج ومن الجهة الشمالية الغربية تقوم قاعدة حجرية منحوتة تعرف بـ"كرسي الملك"، وهي عبارة عن قاعدة حجرية منحوتة ومركبة حاملة وواقية لتمثال الإله أو الملك، مازالت مقرات تثبيت القوائم موجودة حيث يكون اتجاه النصب باتجاه البوابة الرئيسية، أما البوابة الجنوبية فهي بسيطة ومتهدمة وعلى قسم من ساكف الباب حروف منقوشة باللاتينية وقد أخذ شكلها نفس الطراز المتبع في بقية البوابات».

وفي لقاء مع المهندس "مروان حسن" مدير "دائرة آثار طرطوس" يقول: «للبوابة الشرقية تفاصيل ونقوش كثيرة يجب أن ندركها لندرك أهميتها، فمن الخارج العتبة تحمل سطرين منقوشين باللاتينية يُعَرِفان بالمكان "بيت خيخي" أو "بيت سيسي" الذي يبعد عن مدينة "صافيتا" ثلاثين كيلومتراً شرقاً، ويتبع ناحية "سبة" ويقع على السفح الشمالي الغربي لجبل "النبي صالح" ويرتفع عن سطح البحر حوالي 700 متر، وتعود فترة بنائه إلى العهد الروماني، ويعلو العتبة في المنتصف رسم نحتي إنساني نصفي، وعلى يمين الواجهة ويسارها يوجد تمثال آلهة الحرب عند اليونان والرومان "منيرفا" حاملة الترس بثوبها الشفاف مبرزاً مفاتنها، وتزين الواجهة رسوم هندسة ونباتية نافرة متعددة وربما كان لعددها أبعاداً فلكية، وعلى يمين البوابة ويسارها تقوم أربع مظلات نصف قوسية نافرة متدرجة وواقية ومزينة تحمل زخارف نباتية وهندسية رائعة تقوم فوق مساحات مستوية ربما كانت مخصصة كلوحات لكنها لم تنفذ أو أنها أزيلت، ومن الداخل يلاحظ وجود نحتين بشريين بارزين موازيين للإلهة "منيرفا" يقومان بنفس الدور لكنهما عاريان، وفوق العتبة وفي المنتصف هناك رأس "سفينكس" (هو كائن أسطوري له جسد حيوان ورأس إنسان، كمجسم "أبو الهول" في "مصر") جُسدَ بشكل نافر، وتزين الواجهة رسوم هندسية ونباتية بديعة ووجه إنساني في الوسط لأحد الآلهة بهيئة طفل، أما على سقف البوابة فتوجد لوحة منحوتة مؤطرة يتوسطها الطائر المقدس تُماثل اللوحة القائمة على البوابة الرئيسة تماماً لكنها بوضع جيد».

البوابة الغربية

فوق عتبة البوابة الغربية كما يقول الأستاذ "مروان" يوجد "سفينكس" مماثل لما هو موجود على البوابة الشرقية، ويقول: «على يمين ويسار البوابة توجد مزهريتان منحوتتان بشكل نافر ينطلق من وسط كل منهما إله بشكل عارٍ وكأنهما يحملان بطرفي الواجهة، ومن الخارج يوجد الآلهة "منيرفا" على اليمين واليسار نفذت بنفس الأسلوب والطريقة، وأخذت نفس الدور لما هو موجود على واجهة البوابة الشرقية، فهناك تناظر تام، وعلى يسار هذه البوابة من الخارج يوجد نبع ماء مقدس يجف صيفاً لكنه يظهر في مكان آخر بعد الطريق العام».

البوابة الجنوبية