معبد يعود بتاريخه إلى الفترة الرومانية، بني وفق شكل مربعي بحجارة كبيرة نحتت بحرفية عالية، استخدم للعبادة والتنسك، وسلح بمرامي سهام للظروف الطارئة، تعاقبت على استخدامه عدة عهود تاريخية...

مدونة وطن "eSyria" زارت معبد "خربة القبو" بتاريخ 7 نيسان 2014 والتقت المهندس "مروان حسن" رئيس "دائرة آثار طرطوس"؛ ليحدثنا عن المعبد، ويقول: «يقع المعبد في قرية "خربة القبو" التابعة إدارياً إلى بلدية "حمام واصل"، التي تبعد عن منطقة "القدموس" حوالي اثني عشر كيلومتراً، إلى جانب مقام ديني للشيخ "محمد عبد الله بركات" حيث تنتشر أشجار السنديان العملاقة، ومقبرة القرية القديمة، وبالعموم تعدّ قرية "خربة القبو" من القرى الأثرية المهمة، لوجود عدد من المعالم الأثرية فيها».

يقع المعبد في قرية "خربة القبو" التابعة إدارياً إلى بلدية "حمام واصل"، التي تبعد عن منطقة "القدموس" حوالي اثني عشر كيلومتراً، إلى جانب مقام ديني للشيخ "محمد عبد الله بركات" حيث تنتشر أشجار السنديان العملاقة، ومقبرة القرية القديمة، وبالعموم تعدّ قرية "خربة القبو" من القرى الأثرية المهمة، لوجود عدد من المعالم الأثرية فيها

ويضيف: «عندما قمنا بتاريخ 23 آب 2012 بإجراء المسح الأثري لقرية "خربة القبو"، تبين لنا وجود معبد في الطرف الجنوبي الغربي منها، وهو عبارة عن بناء مربع الشكل أبعاده حوالي 4×4 متر بارتفاع حوالي ثلاثة أمتار، مبني من حجارة كبيرة الحجم ومتوسطة، بعضها منحوت بدقة عالية وبعضها الآخر مشذب بشكل جميل جداً، وجدرانه سميكة بعرض حوالي واحد متر، ومدخل هذا البناء في الجدار الغربي، حيث يقوم بين الجدار الشمالي والجدار الجنوبي عقدان قوسيان ينطلقان من الجدران وليس من الأساس، وهما مبنيان من حجارة متساوية الحجم منحوتة بشكل محكم المسافات الفاصلة بينهما وبين الجدران، ويحملان مع الجدران السقف الذي هو عبارة عن شطائح حجرية، ما زال قسم منها موجوداً والآخر أُزيل، وبالتالي أصبح قسم منها مغطى والآخر مكشوفاً، ويتخلل الجدار الشرقي فتحتان لرمي السهام أو كما تعرفان "طلاقتين"، ويعتقد أن البناء هو عبارة عن معبد من الفترة الرومانية».

الأستاذ بسام وطفة

وعن مقام الشيخ "محمد عبد الله بركات" الموجود إلى جانب المعبد، يتحدث الأستاذ "بسام وطفة" رئيس شعبة التنقيب في الدائرة، ويقول: «ارتفعت أرضية المعبد لأكثر من متر بعد ما تم صب أرضيته بالبيتون، وبالتالي أصبحت عملية الدخول إلى المعبد صعبة ولا يمكن أن تتم إلا بوضعية الانحناء أو القرفصاء، ويقوم أمام البناء وعلى امتداده وعرضه تماماً دار مستطيل الشكل، يمتد بطول حوالي سبعة أمتار وعرض حوالي أربعة أمتار، وارتفاع حوالي المتر، وهو مبني من حبتان بعرض متر من حجارة بعضها منحوت وبعضها مشذب، ويتم الدخول إلى الدار أو ما يعرف بـ"الحوش" من باب عند الزاوية الشمالية الغربية منه، حيث الحاجب اليميني للباب مكوّن من كتلة حجرية بازلتية منحوتة يتخللها أفاريز تثبت الباب».

"الحوش" وكما يؤكد الأستاذ "بسام" يعود بناؤه إلى الفترة الإسلامية، ويتابع: «وسطه قبران فرديان ظاهران، وربما هناك قبور أخرى غير مكتشفة، وأمام مدخل المعبد وإلى الجهة اليمنى قليلاً هناك قسم من عمود أسطواني منحوت بدقة عالية لا يزال قائماً حتى الآن، وفي الزاوية الجنوبية الغربية توجد كتلة حجرية منحوتة أعيد بناؤها تحمل دائرة غائرة بوسطها صليب منحوت، وتعود إلى الفترة البيزنطية، وعلى مسافة حوالي عشرين متراً باتجاه الجنوب من المعبد هناك بقايا بئر ماء مبنية من حجارة مشذبة وتكسوها من الداخل طبقة طينية كلسية مصقولة، وهذه البئر مملوءة بالردميات، وإلى الشرق من المعبد وعلى مسافة حوالي خمسة عشر متراً كتلة حجرية كبيرة منحوتة منقولة، تشكل قسماً من حوض ماء منحوت كان ملازماً لوجود كنيسة بيزنطية لا يزال قسم من حجارتها المنحوتة وبعض قواعد أعمدتها موجوداً ومجمعاً بواسطة الآلية على يسار الطريق المار وسط القرية شمالي المعبد بحوالي 100 متر، وحصل ذلك عندما تم بناء بعض المنازل السكنية في المكان».

أقواس المعبد
سقف المعبد تظهر فيه الشطائح الحجرية الكبيرة