من القلاع الأكثر أهمية في الساحل السوري حيث تقع بين مدينتي "طرطوس وبانياس" الساحليتين وعلى بعد (5) كلم من "بانياس"، حيث يقودك الطريق السريع الواصل بينهما إليها مباشرةً وهي مطلة على البحر، وعلى قمة جبل بركاني صخري تشرف على شاطئ البحر، وللإضافة على الواقع التاريخي للقلعة التقت eTartus الأستاذ "طوني مقدسي" المختص بعلم الأثار والمتاحف مقدماً الشرح الدقيق والوافي عنها.

•من أين جاء اسم القلعة وما هو تاريخ بنائها:

عرفت "قلعة المرقب" بأسماء عديدة خلال العصور التاريخية منها: باللغة اليونانية "مار كابوس" و"ماركابان"، ودعيت من قبل اللاتين أي الإفرنج باسم "مارغت" و"مارغاتوم" و"مارغانت"، وأطلق عليها العرب اسم قلعة "المرقب"، وفي اللغة العربية كلمة "مرقب" تعني "الحارس أو المراقب" حيث أنه قد سميت بذلك الاسم لأنها كانت تشرف على البحر والتلال المجاورة ومن ارتفاع 362 م، وتقوم بدور الحارس أو المراقب!.

أما تاريخ بناء القلعة غير واضح فقد استخدمت من قبل الصليبيين ولكن اليونانيين كانوا قد ذكروا القلعة في كتبهم، وقد حاول البيزنطيون احتلالها عام 1104 ميلادي أثناء غزوهم الساحل، مما يؤكد وجود القلعة السابق للاحتلال الصليبي، وقد ذكرت القلعة لأول مرة عند المؤرخين العرب سنة (1047) ميلادية ويرجح أن أول من بناها هو شيخ القبائل العربية الجبلية "رشيد الدين بن سنان".

•ما هي العهود التي مرت على القلعة ولمن خضعت خلالها:

خلال مر العصور خضعت القلعة لثلاثة عهود هي العهد الصليبي والعربي والعثماني.

•ماذا يمكن أن تضيف شرحاً عن واقع حال ومكانة القلعة خلال هذه العهود

في عام (1104) م شُغلت القلعة لفترة قصيرة من قبل القوات البيزنطية التي يقودها "جون كانتا كوزينوس" أثناء الصراع الذي دار حول "اللاذقية" وبعد ذلك عادت إلى الأملاك العربية.

لقد بقي الصليبيون في قلعة المرقب (168) عام أي (1117 -1285 م)، وكان أول من احتلها "روجر" أمير "إنطاكية" بعد أن تخلى عنها صاحب المرقب في محرز بعد مفاوضات طويلة مقابل ولاية أخرى ثم أهداها "روجر" بدوره إلى أسرة "مانيسوير" الإقطاعية التابعة لإمارة "إنطاكية"...

وقد أصابت الزلازل الشديدة قلعة "المرقب" عام (1170)م فتهدم بعض أقسامها وفي عام (1186)م سلمت القلعة إلى جماعة الإسبتارية، ولقد أضافت جماعة الإسبتارية عدداً من الأبنية الدفاعية والمنشآت العسكرية الهامة للقلعة، مما زاد في تحصينها، وقد انتقلت القلعة إلى حيازة الإسبتارية مقابل أجر سنوي يبلغ ( 2000) بيزنطي ذهبي تدفع إلى آخر مالك لها هو "برتراند المرقبي".

حاول الصليبيون منع الجيوش العربية من المرور إلى الشمال وبالرغم من ذلك استطاع السلطان "صلاح الدين الأيوبي" عام (1188)م من المرور أمام أسوار قلعة المرقب متوجهاً إلى "جبلة" بعد أن خرب مدينة "طرطوس" فقد أرسل "غليوم" الثاني ملك صقلية أميرال البحر "مارغريت" حملة بحرية لمنع تقدم العرب باتجاه "جبلة" لكن "صلاح الدين" استطاع حماية جيشه ومتابعة مسيره.

سير الملك "الظاهر غازي" سلطان مدينة "حلب" عام (601) هـجري (1204-1205) م، حملة إلى قلعة "المرقب" حيث دمر عدداً من أبراجها الموجودة عند أسوارها الخارجية ثم انسحبت الحملة لمقتل قائد الحملة بعد أن قاربت من الاستيلاء على القلعة، ثم لاقت القلعة صعوبات كثيرة في منتصف القرن الثالث عشر من جراء انتصارات السلطان الظاهر "بيبرس" ولم يحصل أصحاب قلعة "المرقب" بعد عام (1271)م، على هدنة جديدة في القلعة حيث تم ذلك بعد سقوط قلعة "الحصن" المجاورة لها..

وفي عام 1279 م شن أصحاب القلعة من فرسان الإسبتارية هجوماً على المسلمين مستفيدين من الاضطرابات التي رافقت استلام السلطان قلاوون مقاليد الحكم.

وفي بداية عام (1281)م حاصر قلعة المرقب الأمير "بلبان الطباخي" حاكم قلعة "الحصن" ليثأر من أصحابها ولكن بدون جدوى وبقي الفرسان في مواقعهم منتظرين الفرصة للهجوم على المسلمين.

وهكذا استطاع السلطان "قلاوون" احتلال القلعة سنة في (10صفر684هجري) (1285) م، بعد حصار دام (35) يوما أصدر بعدها السلطان عفواً عن المحاصرين بموجبه أخذ كل فارس ما أراد من القلعة دون مقاومة وألحقت القلعة بولاية "طرابلس"، أما في العهد العثماني (1516 -1918)م، فقد نالت القلعة الاستقلال الإداري وكانت تحت أمره والي تابع للعثمانيين وأصبحت سجناً من سجونها، أما في زمن الاحتلال الفرنسي أصبحت القلعة مركزاً للقوات الفرنسية مجهزة بالمدافع عام (1920) م، وعند جلاء الفرنسيين أصبحت القلعة تابعة لوزارة الثقافة المديرية العامة للآثار والمتاحف للإشراف والصيانة والترميم.