على صخرةٍ ضخمةٍ ترتفع حوالي الألف متر عن سطح البحر، تستقبل قلعة "القدموس" زوار المدينة، حيث تبرز منعزلة عما يحيط بها من مختلف الجهات، وتشكل الركن الأساس في الحي القديم الذي سمي نسبةً لها.

يتميز حي "القلعة"؛ أحد الأحياء القديمة في مدينة "القدموس" التابعة لمحافظة "طرطوس"، بإطلالاته الواسعة على الوديان والقمم التي تحيط به من جميع جهاته، ووجود العديد من المعالم الأثرية فيه أهمها قلعة "القدموس" وجامع "حسن جلال الدين" وسوق الحرف القديمة، وتفاصيل هذه المعالم تشكل تاريخ هذا الحي العريق.

ومن أهم معالم القلعة البوابة الرئيسية وبقايا من السور، وغرفة شيخ الجبل "سنان راشد الدين"، والذي يعتقد أن قبره موجود بها، وأيضاً الحمّام الذي طمست معالمه بعد أن تم البناء فوقه. كما يوجد في الحي؛ جامع يقع خارج أسوار القلعة في الجهة الشرقية على بعد 150 متراً من الحمّام، وهو جامع المولى "حسن جلال الدين"، على بعد 100 متر من البوابة إلى جانب الشارع الرئيسي، ويتم الدخول إليه مباشرةً من خلال باب حديدي ضمن جدار يحيط بالجامع من جهة الشرق، ويعلو الباب لوحةٌ منقوشةٌ تحمل تاريخ البناء؛ 628 للهجرة

يبدأ "بسام وطفة" معاون رئيس دائرة آثار "طرطوس" حديثه لمدوّنة وطن "eSyria" عن أبرز المعالم الأثرية التي تشكل تاريخ هذا الحي القديم بوصف القلعة فيقول إنه وبمجرد دخول الزائر إلى مدينة "القدموس"، يستقبله الحي بقلعته المبنية على صخرة ضخمة ترتفع حوالي الألف متر عن سطح البحر، وتعزل القلعة عما يحيط بها من مختلف الجهات، وهي من القلاع القديمة، والمتبقي منها يعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وتشير المصادر إلى أنّ "عمرون الدمشقي" قد باعها للداعية "أبي الفتح"، وأنّ المحارزة شكلوا فيها إمارةً، احتلها الصليبيون عام 1195 ميلادية، كما فرض عليها "الظاهر بيبرس" ضريبةً باهظةً، وعيّن عليها حاكماً مملوكيّاً، وقد خضعت أيضاً في العام 1517 ميلادية للسلطنة العثمانية.

غرفة "سنان راشد الدين"

ويتابع: «ومن أهم معالم القلعة البوابة الرئيسية وبقايا من السور، وغرفة شيخ الجبل "سنان راشد الدين"، والذي يعتقد أن قبره موجود بها، وأيضاً الحمّام الذي طمست معالمه بعد أن تم البناء فوقه.

كما يوجد في الحي؛ جامع يقع خارج أسوار القلعة في الجهة الشرقية على بعد 150 متراً من الحمّام، وهو جامع المولى "حسن جلال الدين"، على بعد 100 متر من البوابة إلى جانب الشارع الرئيسي، ويتم الدخول إليه مباشرةً من خلال باب حديدي ضمن جدار يحيط بالجامع من جهة الشرق، ويعلو الباب لوحةٌ منقوشةٌ تحمل تاريخ البناء؛ 628 للهجرة».

السوق القديم والجامع الأثري

ويقوم بناء الجامع -حسب "وطفة"- على خمس ركائز عقدية، يقابلها خمسٌ أخرى تلتقي في عقدة السقف، وتشكل ثلاثة أروقة متتالية، حيث يتخلل الرواق الأول نافذةٌ صغيرةٌ في الجدار الجنوبي، وفي الرواق الثاني في الجهة الجنوبية يقوم المحراب ويليه المنبر الخشبي، ثم في الرواق الثالث وفي الجهة الجنوبية أيضاً، توجد نافذةٌ صغيرةٌ.

وبالإضافة إلى القلعة القديمة التي تقطنها حالياً ثلاث عائلات هي "المير سليم" و"المير أسعد سليم" و"المير محمد"، والحمّام والجامع الأثري، يتميز الحي باحتوائه على معلم قديم لا يقلّ أهميةً عن المعالم السابقة، وهو السوق التي تجمع العديد من أنواع الحرف، والتي لا يزال بعض أهالي المدينة يحافظون عليها بعد أن توارثوا العمل بها عن أجدادهم، وعن هذه السوق يقول المدرس المتقاعد "عبد الحميد الجندي" وهو من سكان حي "القلعة": «شكّلت السوق القديمة ملتقىً لأبناء "القدموس" وأهالي الأرياف القريبة والبعيدة، كقرى "الشيخ بدر" و"تعنيتا" حيث كانت حينئذٍ تتبع لها إدارياً، وهي من أقدم النواحي في "سورية"، وتمتد من موقع البلدية حالياً حتى الجامع الأثري، أما من الجهة الشمالية فهناك عدد من المنازل كانت في الماضي قليلةً جداً، ويقطنها ثلاث عائلات فقط هي "أبو عبد الله" و"الهندي" و"الخدام"، إلى جانب عدد من العائلات الأخرى التي تقطن الحي منها "أبو عجيب" و"المير أسعد" و"المير مصطفى" و"أبو حسون" و"عبود" و"باكير" و"الكعده"، وتضم السوق عدداً من الحرف القديمة منها الحدادة العربية، وفيها متاجر لبيع الأدوات الزراعية على اختلافها، ومنها ما يبيع الحبوب والمواد التموينية والأقمشة، وغيرها من المستلزمات الحياتية، وخان مأجور كانت توضع المواشي فيه ريثما ينتهي أصحابها من التسوق قبل العودة إلى قراهم».

من منازل الحي

تم التواصل مع أصحاب الشهادات بتاريخ 14 تشرين الثاني 2020.