يعدُ نبعُ "عين الباردة" في ريف مدينة "صافيتا"؛ من الينابيع المهمة لسكان الريف الشرقي للمدينة، لديمومة جريان مياهه الباردة جداً في فصل الصيف، والدافئة في فصل الشتاء، في مختلف الظروف المناخية، والذي كان له الفضل بتعلم أبناء المنطقة السباحة النهرية.

مدونةُ وطن "eSyria" زارت النبع بتاريخ 16 تموز 2019 والتقت مختار قريتي "حكر عين الباردة"، و"بيت رحال" الذي يتوسطهما النبع، "حامد إسماعيل" حيث قال: «يعدّ نبع "عين الباردة" من الينابيع المهمة والأساسية في المنطقة من عدة نواحي أهمها أنّه دائم الجريان في أقسى الظروف المناخية، حيث ينبع من جانب شجرة بلوط ضخمة جداً، من خلال فتحة صخرية يمكن رؤيتها،

الموقع بشكل عام مستثمر ومخدم شعبياً، فنحن الأهالي من يعمل على تنظيفه بشكل مستمر

والنبع يتوسط عدة جبال مرتفعة جداً، يمكن عدّها الخزان الحقيقي لمياهه الباردة، حيث يتوضع على تلك الجبال عدة قرى مطلّة عليه بشكل مباشر؛ منها قرية "حكر عين الباردة"، وقرية "بيت رحال" الأقرب إليه جغرافياً، والأكثر استثماراً له عبر جلسات شعبية يستفيد منها الجميع».

المختار حامد إسماعيل

أما الموظف المتقاعد "يوسف بركات" فيؤكد أنّ نبع "عين الباردة" الرافد الأساسي لنهر "الصغير" الذي يرفد كذلك بشكل أساسي نهر "الأبرش"، ويتابع: «منذ القدم والنبع ومياهه دائمة الجريان، ومستثمر بشكل فعلي بواسطة طاحونة قديمة تعمل بفضل تدفق المياه فيها والتي استخدمها أجدادنا في المنطقة سابقاً لطحن القمح، ولكنها متوقفة منذ فترة طويلة، ولكن في الوقت الحالي موقع النبع بين أحضان الطبيعة الخضراء وديمومة جريان مياهه على مدار أيام السنة مستثمر في الجلسات الشعبية التي يقصدها الناس من كل حدبٍ وصوب، للتمتع بالأجواء الطبيعية الخضراء المريحة البعيدة عن المناخ الحار والرطب، حتى أن تجمع المياه مستثمر طبيعياً بتفريخ السمك النهري بشكل وجودي، حيث يمكن اصطيادها وتناولها لمن يرغب، ومن القصص التراثية التي تتحدث عن أهمية النبع الذي يقدر تدفق مياهه بحوالي خمسة عشر إنشًاً بالنسبة لأهالي المنطقة، حيث يحكى أنه في عام 1914 أصاب المنطقة موجة جفاف استمرت ثلاث سنوات عجاف، جفّت خلالها جميع الينابيع إلا نبع "عين الباردة" الذي أصبح المورد المائي الوحيد لآلاف السكان يتزاحمون على مياهه العذبة، ما دفع (جندرما) الاحتلال التركي للتدخل وقتها لتنظيم عمليات الحصول على المياه، كما شكلوا مناوبات حراسة لحمايته كما كانوا يزعمون».

"أسامة إسماعيل" من مرتادي المكان قال: «الجلسات الشعبية على النبع بدأت من كونه المتنفس الطبيعي الوحيد للسكان، حيث يمكن الجلوس بجواره والتمتع بالأجواء المريحة من حر الصيف، وذلك نتيجة برودة مياهه إلى درجة أننا وظفناها كبراد لتبريد الخضار والفواكه خلال الجلوس بجواره، كما أنّ أغلبية المزارعين في المنطقة يسقون مزروعاتهم من خضار وأشجار حمضيات ولوزيات من مياهه عبر أقنية طبيعية تدفق فيها المياه بالراحة بفعل الطبيعة الجغرافية».

نبع عين الباردة

أما "يوسف درويش" فيؤكد أنّ للنبع فضل كبير على جميع الأهالي والسكان في المنطقة من حيث تعلم السباحة النهرية، وقال: «بجانب النبع جرف صخري مرتفع نستفيد منه كمنصة قفز إلى المياه المتجمعة كحوض طبيعي، حيث يقدر عمق الحوض حوالي المترين، ومساحته حوالي خمسة وعشرين متراً مربعاً، أي أن السباحة فيه مريحة، وهنا تعلم الجميع السباحة، وخاصة الشباب في مقتبل العمر الذين لا يفارقونه صيفاً في أيام العطل، والممتع أيضاً السباحة في مياهه الدافئة في الشتاء».

في حين أنّ المدرس "وسيم بركات" أكد أنّ محيط النبع بحاجة إلى تخديم كبير من قبل الجهات الرسمية، عبر الطرق والخدمات الأخرى، ويضيف: «الموقع بشكل عام مستثمر ومخدم شعبياً، فنحن الأهالي من يعمل على تنظيفه بشكل مستمر».

وسيم بركات وإلى يساره يوسف بركات