يعدّ الكورنيش البحري لمدينة "بانياس" من أكثر المناطق في المدينة استقطاباً لمختلف شرائح المجتمع، سواءً من سكّان المدينة أو القرى والمناطق القريبة منها، لما يتميّز به من إطلالاتٍ تجمعُ بين البحر من جهة والجبال القريبة جدّاً منه من جهةٍ أخرى.

مدونةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 تموز 2019 الفنانةَ التشكيليةَ "ميس مصطفى" وهي من سكان المدينة المرتادين الدائمين لكورنيش "بانياس" حيث قالت: «يعدُّ الكورنيش البحري جزءاً أساسياً من المدينة وواجهتها المطلّة على سحر الإطلالات البحريّة، وهو المتنفّس لأهلها منذ الساعات الأولى للصّباح، وفي كل فصول السّنة خاصةً في الصّيف الحار والرّطب، وبشكل دائم أقصده مع أسرتي والأصدقاء لممارسة الطّقوس الجميلة التي اعتدنا عليها، كالجلوس أمام الشّاطئ، وتبادل الأحاديث، وتفريغ الهموم والطاقات السّلبية التي تفرضها علينا الضّغوطات اليوميّة المختلفة، فهذا المكان يعدُّ فسحةً نقيّةً، ومكاناً مناسباً للتأمّل وممارسة رياضة المشي وبعض الهوايات كالرّسم أو العزف أو الصّيد، ولطالما اعتدتُ اصطحابَ أدواتِ الرّسمِ الخاصّة بي، وممارسة هوايتي وسطَ هذا الكم الهائل من الجمال».

للبحر سحرُه الخاص في ساعات الصّباح، لذلك أقصد الكورنيش البحري لمدينتنا في كل صباح لأستمتع بالهدوء وبالأجواء اللّطيفة، وقد اعتدت منذ سنوات عدّة أن أمارسَ الرياضةَ أمامَ البحر، والجري على امتداد الكورنيش، ما يمنحني المزيدَ من الطّاقة والقدرة على احتمال الجمع بين الدّراسة والعمل

وتتابع قولها: «ما إنْ يقتربُ مغيبُ الشّمس حتى يكتظّ النّاس هنا لرؤية أروع مشاهد الغروب، وللأطفال حضورهم الجميل على شاطئ مدينتهم، يلعبون ويمرحون بالقرب من أهلهم وذويهم، كما كان له دوره المهم في تقارب وتعارف الأسر، ونشوء الصّداقات فيما بينها. كما أنّ عمليات التوسيع والإصلاحات الأخيرة كانت مشجّعةً أكثر للنّاس، خاصةً مع انتشار المقاهي الشّعبية، والتي تشغل حّيزاً كبيراً منه، والتي ساهمت في إيجاد فرصِ عملٍ لبعض الشّباب، كما يعدّ مصدر رزق للبعض من البائعين على عرباتهم يقدمون من خلالها العديد من الأكلات التراثيّة المحبّبة للجميع، كالفول والترمس والذرة وبعض أنواع الفطائر».

ميس مصطفى

"محمود الأحمد" اعتاد ممارسة بعض التمرينات الرّياضية في الصّباح الباكر، يقول: «للبحر سحرُه الخاص في ساعات الصّباح، لذلك أقصد الكورنيش البحري لمدينتنا في كل صباح لأستمتع بالهدوء وبالأجواء اللّطيفة، وقد اعتدت منذ سنوات عدّة أن أمارسَ الرياضةَ أمامَ البحر، والجري على امتداد الكورنيش، ما يمنحني المزيدَ من الطّاقة والقدرة على احتمال الجمع بين الدّراسة والعمل».

"سوزان حسن" من ريف "القدموس" قالت: «كثيراً ما نقصد مدينة "بانياس" لزيارة بعض الإخوة والأقارب، وكثيراً ما نقضي بعض الوقت على كورنيشها البحري، والذي أصبح في الآونة الأخيرة يمثّلُ مجتمعاً مصغّراً يجمعُ بين أهالي المدينة والرّيف، المحبّين للأجواء والسّهرات البحريّة، وهو المكان المفضّل لأطفالي؛ حيث يلعبون ويمرحون مع أقاربهم وأقرانهم، وأكثر ما يسعدهم هو قطار الأطفال الذي يجول بهم على امتداد الكورنيش وسط أجواءٍ ممتعةٍ من الغناء والتصفيق».

كورنيش بانياس

المهندس "ماهر حسن" من سكّان المدينة يقول: «لطالما اعتدت الصّيدَ في أيام العطلة، خاصةً في الصّباح الباكر جدّاً، حيث الهدوء والصّفاء، ما يضفي عليّ إحساساً من السكينة والهدوء، خاصّةً في ظلِّ ضغوطات العمل والمسؤوليات الكبيرة، وفي بعض الأحيان يلحّ أطفالي على المجيء معي صباحاً للاستمتاع بمشاهدتي وأنا أصطاد لهم الأسماك المتنوّعة».

ولـ "شادي كرم" رأي آخر حيث قال: «على الرغم من أنّني أقصد كورنيش "بانياس"، لكنّني بشكل عام أفضّل الشواطئ المفتوحة لأمضي الوقت مع العائلة والأصدقاء بممارسة السباحة والتّسلية، وقد احتوى الكورنيش مؤخّراً الكثير من المقاهي الشعبيّة، لكن برأيي أن أغلبها لم يراعِ جوانب عدّة منها الأسعار التي تعدّ مرتفعةً نوعاً ما، أيضاً ربّما وفّر عدداً قليلاً من فرص العمل، لكّنني أجزم أنّ الأجور لا تزال ضعيفةٌ، لكن بشكل عام يعدّ متنفّساً لمعظم أهالي المدينة والرّيف، خاصّةً وأنّه يوفّر أمكنةً مجّانيّةً للجلوس أمام البحر أو ممارسة الرّياضة وبعض الهوايات».

المكسر